رحل .. هرب .. فر .. وخرج ولم يعد .. كلها مفردات تؤدي إلى معنى واحد، إنه ترك عمله ولم ينهه أو غادر بطريقة غير شرعية، كل هذا ينطبق على المدرب المصري أحمد ساري الذي وقع العقد مع نادي الشعلة أحد أندية قطبي العاصمة الاقتصادية لبلدنا في مساء الأحد ال(16) ديسمبر الماضي يومها وقع من جهة النادي عبدالله مقشم الأمين العام بالنادي في تلك الليلة بات "مقشم "وكل الإداريين والمهتمين بكرة القدم في النادي وكائنهم في مشعر منى بعد أن أمنوا الجهاز الفني للفريق الكروي الأول واقضوا ليلة دافئة بالمرح والضحك المتوقع في نادي المصافي، حيث وعدت الإدارة الشعلاوية بتوفير كل متطلباته سعيا لمنافسة الفريق على لقب الدوري الذي هو الآن في "غيابة الجب" وحتى إنهم عرضوا عليه التعاقد مع محترفين، لكنه رفض وفضل أن يستنجد باللاعبين من بلاده مصر ومن دوريها المتوقف. الكوتش "ساري" لم يتركهم يتلذذوا بالليالي القادمة بعد أن طلب من إدارة النادي السماح له بالعودة إلى القاهرة بحجة تعرض ابنه لحادث مرور يريد يطمئن على صحته، وهو محق في ذلك، الإدارة ومن الطبيعي أنها ستوافق مادامت هم من اليمن الذي وصفهم خير البشرية "بالأرق قلوبا وألين أفئدة". على العموم الإدارة الشعلاوية وافقت وسمحت له ب(3) أيام يقضيها هناك بأرض الكنانة، وفي رواية تقول أنها (4) أيام، ويعود يوم الأربعاء 19 ديسمبر الماضي، ذلك اليوم لم يأتِ المدرب بل حضر صوته باتصاله بأمين عام النادي وطلب منه أن يمنحه يومين إضافيين، فوافقت الإدارة حسب ما تناولته الوسائل المقروءة قبل أن يقال كلمتين "خفيفتين على اللسان ثقيلتين في ردت الفعل" قال فيها: (خلاص ما ينفعش) بعدها لم يرد على كل النداءات الهاتفية وأصبح من "أنصار الشريعة" ليظهر أثار الرماد على صحيفة "الوفد" التي أفدت في عددها الصادر يوم الإثنين 17 ديسمبر الماضي وكان فتواه خبر تولي أحمد ساري تدريب الاتحاد الإسكندري خلفا للأسباني ماكيدا، بينما أحد الصحفيين المصرين ينفي توقيع عقد بين المدرب ونادي الاتحاد وأنها مجرد مفاوضات، بهذا الخبر نُقضت كل الأحاديث الممتعة وأدخل الحادث في حكاية تشابه شكليا حكاية الأجداد في الأزمنة الغابرة. أما صحيفة "الوطن" المصرية أيضا فقد نشرت خبر عنونته "الشعلة اليمني يهدد بمقاضاة أحمد ساري" الخبر نشر في ال 24 ديسمبر وهو ما أكده بعد ذلك الأمين العام المساعد بالنادي خالد الفقيه في تصريح لصحفة "مأرب برس" في عددها (13). مع هذه الحادثة انهالت الوسائل الإعلامية العربية والمصرية، خصوصا على معرفة تفاصيل وكواليس الحادثة.. صحيفة "صدى البلد" المصرية تحدثت في عددها الصادرة يوم الأربعاء ال 26 ديسمبر الماضي وعلى لسان المدرب ساري أنه بالفعل وجود مفاوضات مع النادي الإسكندري، لكنه قال لم اتفق مع نادي الشعلة اليمني ولم يحصل على المستحقات المالية، وأضاف انه اعتذر للمسئول المالي بالنادي الشعلة محمد عباد الامي قبل توقيعه للعقد مع النادي الأسكندري. صحيفة "المصري اليوم" تحدثت في ذات السياق في عددها الصباحي يوم الجمعة الماضية ال28 ديسمبر عن نفي المدرب أحمد سارى نفيا قاطعا أنه قد وقع لتدريب فريق الشعلة، بل أكد أن ما يتردد على هذا الأمر عار من الصحة، المدرب المصري قال لصحيفة: "رفضت التوقيع على عقود رسمية لنادى الشعلة اليمني بسبب تأجيل صرف مقدم التعاقد، وفضلت العودة فى النهاية لقيادة الاتحاد بسبب مماطلة المسئولين اليمنيين، "ساري" رد على كل الأقاويل بالقول: "أنه مدرب محترف واحترم تعاقداتي مع الأندية وتلك التصريحات جاءت من بعض مسئولى النادى اليمنى بسبب غضبهم لاعتذاري عن قيادة الفريق. أما جريدة "روز اليوسف" اليومية فتحدثت في عددها الخميس الماضي ال 27 من ديسمبر الماضي عن الهروب، وقال في تصريح لها: "لم اتقاضَ مليماً واحداً من مسئولي الشعلة اليمني، وفي مضمون التصريح قال: "بالفعل ذهبت إلى اليمن بعد اتصال مسئولي الشعلة بي وعرضهم على تولي الإدارة الفنية للفريق، وتم الاتفاق على النواحي المادية، ومنها حصولي على مقدم التعاقد فور وصولي اليمن، وتوقيعي للتعاقد، وأن أحصل عليه بالدولار، وفوجئت بأن مسئولي النادى يتحججون بأن رئيس النادى يمر بوعكة صحية وعرضوا على الحصول على جزء من مقدم التعاقد بالعملة اليمنية، وباقى المبلغ لاحقا، وأيضا وجدت إخلالا ببعض بنود التعاقد. "الساري" قال: "إنه لم يتلقَ أو يستلم أي مبالغ مالية من الفريق اليمني مطلقا، ولم يوقع على عقد لتدريب الفريق".. وأضاف "إن علاقتي بالمسئولين اليمنيين متميزة للغاية". المدرب المصري أحمد ساري من مواليد 1968م بدأ حياته الكروية في صفوف نادي الكروم، ثم لعب مع منتخب الناشئين في مصر قبل أن يلتحق بنادي الزمالك من 1986م وحتى 1989م، ثم لعب للفريق الأولمبي الأسكندري ثلاثة مواسم ونادي القناة قبل أن يعود مرة أخرى لنادي الزمالك للعب معه لموسمين. بينما ختم حياته الرياضيه كلاعب مع الاتحاد الأسكندري من عام 1993م وحتى عام 2000م، أما بخصوص مشواره التدريبي فأبرز محطاته التدريبية أنه درب الاتحاد الأسكندري، ثم انتقل لتدريب فريق البساتين البحريني وعدد من الأندية السودانية وأبرزها نادي الخرطوم والمريخ السوداني، كما عمل مساعدا للمدير الفني محسن صالح لمنتخبنا الوطني لكرة القدم.