أكد الدكتور عبد الكريم الأرياني - رئيس اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني أنه من حق المطالبين بفك الارتباط الحضور والمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني القادم الذي قال إنه لن يستثني أحداً. وفيما أشار الأرياني إلى أن نسبة الفشل في المؤتمرات الحوارية للجمهورية اليمنية على قدم التاريخ كبيرة وكثيرة مقارنة بعددها.. عزا رفض بعض الأطراف الدخول في مؤتمر الحوار الوطني إلى عدم ثقتهم في طريقة الحوار ونتائجه، إلا انه أكد ثقته من أن تلك الأطراف سينضمون للحوار بعد رؤيتهم للشفافية التي سينتهجها. وخلال محاضرة له حضرها نخبة من السياسيين والمثقفين والدبلوماسيين وعدد من الإعلاميين والمهتمين بالشأن اليمني أمس الأربعاء بمنتدى التنمية السياسية، استعرض الأرياني خلالها محطات اليمن التاريخية وتجاربه في الحوارات، ومكامن الضعف والقوة فيها، وتطرقت المحاضرة إلى أهمية الحوار القادم الذي تلتقي فيه الأطراف اليمنية، وأهمية القضايا التي سيتطرق لها المؤتمر. وقال رئيس اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني عبد الكريم الأرياني إن الحوار الوطني المرتقب هو المخرج الوحيد لحل الأزمة اليمنية وبناء دولة حديثة وإن الأطراف المتحاورة أقرب اليوم إلى التصالح من أن يسيطر طرف على آخر. الدكتور عبد الكريم الأرياني قال في معرض رده على أحد الأسئلة بأن الحوار القادم لن تتحكم فيه قوى ومصالح متصارعة، وأن تلك القوى قد اختفت من على الساحة اليمنية. واعتبر الأرياني أن ضمانات مؤتمر الحوار القادم هي من القضية التي يتخوف منها الرافضون للدخول فيه، مؤكداً في الوقت ذاته بأن هناك ضمانات لنتائج المؤتمر إقليمية ودولية. وحول مهمة اللجنة الفنية في مؤتمر الحوار قال إنه ليس من حقها أن تفرض على مجموعات الحوار طريقة معينة، لكنها - حسب قوله - تضع «شروطاً مرجعية» فقط، مشيراً إلى أنه قد تم الاتفاق بأن يكون المؤتمر «سيد نفسه». وتطرق الأرياني إلى النقاط العشرين التي وضعتها اللجنة عقب تعيينها كنقاط تمهد لإجراء الحوار، وقال إن إنجازها ليس شرطاً لبدء الحوار، لكن البدء في تنفيذها يؤكد أن هناك حلولاً لقضايا أخرى، إضافة إلى كون بعض النقاط سيستمر تنفيذها حتى فترة ما بعد انعقاد المؤتمر. واستمع الدكتور الأرياني لعدد من المداخلات التي تركزت غالبيتها في الحديث عن قيام اللجنة بتنفيذ مهام ليست من صلاحياتها، إضافة إلى حديث البعض عن المعوقات التي تقف أمام نجاح مؤتمر الحوار القادم. من جانبه القيادي في الحراك الجنوبي عبد الله الناخبي دعا مختلف الأطراف اليمنية لوقفة «جادة» تختلف عن الماضي، وقال إن هناك فرصة تاريخية لإخراج اليمن مما هو فيه. وأكد أن الحراك الجنوبي لا يعتبر ممثلاً للجنوبيين، وهو ما أكده الأرياني وقال إن نسبة الحراك الجنوبي 85 مقعداً، في حين أن النسبة المخصصة لأبناء الجنوب تتجاوز ال160 مقعداً، لكنه شدد على ضرورة مشاركة الحراك باعتبار ذلك «ضرورة مطلقة». ودعا الناخبي أطياف الحراك الجنوبي إلى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، وقال إنه «لمس أجواءً حقيقية للحوار»، مؤكداً بأن من لم يأتِ للحوار سيخسر مشروعه فقط, لكن اليمن لن تخسر شيئاً. ووصف ما قيل في سؤال وجهه له الصحفي نبيل الصوفي من تجاهل اللجنة للعضوين المستقيلين منها (ماجد المذحجي ورضية المتوكل) ب«الظلم»، وقال : أرسلنا وفوداً إليهم، وحضروا الجلسة الأخيرة، وكانت هناك نقاشات معهم طويلة، لكنهم تشبثوا بموقفهم. وحول قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية الذي أحاله الرئيس عبد ربه منصور هادي لمجلس النواب للتصويت عليه بعد تعديلات على المشروع، رفض الأرياني الحديث حول ما يدور من صراع، وقال لا أستطيع الحديث عما يحدث، مكتفياً بالقول نحن في اللجنة من طالبنا بإصداره، لكننا لم نخض أي نقاشات حول تفاصيله حتى أبدي رأيي في الموضوع. وكشف الأرياني عن خلاف بين أعضاء اللجنة حول تمثيل الشباب المستقل وقال: لا أخفيكم أنه دار خلاف وزعل حول كيفية تمثيل الشباب المستقل. ومن المقرر أن ينعقد مؤتمر الحوار الوطني في اليمن منتصف الشهر الثاني من العام الجاري، بعد أن انتهت اللجنة الفنية التي يترأسها الأرياني من الكثير من مهامها، وانتظارها أسماء المشاركين من المكونات المختلفة للمؤتمر.