يوم الاثنين 27 مارس 2010 كان مساعد القبطان ضابط ثالث/ وجدي أكرم محسن، هو أحد أفراد طاقم السفينة البنمية (Ice Berg) رفقة 8 بحارة يمنيين و16 بحار آخر من جنسيات مختلفة، عندما غادرت السفينة باتجاه إمارة دبي وعلى متنها 4500 طن غاز مسال ومساعد القبطان الثلاثيني "وجدي" و23 آخرون. على بعد 10 أميال في المياه الإقليمية من الشواطئ اليمنية كان القدر ينتظر الجميع.. مجموعة قراصنة صوماليين مسلحين هاجموا السفينة واعتقلوا جميع الطاقم، إلا أن قدر "وجدي" كان مختلفاً، إذ تربصت به رصاصة قرصان غادر فسقط قتيلاً، فيما اقتيد الآخرون إلى ولاية بونت لاند واحتجازهم هناك. أمس الأول وصل ال 8 البحارة اليمنيون إلى مطار صنعاء بعد أن تمكنت قوات دولية من تحريرهم، فيما قام الرئيس هادي صباح أمس السبت باستقبالهم بمكتب الرئاسة لتكريم كل بحار منهم ووجه بصرف مليون ريالاً معونة مالية لكل منهم.. ولكنهم لم يتذكروا "وجدي"، ولم يقرأوا على روحه الفاتحة. واستنكرت أسرة مساعد القبطان ضابط ثالث/وجدي أكرم محسن من أبناء عدن ما حدث، حيث لم يتم التطرق إلى اسم ابنها وجدي ولو بالاسم كأقل واجب في حين تم تكريم رفاقه الذين ما يزالون على قيد الحياة، متناسين أن هناك رفيقاً لهم تقاسم معهم لحظات الفرح والحزن قبل قرابة العامين عندما غادروا الشاطئ اليمني. وطالبت أسرة الشهيد/وجدي في اتصال هاتفي ب"أخبار اليوم" وزارة الدفاع بالاعتذار عما حدث من إهمال وتجاهل لتضحية ابنها الذي قوبلت بالنكران والتجاهل. وأكدت أسرة الشهيد أن شقيقة الشهيد حين سمعت بعودة رفاق وجدي وتحريرهم فرحت كثيراً وأنه عندما ترددت أنباء تكريمهم كانت أكثر فرحة، ولكنه أغمي عليها عندما لم يتم ذكر اسم وجدي وتضحيته والذي تحبه كثيراً وأنها الآن أكثر حزناً من ذلك التجاهل. العائدون يتحدثون تمكنت القوات اليمنية وبالتعاون والتنسيق مع ولاية "بونت لاند" الصومالية والحكومة المركزية لجمهورية الصومال وقوات ولاية بونت لاند الصومالية من تحرير الرهائن البالغ عددهم عشرين مختطفاً من عدة جنسيات..بينهم البحارة اليمنيون الثمانية، حيث العملية استمرت 13 يوماً تم محاصرة موقع الخاطفين وكان الخاطفون قد طلبوا 5 ملايين دولار غير أن الحكومة اليمنية رفضت ذلك.. مساء أمس الأول كان الطاقم اليمني للباخرة اليمنية المعتقلون منذ عامين وصلوا مطار صنعاء الدولي على متن طائرة خاصة، وهم: عبدالرزاق علي صالح،محمد عبدالله خان،حافظ صالح علي،جمال علي سالم الحسني،أحمد فايز أحمد بير، معمر عبده صالح،عبده عمر محمد سالم،جمال إبراهيم صالح الوهيبي. يقول القبطان/عبد الرزاق على صالح: كنا في معاناة شديدة وفقدنا الأمل بالعودة إلى الوطن والحياة”.. معرباً عن شكره وامتنانه للجهود الكبيرة التي بذلتها القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس/عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وجهاز الأمن القومي..والمنظمات الدولية المعنية..وولاية بونت لاند الصومالية..والتي تكللت بتحريرهم من قبضة القراصنة الصوماليين.. فيما شكر البحار/جمال على سالم، الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل تنفيذ عملية تحريرهم من أيدي القراصنة الصوماليين.. والجهود التي بذلت من الدولة..والاستقبال الحافل الذي حظينا به لحظة وصولنا مطار صنعاء الدولي..تدل على أن اليمن لا تفرط بأبنائها.. وقال: "هذه مواقف ستظل محل تقديرنا". أما القبطان/حافظ صالح علي البعيثي فقال: نحن في حقيقة الأمر نقدر تقديراً عالياً اهتمامات الأخ/عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية.. وتوجيهاته التي أدت إلى عودتنا إلى بلادنا بعد سنوات من الاحتجاز في قبضة القراصنة الملاعين، مضيفاً بأن الرعاية التي حضوا بها من قبل الرئيس والجهات المعنية هي محل احترام وتقدير.. وقال البحار/جمال علي سالم الحسني: نحن سعداء كثيراً لهذا الاهتمام الذي حضينا به من فخامة الرئيس/عبدربه منصور هادي..تمثل في توجيهات بتنفيذ عملية تحريرنا ونقلنا إلى الوطن ومن ثم توجيهات بتقديم كل الدعم المادي لنا نقول له.."شكراً يا فخامة الرئيس ". خسائر الصيادين ومن جهته أوضح وزير النقل الدكتور/واعد عبدالله باذيب أن خسائر الصيادين اليمنيين جراء أعمال القرصنة البحرية بلغت أكثر من 150مليون دولار في الأعوام 2009و 2010.وشدد على أهمية وجود تعاون إقليمي ودولي لدعم اليمن في مواجهة القرصنة، وضمان أمن وسلامة الصيادين اليمنيين، وأكد أن أكبر تحد لحل مشكلة القرصنة يكمن في معالجة جذور المشكلة الصومالية المتمثلة في إعادة السلام والأمن في الصومال وبناء الدولة الصومالية وتعزيز سيادة القانون فيها وكذا إيجاد بدائل مناسبة أمام الشباب المتحمسين لأعمال القرصنة.. وكانت وزارة النقل اليمنية قد دعت في وقت سابق إلى حل مشكلة القرصنة البحرية والسطو المسلح ضد السفن في المياه قبالة الساحل الصومالى وفى منطقة البحر الأحمر وخليج عدن والناتجة عن الوضع المؤسف في الصومال، مؤكدة أن حل المشكلة يأتي من خلال تكاتف جهود جميع دول المنطقة وتعاون المجتمع الدولي.
