شهدت جلسة مؤتمر الحوار الوطني- أمس الأحد- فوضى بعد طرح هيئة رئاسة الحوار, مقترحاً بتفويض الرئيس/ عبدربه منصور هادي، بتشكيل لجنة برئاسته لدراسة وتحديد عدد الأقاليم. وواصل مؤتمر الحوار- في الجلسة العامة الثالثة- الاستماع إلى ملاحظات حول موضوع القضية الجنوبية برئاسة القيادي الاشتراكي/ أبوبكر باذيب. وقدّم عدد من أعضاء مؤتمر, اعتراضات بعد قراءة بيان بشأن تفويض رئاسة مؤتمر الحوار للرئيس هادي بتشكيل لجنة برئاسته لتحديد عدد الأقاليم. وفي السياق أوضح عضو مؤتمر الحوار عن الحراك الجنوبي/ عبدالله الناخبي, بأنه كان يفترض أن يتم الاستماع في الجلسة إلى ملاحظات الأعضاء الذين سجلوا- يوم أمس الأول- للحديث عن وثيقة الحلول والضمانات قبل أن تفاجئهم رئاسة المؤتمر بالتحايل.. حد قوله. وأشار- في تصريح ل"أخبار اليوم- إلى أنه - وقبل نهاية الجلسة- تم عرض مسألة تفويض الرئيس هادي في حسم مسألة الأقاليم مما أدى إلى اعتراض تسبب بعدم اكتمال المناقشات. وقال إن كافة الجنوبيين رفضوا تفويض الرئيس بشأن حسم مسألة الأقاليم، وذلك عندما سمعوا بطلب من الرئاسة بتفويض رئيس الجمهورية ومعه عدد من الأعضاء بالنظر في الأقاليم وأن إصدار قرار بما اتفقوا عليه بشأن الأقاليم الستة أو غيرها يعتبر نافذاً. وأضاف إن الجنوبيين وعدداً من الأعضاء المنتمين إلى الشمال اتجهوا صوب المنصة إعتراضا على تفويض الرئيس وأنهم رأوا بأن قاعة المؤتمر وأعضاء الحوار هم المسئوليون عن تحديد الأقاليم التي تقوم عليها الدولة الاتحادية، الأمر الذي أدّى إلى فض الاجتماع. ولفت إلى أن إعلام الأمانة العامة لمؤتمر الحوار وكذا قناتي "سهيل" و"شباب" وبعض القنوات الرسمية فاجأوا أعضاء الحوار في التضليل بالادعاء بأنه تم تفويض عبدربه منصور بالإجماع. ونشر موقع الحوار الوطني خبراً مفاده إن مؤتمر الحوار الوطني أقر بالأغلبية, تفويض الرئيس عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية, رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل- بتشكيل لجنة برئاسته لتحديد عدد الأقاليم، ويكون قراراها نافذاً، على أن تتولى اللجنة دراسة خيار ستة أقاليم- أربعة في الشمال واثنين في الجنوب- وخيار إقليميْن، وأيّ خيار ما بين هذين الخياريْن يحقق التوافق. وقال الناخبي إن أي قرار يصدر عن مؤتمر الحوار ككل يتم القبول به, محملاً الرئيس هادي مسؤولية إصدار أي قرارات مهما كان شكلها أو نوعها, كون هذه القرارات ستؤثر على الوحدة وعلى الحياة السياسية لليمن بشكل عام, حسبما أفاد. وأفاد إن الهبّة- التي حصلت في حضرموت في ديسمبر الفترة الماضية- كان سببها إخفاق مؤتمر الحوار عندما خرجوا مجموعة محمد علي من الحوار والتحقوا للعمل بالميدان وبالتالي لابد من اتخاذ قرارات صحيحة للحفاظ على الوحدة. ونوه إلى أن نحو 250 عضواً من مختلف الأحزاب وقعوا ورقة على أن الحل الأقرب للدولة الاتحادية هو إقليمين، محذراً من أن فرض سته أقاليم سيؤدي إلى مشاكل. وقال إنه يفترض أن يخضع المقترحان "الستة أقاليم" و"الاقليمين" للتصويت.. وطالب الجميع أن يعي أن المقترحات, التي تطرح من الجنوبيين هي حريصة على الوحدة. واستدرك بالقول: لكنهم يأخذون الأمر هنا وكأنه لا أحد له رأي, إلا ما جاء من المؤتمر الشعبي.. المؤتمر الشعبي هو الذي قتل الوحدة وهو الذي سرق البنوك وهو الذي سرق الخزائن وهو الذي قتل أبناءنا, مضيفا: الآن نعي أنه إما أن تكون هناك دولة وأن تكون هناك محاسبة في اليمن حتى يكون هناك يمن مستقر وعادل، أما إذا كان الأمر- حسبما يفكرون هم- أن كل شيء هو ما يقولونه وأن الناس الآخرين ليس لهم رأي، فهذا سيؤدي إلى طريق أعقد وأكثر مما وصّلنا إليه علي عبدالله صالح. ووفقاً لخبر موقع مؤتمر الحوار الوطني على النت فقد أشادت المكونات- في مداخلاتها- بمخرجات فريق عمل القضية الجنوبية الذي يضمن حلاً عادلاً ومنصفاً للقضية الجنوبية، التي تعتبر القضية الأساسية للولوج إلى الدولة اليمنية الحديثة. وأكدت المكونات أن الحوار قيمة حضارية عكست وعي أبناء الوطن الذين اختاروا هذا المبدأ وأصبح أنموذجاً وتجرية فريدة يحتذى بها في المنطقة. وشددت المكونات- في ملاحظاتها- على ضرورة إخلاص النوايا من جميع القوى من أجل تنفيذ الحل العادل للقضية الجنوبية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وكذا ضرورة عمل برنامج وطني لكل المكونات لتشكيل جبهة وطنية عريضة مهمتها إنفاذ مخرجات المؤتمر وبناء الدولة اليمنية الحديثة. ودعت المكونات, الجميع إلى الالتفاف حول مخرجات فريق عمل القضية الجنوبية لتحقيق السلام وبناء يمن الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية. واعتبرت المكونات, الحل العادل للقضية الجنوبية، أرقى محتوى سياسي لمؤتمر الحوار الوطني، وتؤسس للانتقال من المركزية إلى اللامركزية, فضلاً عن التأسيس لبناء يمن جديد خال من المظالم، والتوجه نحو مستقبل يحقق المصالحة الوطنية ويتجاوز آثار الماضي. وشددت المكونات- في ذات الوقت- أن جميع الحوارات قد جرت وأكدت على ألا تتجزأ أو تنفك الوحدة أو الهوية الوطنية، لافتة إلى أن مخرجات القضية الجنوبية- بما حوته- مثلت نقطة أمل في ليل أسود أراد أن يكبل أحلام اليمنيين، وألا يرى النور، وحرصت على معالجة المظالم في المحافظات الجنوبية.