انسحبت اللجان الشعبية بمديرية الملاح محافظة لحج أمس وبصورة مفاجئة من كافة النقاط والمواقع التي أخلتها قوات اللواء (135) الأسبوع الماضي بما فيها مبنى المجمع الحكومي والتي وبموجب الاتفاق وتوجيهات قيادة المنطقة العسكرية الرابعة تتولى الشرطة المحلية واللجان الشعبية القيام بمهام الحماية والتمركز في تلك المواقع والنقاط . وشوهد صباح أمس بعضاً من جنود الأمن العام يتمركزون في النقطة الواقعة أمام مبنى المجمع الحكومي, فيما خلت باقي النقاط ومبنى المجمع الحكومي من أي تواجد للأمن أو عناصر اللجان الشعبية . وأثار انسحاب اللجان الشعبية المفاجئ من تلك المواقع مخاوف لدى عامة المواطنين من وجود أي مخططات أو محاولات للانفلات الأمني. وكانت قوات الجيش التابعة للواء (135) انسحبت من عاصمة المديرية الأسبوع الماضي بعد ضغط شعبي واسع ارتفعت وتيرته مؤخراً والذي أفضى إلى صدور توجيهات من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بسحب تلك القوات من عاصمة المديرية وإعادتها إلى ثكناتها في مقر اللواء الواقع في منطقة الراحة (12)كم جنوب شرق عاصمة المديرية. وطالب المواطنون- خلال اتصالات هاتفية تلقتها "أخبار اليوم"- محافظ لحج وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة بإيقاف المخصصات المالية التي تتسلمها اللجان الشعبية واستبدال أفرادها وقيادتها بشخصيات أخرى لديها القدرة على ممارسة عملها أو تسليم تلك المخصصات للأجهزة الأمنية بالمديرية وتعزيزها بالإمكانيات التي تمكنها من تأدية عملها. من جانبه عبر مدير أمن الشرطة المحلية بمديرية الملاح العقيد صالح الحطيبي عن استغرابه الشديد للانسحاب المفاجئ للجان الشعبية من النقاط والمواقع التي تسلمتها مع الأمن بعد انسحاب قوات الجيش منها الأسبوع الماضي. وقال العقيد الحطيبي في تصريح خاص ل"أخبار اليوم": بأن الانسحاب المفاجئ والغير مبرر للجان الشعبية بعد أيام قليلة من مداومتها مع أفراد الأمن في تلك المواقع ومبنى المجمع الحكومي, أمرٌ يثير الدهشة والاستغراب ويوحي بانعدام المسئولية", وهي محاولات قال بأنها تعطي مبرراً كافياً لعودة قوات الجيش إلى عاصمة المديرية وبالتالي عودة أعمال العنف وسفك الدماء وزيادة الانفلات الأمني لكون الأمن غير قادر وبتلك الإمكانيات الشحيحة من ممارسة عمله في إرساء الأمن والاستقرار وحماية المباني والمرافق الحكومية من أي أعمال عبث أو نهب. ودعا العقيد صالح الحطيبي- في سياق تصريحه- كافة الشرفاء من أبناء مديرية الملاح بالوقوف صفاً واحداً أمام المحاولات التي قال بأن جهات تحاول إعادة نفسها بعد أن توارت بظهور ثورة التغيير التي قامت ضد الفساد وإنهاء مظاهره وتهدف إلى جعل المديرية مسرحاً لأعمال العنف والقتل لتمرير مشاريعها التي عجزت عن تنفيذها خلال العامين الماضيين. وأخلى العقيد الحطيبي مسئوليته أمام الله ورسوله وأبناء الملاح وردفان عامة من أي تبعات قد تنتج بسبب تلك الممارسات وعدم الشعور بالمسئولية, معرباً عن أمله في أن تتفهم قيادة المحافظة وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة لما يدور وتوجه باتخاذ ما يلزم وكل ما من شأنه بأن يسهم في تثبت الأمن والاستقرار وإيقاف تدخلات النافذين-حسب وصفه .