قتل جنديان, فيما أصيب ستة آخرين، أمس الجمعة، في اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن الخاصة من الحرس الرئاسي وجنود محتجين من قوات ما كان يسمى سابقاً ب"الحرس الجمهوري" في محيط دار الرئاسة في العاصمة اليمنية صنعاء. وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات اندلعت على خلفية تنظيم مئات الجنود من قوات الحرس الجمهوري سابقاً لمظاهرة إلى ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة، والذين قاموا بالهتاف ضد الحكومة لرفضها صرف ما تسمى ب"العلاوات وإكرامية شهر رمضان". و"اكرامية شهر رمضان" في اليمن هي عبارة عن راتب شهر يتم صرفه لجميع موظفي الدولة, مدنيين كانوا أو عسكريين, بمناسبة شهر رمضان المبارك. وبحسب المصادر نفسها، فإن القوات التي تولت مهمة فض الاحتجاجات استخدمت أسلحة ثقيلة ورصاص حي لتفريق المتظاهرين, كما قامت بإغلاق ميدان السبعين, الذي يعتبر أهم شوارع العاصمة، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتيلين و6 جرحى, جميعهم جراحهم خطيرة . وقالت مصادر عسكرية ل"أخبار اليوم" إن جنوداً من قوات الاحتياط, "اللواء الرابع حرس سابقاً", المرابط بمنطقة السواد, جنوب العاصمة, ومن اللواء الثالث, الذي كان في محافظة مأرب وتم منحه إجازة 6 أشهر, ومن الكتيبة التي كانت مرابطة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء, وتم استبدالها بقوات أخرى وعدد من جنود قوات الأمن الخاصة, "الأمن المركزي سابقاً", تظاهروا, أمس, بميدان السبعين بصنعاء للمطالبة بعلاوات 7 أشهر, قالوا إنهم وعدوا بصرفها مع الراتب. وأكدت المصادر للصحيفة سقوط 4 قتلى وإصابة ستة آخرين, جميعهم من الجنود المتظاهرين, بجروح وصفت بالخطيرة, جراء تعرضهم للرصاص الحي أثناء الاشتباكات التي دارت, أمس, بمنطقة السبعين. وأشارت المصادر إلى أنه تم تشديد الحماية على دار الرئاسة وميدان السبعين ووزارة المالية بقوات من اللواء 314 واللواء الأول حماية رئاسية, وسط توقعات باستئناف الجنود المحتجين لاحتجاجاتهم. وتشير المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة إلى اتفاق وتنسيق عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك), تم أمس الأول, من خلال دعوة المنتسبين للقوات المسلحة للتظاهر, أمس الجمعة, بمنطقة السبعين للمطالبة بصرف العلاوات, إلا أنه لم يتم الاستجابة لهذه الدعوة سوى جنود من قوات الاحتياط ومن اللواء الثالث الذي كان في محافظة مأرب, ومن الكتيبة التي كانت مرابطة في رداع. ولم تستبعد مصادر مطلعة خلال حديثها للصحيفة وجود تحريض وتنسيق مسبقان للوحدات العسكرية من قبل قيادات تابعة للنظام السابق. مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا أوضح بأن عدداً من أفراد القوات المسلحة, المنقطعين, وصلوا إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء, لا يتجاوز عددهم المائتي فرد, ومن ضمنهم عشرة مسلحين قاموا بإطلاق النار على الحماية الرئاسية في منصة السبعين, ما أدى إلى إصابة خمسة من أفراد الحماية الرئاسية بإصابات مختلفة, وقد تعاملت معهم قوة من الشرطة العسكرية الانضباطية ومكافحة الشغب, وتم تفريقهم وإلقاء القبض على عدد منهم. وأعرب المصدر عن أسفه "للإزعاج الذي سببه مثل هذا العمل الفوضوي الذي أخل بالأمن والاستقرار".. مؤكداً لوكالة سبا للأنباء أن "الشرطة العسكرية ستقوم بملاحقة المطلوبين وإيصالهم إلى البحث العسكري, ومنع أية محاولة للإساءة إلى سمعة ومكانة منتسبي القوات المسلحة". وأشار المصدر إلى تشكيل لجنة للتحقيق مع المقبوض عليهم لمعرفة الأسباب والدوافع وراء ذلك، مهددة بإحالة المتهمين إلى القضاء العسكري لينالوا جزاءهم الرادع. يذكر أن الاحتجاجات العسكرية امتددت إلى محافظات أخرى للمطالبة بصرف العلاوات وإكرامية شهر رمضان.