استشهد جندي أمن خاص وأصيب ثلاثة آخرين بينهم مدير شرطة مدينة عمران كما استشهد مواطنان في نقطة "ضبر الجنات" جراء هجوم مسلح لمليشيا جماعة الحوثي صباح أمس السبت بدأ مع توجيه قناصة الحوثيين النار إلى جبهة الجندي بالأمن الخاص/ قيس أحمد المقص- من أبناء محافظة إب- وأردته شهيداً على الفور، ثم اندلعت على إثرها مواجهات عنيفة بين النقطة الأمنية بشمال مدينة عمران ومسلحي مليشيا الحوثي استمرت حتى الساعة الرابعة عصراً، حيث سقط المواطن/ صدام علي محمد الخدري برصاص الحوثيين بعد أن رفض تمركز مسلحي الحوثي على منزله ب"ضبر الجنات" كما سقط جراء المواجهات برصاص المليشيات المواطن/ تيسير محمد حسين مارش، فيما أكدت جماعة الحوثي مصرع 6من مسلحيها وإصابة عشرة آخرين وفقدان أربعة، وقد توقفت المواجهات قبل مغرب أمس السبت بعد أن تمكن رجال القوات المسلحة والأمن في نقطة الضبر من دحر مسلحي الحوثي إلى منطقة "بير عايض" شمالاً وإلى الحدالي وبضعة بوسط قاع البون باتجاه قاع جوب ومدينة ريدة.. وقد توقفت المواجهات بعد وصول لجنة الوساطة الرئاسية بقيادة اللواء الدكتور/ قائد العنسي، رئيس دائرة شؤون الضباط بوزارة الدفاع وعدد من المشايخ بمعيته أبرزهم النقيب/ عبده حبيش، وبحضور ممثل الحوثي/ صالح الوجمان، كما حضر عدد من المشايخ الذين رافقوا اللجنة للوساطة ومعظمهم من الموالين للحوثي أو من المقربين منه ومنهم فارس الحباري- قائد مليشيا الحوثي في أرحب- ومحمد يحيى محسن الغولي، ومجاهد الحيدري، وآخرين من حاشد والجبل وعيال سريح وعمران.. ولم تتمكن لجنة الوساطة من وضع حد للمواجهات باستثناء الحصول على مواعيد بهدنة لمدة 24ساعة تنتهي عصر يومنا هذا الأحد.. هذا وكانت المواجهات قد اندلعت بعد أن دخل مسلحو الحوثي مدينة عمران من المدخل الغربي طريق حجة ومن المدخل الجنوبي طريق "ثلا "ومن المدخل الشرقي طريق صنعاء ومن الطرق الأخرى بعد إعلانهم عن مسيرة لتشييع أحد قتلاهم وهو (محمد حمود حمدين) الذي تم تشيعه بعد ظهر أمس في منطقة حي بيت الفقيه شمال غرب المدينة.. وفي حين أن المسلحين الذين قدموا من شمال عاصمة المحافظة عبر مدينة ريدة وقاع البون باتجاه نقطة ضبر الجنات قد قاموا بإشعال مواجهة مسلحة مع أفراد أمن النقطة فور وصولهم الساعة التاسعة صباحاً، حيث استشهد أحد أفراد النقطة بنقطة قناص في الرأس ومن ثم اندلعت المواجهات بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والمتوسطة وقذائف ال"آر بي جي" وصواريخ الكتف وقذائف الهاون واستمرت المواجهات طوال النهار حتى ما بعد الرابعة عصراً لتشيع حالة من الذعر والرعب في أوساط سكان منطقة قاع البون الممتدة من مدينة عمران جنوباً إلى مدينة ريدة شمالاً ولتشمل مديريات عمران وجبل يزيد وعيال سريح وصولاً إلى خارف وريدة.. وقد توقفت المواجهات بعد وصول اللجنة الرئاسية وتشترط جماعة الحوثي على الدولة ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي، تلبية مطالبهم قبل عصر يومنا هذا الأحد ما لم فإنها ستعاود اقتحام مدينة عمران بالقوة.. وتحدثت مصادر عن مطالب جماعة الحوثي المتمثلة في إقصاء محافظ المحافظة الشيخم محمد دماج وقائد محور سفيان قائد اللواء "310" مدرع حميد القشيبي، ومدير جهاز الأمن السياسي العميد/ أحمد الهمداني ومدير الأمن العام العميد/ محمد صالح طريق، وقادة الشرطة العسكرية وشرطة الدوريات "النجدة" والأمن الخاص "الأمن المركزي" من مواقعهم حسب مطالب الحوثيين. وعلى صعيد متصل جدد أمين عام المجلس المحلي الشيخ/ صالح المخلوس- المحسوب على حزب المؤتمر- مطالبة الرئيس بتنفيذ وعده لهم بإقصاء المحافظ، فيما طالب مشايخ محسوبين على الوزير اللواء الشيخ/ مجاهد بن مجاهد القهالي، وفي طليعتهم محمد محسن الغولي، وآخرون وقيادات حوثية، ومقربة من الحوثيين بإقصاء المحافظ والقادة العسكرين وقد بثت قناة المسيرة التابعة للحوثي بعضاً من تلك المطالبات يوم أمس.. من جانبه أصدر فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة عمران والذي يرأسه الشيخ النائب/ عبد الله بن عبد الله بدر الدين, بياناً أكد التزامه بموقف حزبه الذي يؤكد النأي بنفسه عن المواجهات وأكد من خلاله أنهم يقومون بجهود وساطة لاحتواء الموقف. هذا ويخيم التوتر والقلق على معظم منطقة قاع البون وجنوب محافظة عمران من مدينة عمران بالجنوب الغربي للمحافظة وصولاً إلى مدينة ريدة نحو 15كيلو شمالاً باتجاه الشمال الشرقي، حيث استمرت