عبر رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي عن استياءه الشديد وخيبة ظنه فيمن وثق بهم وأصدر قرارات جمهورية بتعيينهم في مراكز مهمة في الدولة، مؤكداً أنه سيراجع قراراته ولن يكرر الأخطاء السابقة. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس هادي لقوى الثورة وعدد من الشخصيات الاجتماعية والقيادات الحزبية بمحافظة حجة في دار الرئاسة يوم أمس. وأكد رئيس الجمهورية – بحسب مصادر مطلعة ل "أخبار اليوم" لأبناء محافظة حجة أن قرارات الحكومة وتعييناتها الأخيرة التي تمت والتي من بينها تعيين مدير أمن للمحافظة لابد أن تنفذ ولا تراجع عنها، مشيراً إلى أنه في حال عدم تنفيذ تلك الأوامر فإنه سيعيد النظر في شخص محافظ حجة علي بن علي القيسي. كما وجه بتنفيذ قرارات الحكومة والمضي بعجلة التغيير قائلاً "سوف أحاسب كل من يتمرد على قرارات الحكومة أو يقف حجر عثرة أمام التغيير "وأكد بأنه سيجتمع بالحكومة في أقرب فرصة ويلزمهم بتنفيذ القرارات الخاصة بحجة" وقالت المصادر إن الرئيس خاطب الحاضرين قائلاً: هناك أشخاص خيبوا ظني عندما وثقت وأصدرت قرارات لهم ليشاركوني في التخفيف من معاناة البلد إذا بهم يزيدون من معاناة البلد واصطناع المشاكل وهذا ما حصل في محافظة حجة.. وهو خطأ أعترف به وأعدكم أنه لن يتكرر وسأعيد النظر فيه إذا لم يتم الالتزام بقرارات الحكومة، فإما أن تنفذ كل القرارات الرئاسية والحكومية وإلا سأوقف كل القرارات بما فيها تعيين القيسي. مصادر حضرت اللقاء أكدت ل"أخبار اليوم " أن الرئيس وعد بإعادة النظر في قرار تعيين القيسي محافظاً وتعيين فهد دهشوش عضو مجلس الشورى إذا لم تنفذ قرارات الحكومة. وأكد الرئيس خلال لقائه بوجهاء حجة بأنه سيشكل لجنة لإزالة كافة نقاط التقطع المسلحة في المحافظة. واستعرض رئيس الجمهورية خلال اللقاء جملة من القضايا والأوضاع والتطورات والمستجدات على الساحة الوطنية وطالب الجميع ببذل الجهد لإنجاح المرحلة الانتقالية، متعهداً بإنهاء حالة التهميش والإقصاء التي تعانيها محافظة حجة منذ عشرات السنين ووعد بإشراك أبناءه في مناصب الدولة العليا، كما تعهد بإيلاء المحافظة اهتماماً خاصاً في مختلف قضايا التنمية وفي مقدمتها قضايا التعليم والطرقات والكهرباء وشبكة المياه وباقي مشاريع البنية التحتية. وأعرب الأخ الرئيس عن ثقته الكبيرة بشباب الثورة والقيادات الحزبية والشخصيات الاجتماعية في المحافظة، وما تحمله من مشاعر وطنية جياشة في ظل ظروف المحافظة وما تعانيه من مشاكل وتعقيدات، معبراً عن شكره لكل القوى الثورية والشخصيات الاجتماعية على حفاظها على مصلحة المحافظة وعدم الانجرار وراء من يريدون إدخال المحافظة في أتون الصراعات. كما وجه الرئيس مسؤولي حجة الذين حضروا اللقاء بإزالة جميع نقاط التقطع المسلحة في المحافظة. وأكد الرئيس على اطلاعه بمجمل الأوضاع في محافظة حجة.. مشدداً على أن المسئولية مشتركة ولابد من تقديم الحلول الناجعة وفيما يصب في خدمة وتطوير المحافظة مجتمعياً وتنموياً. وتحدث الرئيس عن لقائه الأسبوع قبل الماضي بالسلطة المحلية وقال: " أستغرب من سلطة تأتي إلى عندي تشتكي من المواطنين فلذا لم أكمل معهم الاجتماع ووجهت وسائل الإعلام بعدم تغطية اللقاء". وفيما يخص قضية حجور نقلت المصادر تأكيدات الرئيس وتوجيه اللجنة العسكرية والأمنية بالنزول إلى المنطقة لتطبيع الحياة ورفع النقاط المستحدثة وعودة الحياة لكل مناطق الصراع. من جانبهم عبر أبناء محافظة حجة عن سرورهم البالغ للقاء الأخ الرئيس لاطلاعه على أوضاع المحافظة واحتياجاتها الضرورية والملحة في مختلف الاتجاهات. وتناولوا في سياق حديثهم الوضع الحالي الذي تعانيه المحافظة على الصعيد التنموي والأمني كذا الأوضاع الأمنية التي تحاول بعض الأطراف والقوى العابثة النيل من أمن واستقرار المحافظة بغية إحداث شروخ بين أبناء المجتمع وزرع القلاقل والبؤر التي لا يحمد عقباها وهذا مالا يقبل به أبناء المحافظة التي عاشت خلال الثورة الشعبية في سلم ووئام ولم تشهد أية مشاكل أو تسفك قطرة دم واحدة خلال تلك الفترة.. مؤكدين وقوف جميع أبناء المحافظة على مختلف مشاربهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم الحزبية والسياسية والعمل كفريق واحد لتجنيب المحافظة مآلات لا يرضى بها الجميع.