لماذا ذلكم الحب الكبير للوالد المجاهد الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله عليه. لماذا ذلكم الحب والعرفان من كل فئات المجتمع؟ ولماذا يثني عليه الجميع بلا خلاف وحقيقة القول أن هذا الإجماع هو سر الرجل الذي سيظل عائشاً فينا تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل هذا الإجماع لأن الشيخ رحمة الله كان للجميع وكان قريباً من الجميع ولأنه كان رجل اجتماع يدعو إلى الوحدة والاجتماع فاستحق هذا الإجماع. لقد تناول الكثير من أبناء هذا الشعب مآثر الرجل المتعددة وصفاته الخالدة فهو شيخ المحسنين وهو نصير الضعفاء ورجل الصفاء والسياسة والحكمة والخير. لكني هنا أود أن أشير إلى جزئية مهمة قد تكون واحدةً من الجزئيات المنسية ما يتميز به الشيخ رحمه الله هو عدم الإحاطة بكل مآثره ومناقبه وصفاته، إن هذا الجزئية هي تقدير الشيخ رحمة الله تعالى لأبناء الناس ومعرفته الجيدة بأنساب القبائل وتاريخ الأسر اليمنية وإلمامه الكبير بالتاريخ وعدم تنكره لأبناء المناضلين والثوار وأبناء القبائل والأسر الكريمة وتاريخهم كما تنكر له الآخرون وفي وقت لم يعد يُقدر فيه أحد. فلقد كان الشيخ يكرم كريم كل قوم وينزل الناس منازلهم وأذا ما قابلته أوزرته ضمن أصدقائه أو أصدقاء لك أو جمعتك به الصدفة بأنه كان يسأل من هذا وعندما يقال له فلان بن فلان فإن أعظم ما فيه أنك تجده أنه يعرفك ويعطيك قدرك وينزلك منزلتك وهي ميزة العظماء وصفات الرجال الأوفياء فلا يعرف أهل الفضل إلا أهل الفضل. لن تغيب عني ولا أن أنسى أبداً تلك الصدفة التي جمعتنا بالشيخ في منزله ضمن وفد من المشائخ وفيهم الشيخ / عبدالعزيز العقاب. لأجل التباحثٌ لإيجاد حل في قضية كان طرفها أحد أصدقاء الشيخ عبدالله في مديرية حبيش والتي أيقنت من خلالها بأن هناك سراً في هذا الشيخ، الأولى من خلال الصفات الأصلية والعادات القبلية الصحيحة وتلك الكلمات الحكيمة التي تنطلق منه. والثانية من خلال وفائه لأصدقائه وأما الثالثة فإنها كانت حين تم التعارف فإنه بمجرد أن يذكر له هذا فلان بن فلان فأنك تجده سرعان ما يذكر ما يؤكد للجميع معرفته الواسعة بالناس والقبائل والتاريخ ولا زلت أذكر حين قيل له هذا فلان بن فلان العُقاب في إشارة إلى الشيخ الصديق / عبدالعزيز العقاب الذي حضرت معه والتي كانت هي أول لقاء لنا بالشيخ رحمه الله ما أستوقف الجميع وطلب منه أن يجلس بجانبه قائلاً هؤلاء بيت العقاب في حبيش وأصحاب حبيش هم أول من جمهر وثار على النظام البائد قبلنا جميعاً وهم مشائخ وسلاطين وأصحاب تاريخ كبير وظل يذكر ثورة حبيش التي قامت عام 1919م وظل يذكر المواقف عن أبناء حبيش ودورهم في الثورة ويذكر بعض الأسماء في حديثه رحمهُ الله عن أبناء المحافظة وعن دورهم الثوري في الثورة والدفاع عنها فإن يذكر المرء مواقف عاصرها فذلكم أمر طبيعي لكن أن يتحدث المرء عن مواقف سابقة ولاحقة وبإلمام ودراية وإنصاف فإذن ذلك دليل على أنه شيخ مطلع وشيخ يعرف الجميع ولأنه يريد أن يعرف عن الجميع وأن يكون مُنصفاً للجميع من أبناء اليمن. وإني لمدرك تماماً أن عندي الكثير من أبناء الثوار والأبطال والمناضلين وكل أبناء اليمن حين يعرفون هذا سيذكر كلاً موقفاً مشابهاً وسيذكر أنه كيف كان الشيخ منارةً لأنصافه والأخذ بيده والتعريف به والدفاع عنه لقد كان تقديره للناس وأبناء الناس وإنزالهم منازلهم هي التي أنزلته هذه المنزلة العظيمة في قلوب الناس، فرحمة الله تغشاك يا أبا الجميع وأخ الجميع وشيخ الجميع.