كنت ككثير من متابعي الكرة اليمنية الذين استبشروا خيراً بدخول نظام الاحتراف لكرتنا المحلية ودورياتها المتواضعة كخطوة جيدة واعدة بمستقبل مشرق ، توحي بنقله نوعية في سبيل التطوير والارتقاء للحاق بركب السابقين من الدول المجاورة ، وتحديداً عندما نعلم بأن مضمون الاحتراف أو لغة الاحتراف : هي اللغة السائدة حالياً في الأوساط الرياضية .. كيف لا !! وهي تعد حلقة وصل بين الاعبين وأنديتهم الرياضية ، فتعتبر مطلباً رئيسياً من الاعبين والمدربين وحتى على صعيد الإداريين ، فحقل الاحتراف عبارة عن منظومة متكاملة( رأس مال واستثمار ، جهات داعمة وتسويق ، منشآت ) إلى آخره من الأساسيات والبديهيات لقيام هذا النظام ، يلخص كمنظومة كاملة تسير بشكل آلي وفق أسس معينة لها أبعادها الخاصة ومزاياها وفنونها تندرج جميعها ضمن العمل المؤسسي القائم على تحديد الأهداف ووضع التصورات ورسم المخططات وفق فترات زمنية متباينة تخضع لنوع الهدف وحجمه ومتطلباته وغيرها من مقومات العمل الناجح لأي لعبة كانت - لكن بالنظر إلى احترافنا اليمني ووضع كرتنا الحالية والتماس واقعها المعايش نجد أن باب التساؤل عن صحة هذا الاحتراف يفرض نفسه ، كاشفاً عن أهم التساؤلات التي تطرح نفسها وبقوة عن حقيقة هذا الاحتراف الدخيل على رياضتنا ، فهل يصح تطبيق هذا النظام للكرة اليمنية وأنديتها !! ، وهل يتوافق هذا مع كرتنا وأنديتها التي لا تملك لمنشآت رياضية بمواصفات احترافية ومؤهلات دولية مثل الأندية الأسيوية أو حتى أندية الخليج التي طبقت نظام الاحتراف !! - لو نظرنا إلى أبرز جانب ( رؤوس الأموال وجهاته الداعمة ) التي تعد مطلب مهم وأساسي كأحد الركائز التي يرتكز عليها قيام هذا النظام ويعتمد عليها بدرجة أساسية في نجاحه لوجدنا أنها غير موجودة ولا تتواجد في اغلب الأندية وبالتالي لا يخدم غالبيتها الفقيرة ، لذا لن نستفيد من إحداث النقلة النوعية المرجوة ، وحتى على مستوى تطوير اللاعبين المحليين أنفسهم في دوري المحترفين ، أيضاً عدم وجود ثقافة عامة ودراية شاملة بواقع الاحتراف وحقيقته ، فثقافة اللاعب اليمني محصورة ( بالكم ) وليس ( بالكيف ) ويبحث دائماً عن من يدفع أكثر دون النظر إلى أهمية العطاء والمردود ، فتدور مفهوميه في حلقة معينة مقصورة على قيمة العقد والراتب وعن من يدفع أكثر وللأسف نفس المقولة يطبقها أغلب القائمين على الاحتراف في جهاته الأخرى . - نأتي الآن إلى البنى التحتية التي يمكن أن نقيسها بمدى توفر (Stadiums) الرياضية المجهزة والمعدة احترافيا ، فنجد أن (Stadiums) سادت الرياضية والتي تنحصر في ثلاثة أو أربعة فقط مازالت لا ترتقي إلى المستوى المطلوب إضافةً إلى غياب الملاعب الخاصة المرافقة لها ، والصالات الرياضية لكافة الألعاب فنحن نعاني كثيراً من ضعف البنية التحتية الرياضية رغم مفردات التغيير التي أحدثتها رياح خليجي عشرين على بعض الأندية . - شخصياً ومن هذا المنطلق أرى أن هذا الاحتراف الذي ننشده لدورياتنا وكرتنا اليمنية لا يوجد ما يربط بينة وبين حقيقة الاحتراف وواقعة عند غيرنا ، فواقعنا يقول إننا نسخنا جانباً واحداً فهمناه من الاحتراف وهي طريقة جلب المحترفين الأجانب بطريقة عشوائية وليس بطريقة احترافية فنية وفق معطيات المرحلة والحاجة إليهم ، بل ونختصر الزمن والمسافات في نسخة دون النظر إلى تبعات ومخلفات ما قد يحدثه من تدهور فني على الكرة اليمنية ، قد يقول القائل نحن مازلنا في البداية ، فنرد .. صحيح نحن في أول المشوار وفي سننه الأولى إلا أننا ومن خلال المشاهدة الحالية لمفهوميه الاحتراف يمكن أن نستوعب أن معنى الاحتراف اليمني هو (كيف نجلب لاعبين محترفين أجانب فقط) لا نديتنا المتهالكة التي لا يوجد فيها منشاة رياضية متكاملة (عدى نادي أو أثنين فقط لا يتعدى عليهم ) ولا ملاعب مزروعة لتدريب اللاعبين عليها رغم أن بعض الأندية استفادت كثيراً مما أحدثته رياح خليجي عشرين على الملاعب إلا أنها مازالت لا ترتقي للمستوى المطلوب فكثرة إصابات اللاعبين عليها دلالة واضحة على فشلها . - خلاصة الكلام : الاحتراف خطوة من خطوات أو مرحلة من مراحل البناء الرياضي لأي لعبة كانت وليست تقليعة أو موضة تتبع وتحاكى ، فغيرنا طبق هذا النظام ونجح فيه لأنة تجاوز مرحلة البناء التحتي بأشواط عدة وبدءوه بتدرج وقوانين (احتراف اللاعب الأجنبي ثم المحلي ) والآن يدرسون احترافية الأندية وكيفية تحويلها إلى مؤسسات تجارية رياضية تدر الربح . أما نحن فعيبنا إننا قفزنا من هنا إلى هناك دون تفهم وتروً ودراسة ، ونريد الوصول إلى ركب المتقدمين سالكين أقصر الطرق دون النظر إلى نهاية المطاف مع عدم التركيز على البني التحتية والاهتمام بالناشئين والمدربين والخبراء المختصين ، وعدم توظيف المختصين كلاً حسب اختصاصه وبالتالي نستنتج أن الاتحاد اليمني كالتائه الذي يسير بخطط ضائعة لا يعرف أين الطريق الصحيح للاحتراف (صحيح أن أول الغيث قطرة لكن من يخط بلطف قد يسير طويلاً ) .. وبس خلاص - ركلات حرة من واقع احترافنا اليمني - كرفانه رئيس اتحاد الكبة للمحترفين شغالة وبشكل منظم عبر سماسرة الأندية من مدربين ولاعبين وحتى إعلاميين . - بعض المحترفين وبمجرد قدومه لليمن سيلعب كل موسم مع فريق وكأنi لا يوجد محترفون غيره ( جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفوش ) . - لوائح الاحتراف اليمني فصلت على مقاس بعض الأندية, فهنالك الكم الطويل وهناك القصير . - من المعلوم أن دوري المحترفين ينقل تلفزيونياً,لكن عندنا مشي حالك فحتى وأن نقلت بعض المباريات وجب عليك أن تشاهد (سنكمل ما تبقى من المباراة عقب موجز الأخبار أو بعد هذا الفاصل) . - لا يوجد تسويق للمنتجات الرياضية وبالتالي جميع أطقم الفرق متشابهة مع اختلاف الألوان باستثناء نادِ أو أثنين