أفاد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بأنه غالباً لا يتحدث مسؤولو إدارة أوباما علنا عن الضربات الفردية التي تقوم بها طائرات المفترس وطائرات بدون طيار في اليمن, مستدركاً بأن الحرب السرية ستتلقى لحظة نادرة من التدقيق العام الخميس عندما يواجه رئيسها جون برينان، مستشار البيت الأبيض لمكافحة الإرهاب - جلسة استماع بمجلس الشيوخ بصفته مرشح الرئيس أوباما لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية. وأشار إلى أنه عندما تحصل وكالة المخابرات على معلومات استخباراتية محددة عن مكان وجود شخص ما مُدرج على قائمة القتل، يمكن لأي طائرة بدون طيار أمريكية توجيه الضربة بدون الحصول على إذن من الحكومة اليمنية. ومع ذلك –يوضح التقرير- فهناك تشديد صارم على طائرات البنتاغون ووفقاً للمسئولين الأميركيين، يجب على قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة للبنتاغون الحصول على موافقة الحكومة اليمنية قبل توجيه أي ضربة بطائرة بدون طيار. وقال المسئولون إن هذه القيود متواصلة لأن حملة الطائرات بدون طيار التابعة للجيش هي مرتبطة بشكل وثيق بعملية مكافحة الإرهاب التي تجريها قوات العمليات الخاصة اليمنية. وقال إنه ومنذ بداية هذا العام - تم شن ما لا يقل عن خمس غارات بطائرات بدون طيار في اليمن، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصاً وهذا يعد تسارعاً ملحوظاً مقارنة بالعامين الماضيين حيث تم تنفيذ ما لا يقل عن 63 غارات جوية منذ عام 2009 أسفرت عن مقتل مئات من الأشخاص والكثير من القتلى مؤخراً في صفوف المتشددين كانوا من الشباب الصغار جداً ولا يبدو أنه كان لهم أي دور مهم مع القاعدة. وبدأت الصحيفة تقريرها بالقول: في نهاية أغسطس الماضي، وقف رجل دين عمره 40 عاماً ويُدعى سالم أحمد بن علي جابر يلقي خطاباً يندد بتنظيم القاعدة في مسجد بقرية في أقصى شرق اليمن,كانت لفتة شجاعة من أب لسبعة أبناء ويتمتع باحترام كبير في المجتمع، لكن خطابه لم يذهب بدون رصد, فبعد ذلك بيومين، جاء ثلاثة من أعضاء القاعدة إلى المسجد في القرية بعد التاسعة مساء، وطلبوا التحدث إليه. جابر وافق أن يلتقي بهم وحضر معه ابن عمه وليد عبدالله، وهو ضابط شرطة، للحماية. عندما وقف الخمسة بجانب مجموعة من أشجار النخيل، سقطت صواريخ أميركية موجهة عن بُعد من السماء المظلمة وحرقتهم جميعاً، إضافة إلى جمل كان مربوطاً في الجوار. مقتل جابر- الذي كان بمثابة زعيم أكثر أهمية في الجهود الأميركية للقضاء على القاعدة - كان تذكيراً بمخاطر حملة عمليات القتل شبه السرية التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد المتشددين المشتبه بهم ليس فقط في اليمن بل أيضاً في باكستان والصومال.