أكد المتحدث بإثم رابطة أبناء صعدة وسفيان, فهد الشرفي, أن الحرب في صعدة بدأت بشكل غير طائفي وكانت بين الدولة والحركة الحوثية وأن النازحين والمهجرين من صعدة وما جاورها تجاوز عددهم ثلاثمائة وعشرين الف شخص نتيجة للعدوان الحوثي. وفي الندوة التي أقيمت صباح أمس في مؤسسة "بيسمنت" الثقافية تحت عنوان " الصراع الطائفي في اليمن أبعاده وتداعياته السياسية والأمنية" قال الشرفي إن النزوح والتهجير لم يبدأ من دماج فقط وإنما بدأ من كل قرى صعدة والنازحون تعدوا ثلاثمائة وعشرين الف شخص, والأمم المتحدة تحدثت عن نزوح 42 الف شخص من عمران في الأيام الماضية". وأضاف الشرفي "الحرب في صعدة بدأت بشكل غير طائفي والست الحروب لم نسمع فيها عن نزاع طائفي وإنما كانت الحرب بين الدولة والحركة الحوثية أما نحن أبناء صعدة لم نحارب الحوثي أو فكره ولم نقصه وقد كانت في صعدة اكبر مدرسة سلفية واكبر مدرسة زيدية وكان الجميع متعايشين ولم يكن هناك خلاف يؤدي إلى قتال وإنما كان الخلاف محصورا في التأليف وبعض الأفكار". وأشار الشرفي إلى أن "النكهة الطائفية التي ظهرت في الصراع كانت أثرا لغياب الدولة والحوثي صار يقوم بإخلاء المنطقة من كل فكر يعارضه وهنا بدأت بذور الفتنة الطائفية باعتقال وقتل المخالفين للفكر الحوثي وإلى يوم أمس كان قد بقي مسجد أو اثنان في مديرية ساقين على غير الفكر الحوثي فضاقت صدور الحوثيين وتم إغلاق المسجد ومنع المصلون وفرض عليهم خطباء بالقوة, والتحركات الطائفية تأتي من طرف واحد هو الحوثي". وتابع "الطرف الآخر وهم السنة مثلاً أو العوام من أبناء صعدة ليس لديهم شعارات أو رايات أو ميليشيات وإنما هم ضمن مكونات وطنية وأحزاب". ونوه الشرفي إلى أن "أبناء صعدة اضطروا للنزوح لأنهم كانوا محايدين ولكن حيادنا لا يلزمنا بالتنصل عن واجبنا الوطني والإنساني في الوقوف إلى جانب جيش البلد, تعاطفنا مع الجنود من ناحية إنسانية وأبناء صعدة لا تسمح لهم ضمائرهم أن يشاهدوا جنوداً محاصرين ولا يقدمون لهم المساعدات الغذائية كمساعدة إنسانية ولكن ذلك وضعهم في دائرة الاستهداف من قبل الحركة الحوثية التي تعتبر الجيش عميلا لأمريكا ومن يقف معه يتهم بالعمالة أيضا". وأردف بالقول "المماحكات السياسية بين الأحزاب أدت إلى التخلي عن اكثر من مليون مواطن في صعدة وما جاورها وكل حزب يحاول أن يأخذ الحوثيين إلى صفه ليستقوي بهم على خصومه وبهذا فهو يشرعن للحركة التي قتلت الناس واعتقلتهم وأنت أيها الحزب تفقد أخلاقياتك أمام بعض المكاسب السياسية" . وأوضح الشرفي "خلافنا مع الحوثي هو حول المواطنة والمساواة ولا أطالب بأكثر من أن أكون أنا وعبد الملك الحوثي سواء في حق المواطنة". ولفت بقوله "أبناء صعدة يطالبون بدولة للجميع لا تبغي على احد أما المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لم تصدر تقارير واضحة وربما تكون مخترقة من اطراف سياسية تحاول التستر على ما يجري في صعدة". وأضاف "تم تخصيص صعدة منذ 2004م لتكون ميدانا للصراع والحوثي طرف مشارك في ذلك ولكن ما ذنب المواطنين وعشرات الآلاف في المخيمات بلا تعليم حتى أن المتعاونين مع الحوثي يتم تسليمهم إدارة مخيمات النازحين ,وهناك ناشطون وحقوقيون جلسوا مع حوثيين في الساحات في صنعاء وعندما نزلوا إلى صعدة واجهوا صلفا غير متوقع". وتمنى الشرفي في حديثه من الحوثي أن ينقل قياداته المحاربة في صعدة وغيرها إلى الحوار لنقلهم من لغة العنف والقتل إلى ثقافة الحوار والقبول بالآخر" مشيراً إلى أن أبناء صعدة تم إقصاؤهم من الحوار "ولو كانت قضيتهم في دولة أخرى لكانت من الأولويات وربما لو اتخذ أبناء صعدة العنف منهجا وحملوا السلاح وقطعوا الطريق وشكلوا ميليشيات لاستمعت لهم الدولة وأخذت مطالبهم بعين الاعتبار وهذا شيء مؤسف". وعبر الشرفي عن فجيعته برؤية الحوثي في الحوار والتي مفادها "أن اليمن الجمهوري فشل في إدارة البلاد وانه تم إقصاء شريحة الهاشميين ونحن في الواقع لسنا ضد فئة معينة ولا نريد أن تستغل قضيتنا لصالح جهة أو سلالة". وقال الشرفي عن تمثيل الحوثي في الحوار "ممثلو الحوثي في الحوار لم يكن بينهم سوى 3 من صعدة و34 من غيرها مع أن القضية هي قضية صعدة والحوثي بذلك يوصل رسالة خلاصتها انه متواجد في كل مكان في اليمن". وأضاف "نريد من الحوثي أن يخرج فكرة السلاح من رأسه وان يمارس العمل السياسي بعيدا عن العنف والإقصاء وليعرض بضاعته بدون قوة السلاح ولا مانع لدينا من ذلك ولكن الحاصل هو فرض الفكر بالقوة والاعتقال والتهجير". وختم الشرفي بقوله "المدارس في صعدة تم تحويلها لصالح الحركة الحوثية يتم فيها إعطاء التلاميذ حصصا دراسية عن العنف والقتل والموت والقنابل والألغام ووجبات يومية عن الإرهاب". وعلى هامش الندوة صرح الشرفي بقوله " حريات الناس يجب أن تكون مقدسة ومقدمة على المصالح الحزبية وهناك انتهاكات تمارس ضد أبناء صعدة وهي مغيبة عن العالم لأن المنظمات الإنسانية لم تهتم بدورها". وأكد الشرفي "يجب أن نعرف أن هناك مشروعاً للحوثي يريد من خلاله السيطرة على المناطق ولا يقبل أي فكر أو عمل سياسي آخر وكل الأنشطة مجمدة ومحضورة ويعاقب عليها". وتابع قائلاً "الدولة أدارت الحروب ولكنها لم تكن تدير الأزمة, والرئيس السابق كانت لديه رؤية وعلي محسن كانت لديه رؤية وكانت أساليب التعامل مع القضية تتغير بتغير المحافظين".