أفادت مصادر اعلامية أن عدد القتلى في المواجهات التي دارات في محيط دار الرئاسة وصلت إلى قتيلين نقلا إلى مستشفى 48 التابع لقوات الاحتياط في معسكر السواد. وقال مصدر خاص ل"يمنات" أن الجنود المحتجون متواجدون في محيط دار الرئاسة، وأن الحديث عن مواجهات عنيفة لا أساس له من الصحة، مؤكدا أن الجنديين الذين قتلا والمصابين الآخرين، حاولوا تجاوز حواجز تفتيش أمام دار الرئاسة، والدخول إلى الدار، فأطلق جنود من الحرس الرئاسي النار عليهم. وكانت مصادر اعلامية أخرى أفادت أن جندي قتل فقط وجرح ستة أخرون في اشتباكات اندلعت في محيط دار الرئاسة بين جنود محتجون من قوات الاحتياط وقوات الحماية الرئاسية. وكان تبادلا كثيفا لإطلاق النار وقع بين الطرفين على توجه جنود من قوات الاحتياط للاعتصام أمام دار الرئاسة، احتجاجا على عدم صرف اكرامية رمضان. وطبقا للمصادر استخدمت في الاشتباك أسلحة متوسطة وثقيلة، لا زالت مستمرة حتى ساعة كتابة الخبر عصر اليوم. ونقلت وكالة " CNNبالعربية" عن مصدر عسكري بوزارة الدفاع قوله أن المئات من أفراد الجيش خرجوا من معسكر السواد جنوب العاصمة بعد صلاة الجمعة باتجاه ميدان السبعين في صنعاء، وذلك احتجاجا على ظروفهم المعيشية، ومطالبين بتنحي الرئيس عبدربه منصور هادي، ووزير الدفاع. وقال مصدر مقرب من المحتجين فضّل عدم ذكر اسمه ل " CNN": "لقد تعبنا من الممارسات التعسفية التي تتخذ نحونا سواء في الترقيات أو المستحقات وخاصة خلال الفترة الماضية، ولن نسمح بعد اليوم بهذه الممارسات أو بمنعنا من قبل أي قائد عسكري ونحذر من أي اعتراض لمسيرتنا للحصول على حقوقنا وبشكل عاجل." و توجه ظهر اليوم الجمعة المئات من جنود قوات الاحتياط من معسكر السواد المقر السابق لقوات الحرس الجمهوري المنحلة إلى ميدان السبعين القريب من دار الرئاسة محتجين على الاهمال الذي تتعرض له قوات الاحتياط. ونقل عن الجنود المحتجين الذين ما يزالون يتوافدون إلى ميدان السبعين، إنهم يطالبون بصرف اكرامية رمضان ومنح بعضهم حقهم في التقاعد، ومنحهم المزايا التي كان يحصلون عليها عندما كانوا يتبعون قوات الحرس الجمهوري. وقال سكان محليون ل"يمنات" في شارع الخمسين أنهم شاهدوا الجنود يقومون بوضع الحجارة وبراميل القمامة في الشارع، ويعملون على عرقلة حركة السير في الشارع. وأكد أخرون أنهم كانوا يحاولون تصوير الجنود أثناء مرورهم لكنهم منعوهم من التصوير، وحاولوا الاعتداء على البعض ومصادرة تلفوناتهم التي كانوا يهمون بالتصوير بها. وأكد شهود عيان ل"يمنات" أنهم شاهدوا المئات من الجنود في ميدان السبعين، وأن العدد لا يزال في تصاعد. وطبقا لوكالة "اليمن" الاخبارية قال جنود محتجون انهم خرجوا اليوم للاعتصام في ميدان السبعين "بسبب اهمال وتهميش الحكومة لهم وعدم صرف اكراميات رمضان ومستحقاتهم من سنوات الخدمة ومطالبة العديد من زملائهم بالتقاعد وارتفاع الاسعار. وأضافوا طبقا لوكالة "اليمن" أن راتب الجندي لا يستطيع ان يغطي احتياجات عائلته لاسيما مع شهر رمضان والعيد والذ ي يتطلب الكثير من الاحتياجات والنفقات. وتنامت ظاهرة التمردات في الجيش منذ ما بعد الثورة الشبابية في العام 2011، والتي تعد مؤشر على تفكك الجيش وسعي أطراف معينة لاستهداف بعض الوحدات العسكرية. وانتشرت ظاهرة التمرد على وجه الخصوص في المعسكرات التابعة للحرس الجمهوري المنحل، والتي اعتبرها مراقبون بأنها مؤامرة تتعرض لها هذه الوحدات من الطرف الآخر الذي أنشق عن الجيش عقب جمعة الكرامة في العام 2011م، بهدف اخضاع قادة هذه الوحدات للطرف الآخر. ويرى مراقبون أن اعتصام اليوم في ميدان السبعين، مؤشر خطير كونه يقع على مقربة من دار الرئاسة، خاصة بعد الحديث عن تمرد شهدته قوات الحماية الرئاسة المكلفة بحماية القصر.