حاول مئات الجنود من قوات الاحتياط اقتحام دار الرئاسة بمنطقة السبعين جنوب العاصمة صنعاء، صباح الجمعة، واندلعت اشتباكات مسلحة بين الجنود وقوات الحماية الرئاسية تسببت في جرح 5 من الجنود المحتجين. وقال ضباط في اللواء الأول حماية رئاسية المكلف بحماية دار الرئاسة ل"الأهالي نت" إن مئات من الجنود المنقطعين المنتمين إلى قوات الاحتياط التي تشكلت من ألوية قوات الحرس الجمهوري التي ألغيت بقرار عسكري، وصلوا صباح الجمعة إلى بوابة دار الرئاسة، مطالبين برواتب وإكرامية رمضان ويهتفون بشعارات مطالبة بإقالة رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ووزير المالية صخر الوجيه. وذكر ضباط اللواء أن الجنود حاولوا اقتحام دار الرئاسة، مشيرين إلى أن عناصر مسلحة كانت وسط المحتجين بدأت باطلاق الرصاص الحي على أفراد حماية البوابة، الأمر الذي تسبب في اندلاع اشتباكات مسلحة مع قوات الحماية الرئاسية أصيب فيها خمسة جنود. واستخدمت قوات الحماية الرئاسية أسلحة رشاشة ومتوسطة وقنابل صوتية لتفريق الجنود المحتجين الذين اضطروا لمغادرة البوابة واتجهوا نحو منصة ميدان السبعين وحاولوا الاعتصام في الميدان والسيطرة على المنصة. وذكرت مصادر عسكرية للأهالي أن جنود تابعين للواء الحرس الخاص المكلف بحماية الرئيس السابق علي صالح كانت متمركزة في المنصة القريبة من جامع الصالح الذي تقوم ذات القوات بحمايته. ووفقا للمصادر فأن قوات من الشرطة العسكرية وصلت إلى الميدان وقامت بفض الاعتصام وتفريق الجنود، وأن مدرعات عسكرية انتشرت في ميدان السبعين. المصادر ذاتها إلى أن وحدات من اللواء الرابع حماية رئاسية تمركزت في المنصة بعد مغادرة القوات التابعة للواء المكلف بحماية صالح. في المقابل، ذكر مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا إن عشرة مسلحين قاموا بإطلاق النار على الحماية الرئاسية في منصة السبعين ما أدى إلى جرح خمسة أفراد بإصابات مختلفة، مشيرا إلى أن قوة من الشرطة العسكرية الانضباطية ومكافحة الشغب "تعاملت معهم وتم تفريقهم وإلقاء القبض على عدد منهم". وعبر المصدر عن الأسف لما وصفه بالإزعاج "الذي سببه مثل هذا العمل الفوضوي الذي أخل بالأمن والاستقرار, مؤكدا على أن الشرطة العسكرية ستقوم بملاحقة المطلوبين وإيصالهم إلى البحث العسكري.. ومنع أية محاولة للإساءة إلى سمعة ومكانة منتسبي القوات المسلحة" –وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية سبأ. وأكد المصدر أنه تم تشكيل لجنة "للتحقيق مع المقبوض عليهم لمعرفة الأسباب والدوافع وراء ذلك, وسيتم إحالة المتهمين إلى القضاء العسكري لينالوا جزاءهم الرادع". وتأتي هذه الحادثة في ظل غياب الرئيس عبدربه منصور هادي عن البلاد وزيارته الرسمية للولايات المتحدةالأمريكية، كما تأتي الحادثة بعد ساعات قليلة من لقاء الرئيس هادي بنظيره الأمريكي باراك أوباما. وتذكر الحادثة بمحاولة جنود من ألوية الحرس الجمهوري اقتحام مقر وزارة الدفاع في أغسطس 2012م وفي شهر رمضان الفائت. في ذات الصعيد، قال مركز الإعلام التقدمي التابع لرئيس أركان قوات الأمن المركزي المقال يحيى محمد عبدالله صالح (نجل شقيق صالح) إن "حشود من الجيش والأمن تحتل السبعين"، متهما من أسماهم "حرس هادي" بإسقاط 4 مصابين. وأضاف الموقع: "احتلت حشود كبيرة من أفراد الجيش والأمن قبل ظهر اليوم الجمعة ميدان السبعين بصنعاء المحاذي لدار رئاسة الجمهورية، الأمر الذي أسفر عن سقوط أربعة مصابين منهم في ردود فعل عنيفة من قبل الحرس الرئاسي الخاص الذي استخدم اسلحته الخفيفة والمتوسطة في محاولة قمعهم". وأضاف خبر المركز:"وفي تصريحات لمركز الاعلام التقدمي- الذي انفرد بالتواجد وتغطية الأحداث- أكد المحتجون أنهم يطالبون بتسوية مرتبات افراد القوات المسلحة والامن ومنحهم الإكرامية الرمضانية كما جرت العادة سنوياً، وتحسين ظروفهم المعيشية، ونددوا بوزراء الداخلية والدفاع والمالية وهتفوا لرحيلهم من السلطة".