طالب عدد من الأكاديميين والباحثين رئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي بتشكيل لجنة مستقلة من الأكاديميين والخبراء المشهود لهم بالحيادية والنزاهة والموضوعية, للاضطلاع بإعداد مصفوفة متكاملة بما توصلت إليه لجان تقصي الحقائق المختلفة ذات الصلة بقضية مهجري الجعاشن.. وفي ندوة فكرية عن" قضية الجعاشن وتداعياتها وأبعادها المختلفة" نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" بالتعاون مع مجلس عام تنسيق منظمات المجتمع المدني بالعاصمة صنعاء بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمثقفين.. شدد المشاركون على ضرورة العمل لما من شأنه استخلاص وبلورة الإجراءات المقترحة على فخامته لحل القضية حلا جذرياً عادلاً ومنصفاً حاسماً.. واتخاذ كل ما من شأنه بسط نفوذ سلطة الدولة وتأكيد حضور مؤسساتها في مختلف أرجاء منطقة الجعاشن. وفي الندوة قُدمت ورقة بحثية للناشط والمحلل السياسي الأستاذ/ محفوظ سالم ناصر, إلى جانب عرض لشواهد من معاناة الجعاشن وتداعيات قضيتهم والمواقف منها قدمها الناشطان الحقوقيان, عاصم عبدالله الجعشني, وهاشم حمود عبدالله وبحضور ومشاركة نحو (113) من الأكاديميين والباحثين وأعضاء وقيادات منظمات المجتمع المدني, والشخصيات العامة, فضلا عن عدد من عائلات مهجري الجعاشن, قُدمت أكثر من (24) مداخلة إثرائية وتعقيب إغنائي للورقة البحثية وشواهد المعاناة. وطالبت الندوة مؤتمر الحوار الوطني بالتعامل مع (قضية الجعاشن) على قدم المساواة بنظيراتها من القضايا الوطنية الأخرى التي أدرجها المؤتمر ضمن أجندته (القضية الجنوبية, قضية صعدة, القضية التهامية, القضية المأربية). وعبر المشاركون عن قناعاتهم الراسخة بعدالة قضية الجعاشن, ومشروعية تقديم الرؤى والحلول العادلة والموضوعية المُنصفة والكفيلة بإعادة الحقوق لأصحابها ورفع المعاناة عنهم، كما عبروا عن تضامنهم وطنيا وقيميا وإنسانيا وأخلاقيا مع مهجري الجعاشن, ويصطفون معهم في نضالهم السلمي المشروع لحل قضيتهم العادلة. وسجل المشاركون استشعارهم العميق البالغ لمعاناة مهجرو الجعاشن لنحو أربعة أعوام, وما قدموه من تضحيات وهم يناضلون سلميا لنيل حقوقهم المشروعة والمسلوبة منهم. كما عبر المشاركون عن شديد أسفهم لكل المواقف والإجراءات الرسمية والحزبية والصادرة عن بعض منظمات المجتمع المدني, والتي شكلت معوقات حالت دون إحداث إنفراج بحلول عادلة منصفة لقضية الجعاشن ورفع المعاناة عن كواهلهم، متمنيين على مختلف قوى المجتمع المدني البرلمانية السياسية والجماهيرية والمهنية والإبداعية , وكذا النُخب والفئات والشرائح المختلفة, الترفع في مواقفها وتعاملاتها مع قضية الجعاشن, عن التجاذبات والاستقطابات والانتماءات والولاءات الحزبية والمناطقية الضيقة, والتعامل مع القضية من منظور وطني, أخلاقي, قيمي, إنساني, ومن واقع المعطيات والدلائل المؤكدة مشروعيتها.