إن ما أصاب أبين المحافظة المنكوبة بكل مدرياتها بعد الأحداث والحرب وما تبعها يؤكد أن رياضة أبين قد تاهت، وأن ما أصاب فارسها وممثلها وسفيرها الأول في رياضة الوطن (حسان) الذي فرض عليه السير حافيا إلى دوري الثالثة، ثم هرولة خنفر ليكون رفيقا له بعد أن أصر على المشاركة.. والناظر إلى رحلة فريقي فحمان وشقرة كممثلين لها في تصفيات أبطال المحافظات مجرد سفرية لأيام معدودة، ومحطة احتكاك، وخوض بعض المباريات مع فرق أخرى من محافظات متعددة، وفقا لعناصر المعادلة التي سبقت مشاوير هذين الفريقين الذين نالا الأفضلية بين أشقائهم في المحافظة التي فقدت كل شيء جميل. الانتظار والترقب لمشوار الفريقين الأبينيين في تجمعي عدن حيث تواجد شقرة، والحديدة حيث تواجد فحمان.. جاءت في اتجاه مختلف عما توقعه الجميع حتى ممن يعشقون ألوان الفريقين اللذين غادرا المحافظة بظروف صعبة جدا.. يفتقدا فيها لا أقل ما يحتاجاه.. الأخبار القادمة بعد نهاية كل محطة وجولة في التصفيات كانت ترسم البهجة خصوصا في اتجاه فحمان مودية الذي تسلح بما لم يحسبه الآخرون، وفرض نفسه فارسا منافسا منذ البداية.. فزرع الألق وغازل البطاقة منذ لحظة ظهوره حين تفوق على صاحب الأرض.. ليحول الأنظار صوبه رغم وجود فرق قوية ذات شأن مع مثل هذه المواعيد. محطة تلو الأخرى كان الفحمانيون المدعمون بقيادة ناديهم على أرض الحديدة يزرعون ويحصدون في أربع جولات متتالية حققوا فيها أربع انتصارات كانت كفيلة بإعلان تأهلهم إلى دوري الثانية التي لم يعد فيها أحد من أندية أبين، قبل أن ينجزوا المهمة في الجولة الأخيرة بفوز خامس بثمانية أهداف، لينالوا العلامة الكاملة.. ويرتبطوا بكل منتسبي الرياضة الأبينية بإنجاز رائع مروا به من بين ظرف خانق وقاسٍ، لا يخدم أية جزئية في مشاوير التنافس مع الآخرين.. ظرف يعيق أي طموح أو تطلعات.. لكنها معنويات أبناء مودية وأبين وحدها كانت تريد أن تحقق شيئا، وأن تتواجد في مساحة رياضة غيبت عنها لسنوات.. فنالت ما أرادت في محطة زاهية كان الجميع يفق لها احتراما.. تقديرا لتفاصيلها الكبيرة.. ولأنها قادمة من أبين. وهل يستطيع أحد أن يغيب أبين عن رياضة الوطن مهما حاول بعض الأغبياء من شخصيات نافذة في الرياضة اليمنية وحتى من كان من المحافظين السابقين الذين يعرفون بقدرتهم على التلاعب بكل شيء لأجل المصلحة ونيل الرضا. اللحظة الخاصة لأبناء مودية وفحمان ينتظرون اليوم لفتة خاصة وذات شأن من قبل الأخ جمال العاقل، محافظ أبين "المنتسب لهذا النادي" في قراءة المشهد الجميل الذي لعبوا أدواره بخصوصية بعيدا عن مكتب الشباب ومديره الذي عبث برياضة أبين وأصاب أنديتها بالكساح.. نظرة تتجسد في تكريم مستحق.. يكون منسوبه واقع الرياضة الأبينية التي تحتاج إلى التحفيز الكبير لتكون قادرة على العودة واستعادة البريق.