السياسة، الاقتصاد والأمن.. ثلاثة محاور ملفات رئيسة يداوم على حملها، رئيس الوفد اليمني في توجهه نحو حضور مؤتمرات أصدقاء اليمن، ويومنا هذا الأربعاء يكرر وزير الخارجية القربي، حمل نفس الملف في نيويورك، وفي انتظار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء خارجية السعودية وبريطانيا، لافتتاح الاجتماع الوزاري ال6 المشترك لمجموعة أصدقاء اليمن والمانحين، بحضور وزراء وممثلين عن 40دولة ومنظمات دولية وممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ويقول البروفيسور وخبير الاقتصاد د/ سيف العسلي، وزير المالية الأسبق: إن المانحين يقولون لن نمنح أموالنا لسفيه يبددها، وحكومة الوفاق والحكومات السابقة سفيه يبدد الأموال، وهذا هو أحد أسباب عدم قناعة المانحين في تسليم ما تعهدوا به لليمن. وحول ما سيخرج به المؤتمر ال6 لأصدقاء اليمن الذي سيعقد يومنا هذا الأربعاء في نيويورك، قال: إنه الغباء بعينه، فحكومات اليمن السابقة والحالية، تذهب إلى هذه المؤتمرات وهي لم تستطع استيعاب، شروط المانحين ولا الوفاء بتعهداتها تجاه العالم الأخر، ومن مؤتمر إلى مؤتمر والشروط نفس الشروط ، والوضع كما هو مستمراً، وعندما يتكرر الذهاب إلى هذه المؤتمرات بنفس الشروط الخارجية فهذا استهتار واستهزاء واستخفاف باليمن وحكومتها. ومن أسباب عدم تحقيق منفعة من هذه المؤتمرات، ليس وجود شروط مجحفة، بحق اليمن مفروضة من قبل المانحين، والمسألة ليست في مجحفة أو منصفة بل في الحكومة، فأي حكومة تفكر تعمل وتبدع، وحكوماتنا ليس لها أي قدرة على أن تفكر أو تُبدع البتة ولو كانت تستطيع ذلك لما وجه لها أحد انتقاد أو لوم لأنها قدمت شيئاً، كما أوضح د/ العسلي في تصريح سابق للملحق الاقتصادي- صحيفة" أخبار اليوم". وفي تقييمه لمستوى العلاقة بين اليمن والمانحين وعدم حدوث أي تقدم في هذا الجانب، قال السفير الأميركي بصنعاء/جيرالد فيرستاين، كانت هناك نقاشات إيجابية بين الحكومة اليمنية والمانحين (منتصف يونيو), وهناك قناعة وإرادة من الجانبين بما يكفي للمضي بالأمور قدماً للأمام. وفي ذات الوقت كانت هناك حاجة لمراجعة واقعية للتحديات التي تقف أمامنا وبالتالي إيجاد طرق وأساليب أفضل للتعامل، وخاصة العملية التي تتعلق باستثمارات القطاع الخاص اليمني, هناك تقدم في جانب تخصيص تعهدات المانحين لتنفيذ مشاريع. وأضاف فيرستاين، من جانب الولاياتالمتحدة نحن ملتزمون بشكل كامل بتحويل المبالغ التي تعهدنا بها إلى مشاريع, ولكن يجب علينا الانتقال من مرحلة تخصيص المشاريع إلى مرحلة التنفيذ الفعلي, وقد وجدنا صعوبة في هذه النقطة تحديداً خلال الفترة الماضية، ولهذا السبب فقد اتفق المانحين مع الحكومة اليمنية خلال سبتمبر الماضي على إيجاد كيات تنفيذ هذه المشاريع. وإن كانت الأمور تمضي قدماً، لكن ليس بالسرعة التي نريدها, ولكن اعتقد هنالك اتفاقية بين الحكومة والمانحين لتقييم ما الذي أنجز والذي يمكن إنجازه ومناقشته خلال مؤتمر أصدقاء اليمن بنيويورك في سبتمبر المقبل. ووصف تقرير سيعرض على اجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك يومنا هذا الأربعاء، اعتماد اليمن في تمويل الأهداف الإنمائية للألفية بشكل كبير على المانحين بالمشكلة الكبيرة بحد ذاتها بالإضافة إلى ما أثير من تساؤلات حول القدرة الاستيعابية للحكومة وزيادة الاعتماد على إيرادات النفط وضعف تحصيل الضرائب. وأكد التقرير الحكومي أن احتياجات اليمن لتحقيق أهداف الألفية بحلول 2015 قدرت بنحو 48.4 مليار دولار على مدى عشر سنوات منها 30.7 مليار دولار يمكن توفيرها من مصادر محلية و17.6 مليار دولار من شركاء التنمية "المانحين"، وسيعقد علي هامش الاجتماع اجتماعا أخر لدعم اليمن في الجانب الإنساني والتي ستنظمها منظمات تابعة للأمم المتحدة ومنظمة هيوسن البريطانية، وتوقعت مصادر بوزارة التخطيط والتعاون الدولي أن تقدم الحكومة إلى الاجتماعات تقارير عن التطورات الاقتصادية والأمنية والسياسية ستطلب فيها من شركاء التنمية والمانحين مرونة أكبر وآليات استثنائية تسمح بتسريع واستكمال تخصيص التعهدات المالية وإتاحتها لتمويل أولويات ومشاريع الاستقرار والتنمية.