التعزيزات طوال مساء أمس تتوافد من صعدة ومديريات حاشد في الشمال ومن مديرية أرحب في الجنوب الشرقي باتجاه مدينة ريدة التي تتخذ منها جماعة الحوثي قاعدة لهجومها على مدينة عمران التي بدأته يوم أمس السبت الساعة التاسعة والنصف صباحاً من مدخل عمران الشمالي بنقطة "ضبر الجنات".. وأفادت مصادر محلية ل"أخبار اليوم" أن مليشيا الحوثي تحشد مقاتليها وتعبئهم للهجوم مجدداً على قوات الجيش والأمن المرابطة على مداخل مدينة عمران وفي معسكرات المدينة وفق ما يتم تسريبه من مصادر مقربة من الجماعة تشير إلى نيتها معاودة الهجوم على المدينة من مختلف الاتجاهات.. إلى ذلك نشرت وزارة الداخلية رواية لحادثة المواجهات في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء التي أسفرت عن مقتل أحد منتسبي الأمن وإصابة مسؤول أمني، ومقتل 5 حوثيين على الأقل. وقالت الوزارة- في بيان- إن عناصر مسلحة من الحوثيين احتشدت في المداخل الرئيسة والفرعية المؤدية إلى مدينة عمران مدججة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة. وأضافت إن المسلحين كانوا على متن دوريات عليها رشاشات 12.7 ومعدلات و"آر بي جي" وصواريخ "لو" وقناصات بحُجة المشاركة في دفن أحد أنصارهم والذي قتل منذ قرابة شهر وتم دفن غريمه في حينه. وقالت إن المجاميع عُززت بخمسين سيارة وطقماً من المسلحين, حيث تجمعوا في منطقة "بضعه" "سبعة كيلومتر شمال عمران على الطريق الدولي عمران صعدة" وأرسلوا أربع سيارات مسلحة لغرض فتح الطريق في نقطة «الضبر» الأمنية التي طلبت من المسلحين عدم الدخول إلى عاصمة المحافظة بالسلاح. وتابعت «إلا أن المسلحين قاموا بالتمترس وإطلاق النار على أفراد الأمن المتواجدين في النقطة ما أدى إلى استشهاد الرقيب قيس أحمد مصلح المقص من أفراد قوات الأمن الخاصة وإصابة المقدم أحمد الهيصمي- مدير شرطة مديرية عمران- والجندي يعقوب أحمد مساوى قحيم- أحد أفراد اللواء 310 مدرع- وكذا إصابة الجندي فايز محمد عبدالله المزروعي- أحد أفراد الشرطة العسكرية- بالإضافة إلى مقتل المواطن تيسير محمد حسين مارش صاحب ورشة وإصابة طفلتين آخريتين كانتا متواجدتين بالصدفة في المنطقة». وأهاب بيان الوزارة بتلك العناصر المسلحة «عدم التهور ومخالفة الأنظمة والقوانين والاعتداء على رجال الأمن والمواطنين». وقالت الوزارة «إنه سيتم التعامل بحزم وقوة مع أي عناصر مسلحة تحاول إقلاق الأمن والاستقرار والسكينة العامة وتحت أي مبررات كانت». وأشارت إلى أن حرية الحركة والانتقال مكفولة قانوناً إلى كل مناطق ومحافظات ومدن الجمهورية شريطة عدم حمل السلاح والدخول به إلى المدن. وأعربت عن أسفها لمثل هذه التصرفات غير المسؤولة من قبل العناصر الحوثية المسلحة التي حاولت اقتحام مدينة عمران بقوة السلاح، «وهو ما يمثل خروجاً واضحاً عن القانون وعلى مخرجات الحوار الوطني». ودعت الداخلية مسلحي الحوثي إلى «تغليب مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية والسياسية الضيقة». وأهابت بالمواطنين التعاون مع رجال الأمن «في عدم الانجرار وراء دعوات العنف وتفويت الفرصة أمام العابثين بأمن واستقرار الوطن»، حسب البيان. وفي سياق متصل، ذكرت جماعة الحوثيين المسلحة رواية مغايرة لحادثة المواجهات في عمران، وقالت إن المسيرة جرى تشويهها بالحديث عن اقتحام مسلح. وقال الناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام إن الرواية التي تتحدث عن اقتحام مسلح «هو لغرض تشويه المسيرة ولفت الأنظار عن حقيقة الاستبداد الموجود في مدينة عمران». حسب قوله. وأضاف إن المسيرة توجهت صباحاً باتجاه مدينة عمران «وقبل أن تصل إلى النقاط العسكرية بعشرات الأمتار أطلقت النار بشكل مباشر من نقطة "الضبر" ما أدى إلى سقوط جريحين من المتظاهرين». وقال إنهم «ضبطوا النفس»، وأجرى ضابط النقطة «تفاهماً» معهم وقدموا احتجاجهم إزاء هذا «التصرف الغادر وعاد الضابط وتحرك المتظاهرون على أساس استمرار المسيرة». وتطالب المسيرات- التي تنظمها جماعة الحوثيين -إلى إسقاط حكومة الوفاق، ورفض «الوصاية الدولية»، ويرفعون شعارات مناهضة للتواجد الأمريكي في البلاد. وقال ناطق الحوثيين «إن النقطة أطلقت النار مباشرة على المتظاهرين عندما وصلت إليها مما أدى إلى سقوط إلى سقوط 6قتلى و10جرحى و4 اعتقلوا». وكان الحوثيون نظموا مظاهرة مسلحة يوم الجمعة الماضية (14 مارس) في مدينة عمران بعد اتفاق مع اللجنة الرئاسية بعدم إدخال أسلحة ثقيلة.