أنهى الرئيس عبدربه منصور هادي مقاطعة كتل أحزاب اللقاء المشترك لجلسات البرلمان منذ منتصف مايو الماضي, بدعوته لانعقاد مجلس النواب اليوم الأحد. وكانت كتل المشترك قاطعت جلسات المجلس احتجاجاً على محاولة كتلة المؤتمر الشعبي العام التفرد بقرارات المجلس عن طريق الأغلبية وإدارة يحيي الراعي للبرلمان بأسلوب يتنافى والتوافق الوطني حسب كتل المشترك. وقال رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح زيد الشامي إن الكتل البرلمانية للمشترك وشركائه انهوا مقاطعتهم لجلسات البرلمان، وحضورهم اجتماعاته من اليوم. وعقد رئيس الجمهورية امس السبت اجتماعاً استثنائياً ضم رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوه وبحضور نائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي وأعضاء مجلسي النواب والوزراء . وحسب مصادر برلمانية فان الرئيس حذّر من أعمال من فقدوا مصالحهم في التغيير، وأكد أن المبادرة الخليجية والالية التنفيذية فوق الدستور وان البرلمان يستمد شرعيته من المبادرة لا من الدستور. وطالب جميع الكتل البرلمانية العودة لجلسات البرلمان على أساس التوافق الذي حددته المبادرة الخليجية وليس على أساس الأغلبية. وقال الرئيس خلال اللقاء: "مجلسي النواب والوزراء اليوم يجب ان يعملون بروح الفريق الواحد وليس لحساب احزاب او اشخاص او جهات بعينها ووفقا لما حددته المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الامن رقم 2014 و2051 ،والمجلسان يستمدا شرعية الأداء في ترجمة التسوية السياسية التاريخية في اليمن على اساس مقتضيات المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وهذا هو برنامج العمل السياسي وليس هناك أي برنامج اخر. وشدد الرئيس على ان يتحمل الجميع المسئولية الوطنية حتى لا يتمزق هذا الشعب ويدمر، مؤكدا ان الجميع على معرفة واطلاع ان المبادرة الخليجية كانت المنقذ حينما كان اليمن على شفير حرب وتمزق وتشظي ولهذا جاءت المبادرة الخليجية ومضت عجله التغيير وفقا لذلك على اساس انه لا يوجد طريق اخر. وخاطب الرئيس الجميع قائلا اليمن يمر بظرف استثنائي خطير اذا لم تنتبهوا وتغلبوا مصلحته فوق المصالح الخاصة والأنانية قد تكون هناك عواقب وخيمة ولا يستطيع احد تداركها يجب علي مجلس النواب ومجلس الوزراء ان يكونوا حذرين من تلك العناصر التي لا تريد الا مصالحها كما ويجب على الجميع دعم الحوار الوطني والعمل من اجل انجاحه بكل السبل وجعل مخرجاته محل اهتمام وانتظار الجميع وعلى الجميع . وأشار الرئيس الى ان المرجعية في اي خلاف سواء في مجلس النواب او الحكومة او الشورى يجب ان تعود إلى رئيس الجمهورية وما يتم التوافق عليه فعلى بركه الله وعلى المجلس ان يلتئم منذ يوم غد وبالتوفيق والنجاح انشاء الله ولا مكان للمصالح الحزبية أو الشخصية في تصرفات او عمل اي عضو وعلى الجميع أن لا يفكروا كيف وصلوا إلى المجلس بل ينصب التفكير كيف نخرج اليمن الي بر الامان وحول استدعاء النواب للوزير هذا او ذاك. وافادت مصادر برلمانية ان الرئيس هادي قال : على "صالح" و "البيض" وعلي ناصر والحوثي وحميد الأحمر ان يدركوا انه لا يوجد الا رئيس واحد لليمن هو عبدربه منصور هادي، مشيرة المصادر الى ان الرئيس اضاف حميد الاحمر في كلامه بعدما ارتفعت اصوات اعضاء المؤتمر متسائلة بالقول " وحميد الأحمر؟ فأضافه الرئيس أثناء حديثه. ووجه الرئيس بحسب المصادر بإعادة تشكيل اللجان البرلمانية بالمناصفة بين المؤتمر والمشترك وفقا للمصادر، التي أفادت بأن البركاني حاول التحدث بصيغة المعترض فأسكته الرئيس وخاطبه بالقول: الذي لا يعجبه كلامي يخرج فالباب مفتوح". وفي السياق أوضح النائب سالم منصور حيدره أن الرئيس شدد خلال اللقاء على ضرورة التكامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وعلى التعاون والتوافق. وأضاف حيدره لدى حديثه ل"أخبار اليوم" بان الرئيس هادي أكد للكتل البرلمانية انه لم يعد هناك شيء اسنه اغلبيه في تمرير قرارات المجلس وان القرارات لا بد ان تكون توافقيا وفقا لروح المبادرة الخليجية . ونبه الرئيس أعضاء البرلمان إلى الاتعاظ مما يدور في بعض البلدان العربية مطالبا اياهم بالتعاون وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية موبخا اياهم عما يشهده البرلمان اليوم من مناكفات ومماحكات سياسية. وبحسب النائب حيدره فان الرئيس ألغى كل الإجراءات الخاصة باستجواب الوزراء والتي تمت دون مشاركة كتل المشترك. وأكد النائب منصور حيدره تضامنه وتعاونه مع الرئيس هادي في تحمل المسؤولية الوطنية من اجل انقاذ اليمن مطالبا من زملائه البرلمانيين ان يكونوا عن حسن المسؤولية وان يقفوا الى جانب الرئيس الذي يسعى جاهدا لإنقاذ البلاد مما هي فيه. الى ذلك نقل مصدر برلماني شارك في اجتماع الرئيس بالكتل البرلمانية ان الرئيس هادي هدّد بكشف ما وصفها بملفات الفساد المرتبطة بالنظام السابق، يأتي ذلك ردا من هادي على كتلة حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح التي اعترضت على إلغاء الرئيس الاستجوابات المقدمة منها ضد حكومة الوفاق. ونقل المصدر للجزيرة عن هادي قوله إن أكثر من 80% من اليمنيين يؤيدون التغيير, وإن المعترضين هم أصحاب المصالح أو الفاسدون أو تجار سلاح. يشار إلى أن الدعوة إلى عقد مؤتمر الحوار باليمن جاءت بموجب اتفاق انتقال السلطة الذي تم بمبادرة خليجية تحت إشراف الأممالمتحدة، وأسفر عن تخلي صالح عن السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني 2011. وتتألف هيئة الحوار من 565 مقعدا، وتتمثل فيها مختلف الأطراف اليمنية. وينعقد المؤتمر برئاسة الرئيس هادي، وبرعاية الأممالمتحدة الممثلة بمبعوثها الخاص جمال بن عمر، ومجلس التعاون الخليجي، ويجري في ظل مقاطعة من غالبية مكونات الحراك الجنوبي المطالب بالعودة إلى دولة الجنوب، التي كانت مستقلة حتى العام 1990.