بينما يتمتع العديد من لاعبي كرة القدم البارزين بمكانة الأبطال في عيون مشجعي كرة القدم في بلدانهم، يحظى قليل منهم بموقع الأبطال لدى أمته بالكامل. ويبرز الفيل الإيفواري ديدييه دروجبا ضمن هذا العدد القليل الذي يتمتع بمكانة الأبطال القوميين. وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان ، حظي دروجبا مهاجم المنتخب الإيفواري لكرة القدم بمكانة البطل القومي في بلاده ولكنه يسعى إلى ختام رائع لمسيرته مع المنتخب الإيفواري من خلال بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. ولكن دروجبا لن يستطيع أن يضاهي ما قدمه لمنتخب الأفيال على مدار السنوات الماضية حتى إذا قاد الفريق هذا الصيف إلى تحقيق أفضل نتائجه في بطولات كأس العالم حتى الآن. وخرج المنتخب الإيفواري من الدور الأول (دور المجموعات) في البطولتين السابقتين لكأس العالم وذلك في 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا. ويشارك الفريق في المونديال البرازيلي لتكون المشاركة الثالثة له والثالثة على التوالي أيضا في النهائيات. وفي 2005، وعقب حجز المنتخب الإيفواري بطاقة تأهله إلى مونديال 2006 بألمانيا ، ظهر دروجبا على شاشات التلفزيون الإيفواري ووجه مناشدة بإيقاف الحرب الأهلية الدائرة في بلاده على مدار خمس سنوات. والمذهل، أن الجانبين المتصارعين أوقفا الاقتتال بعد هذا بأسبوع واحد فقط ليدفع هذا بدروجبا إلى مكانة لا يتمتع بها عادة سوى رجال الدولة العظماء وهي المكانة التي يتمتع بها حتى الآن. وفي 2007، علق دروجبا على دوره في عملية إحلال السلام قائلا في تصريحات إلى صحيفة "ديلي تلجراف" إنه مهما أنجز على أرضية الملعب فإن هذا يأتي في الدرجة الثانية وبمسافة بعيدة للغاية عن نجاحه في إحلال السلام ببلاده. وقال دروجبا "فزت ببطولاتي في وقتي.. ولكن ما من شيء أبدا سيفوق الفوز في معركة السلام ببلادي. إنني فخور للغاية لأننا الآن في كوت ديفوار لا نريد كأس بطولة لنحتفل بها". وبعد مرور سبع سنوات على هذه التصريحات ، يسير دروجبا مرفوع الرأس في بلاده ، والفارق الوحيد أنه تمتع الآن بمزيد من الميداليات التي تحمل اسمه. وسجل دروجبا ضربة الترجيح الحاسمة لفريقه السابق تشيلسي الإنجليزي أمام بايرن ميونيخ الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2012 . ومع بلوغه السادسة والثلاثين، ينتظر أن تكون بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل هي الأخيرة لدروجبا في سجل مشاركاته ببطولات كأس العالم. ورغم اقترابه من الاعتزال، سيظل دروجبا أيقونة بارزة في تاريخ كرة القدم الإيفوارية بعدما أثار الفزع في قلوب مدافعي الفرق المنافسة على مدار سنوات طويلة. وخلال ثمانية مواسم قضاها في الدوري الإنجليزي ، لم يكن لدروجبا منافس حقيقي. ولم يكن هذا لسرعته رغم أنه أبعد ما يكون عن البطء في الأداء وإنما كان هذا لقوته البدنية ومهارته في قنص الأهداف أمام مرمى المنافس. ووصف جيمي كاراجر مدافع ليفربول النجم الإيفواري بأنه "لا يمكن التصدي له". وقال كاراجر "إذا وضع تشيلسي الكرة على صدر دروجبا داخل حدود منطقة الجزاء واستطاع دروجبا إنزال الكرة والتحرك بشكل جيد ، ينتهي الأمر.. لا يمكنك التصدي له دون ارتكاب خطأ. ويمكن أن تتمنى فقط أن يخطئ في التصويب. ونفس الشيء إذا تركك خلفه لينفرد بحارس المرمى". وأضاف "دروجبا ليس (العداء الجامايكي) أوسين بولت ولكنه سريع بالدرجة الكافية ويتسم بالفعالية. حتى إذا لحقت به ، لا يمكنك استخلاص الكرة منه بقدمك. عليك أن تدور حوله ، ولا يكون لديك الوقت لفعل هذا. ولهذا ، لا يمكن التصدي له. في مواقف معينة ، لا يمكنك فعل شيء". وقال جون تيري قائد فريق تشيلسي وزميل دروجبا لسنوات عديدة إنه ما من لاعب، حتى الآن، يستطيع الحفاظ على الكرة أفضل من دروجبا، وأوضح "ما زال خطرا هائلا على الفرق المنافسة ولا يزال لاعبا بارزا ورائعا". وما زال دروجبا محتفظا بالدور الرائع الذي يلعبه في بلاده. واختير دروجبا عام 2011 ضمن 11 عضوا بلجنة الحقيقة والمصالحة والتي كان هدفها التحقيق في العنف الذي اندلع بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين ثان/نوفمبر 2010 ، ويعتزم دروجبا الاستمرار في أداء نفس الأدوار خلال المشاركة مع منتخب بلاده في المونديال البرازيلي. ويثق الفرنسي صبري لموشي المدير الفني للمنتخب الإيفواري في قدرة دروجبا على لعب دور قوي وفعال مع الأفيال في المونديال وأنه إذا عبر الفريق دور المجموعات إلى الأدوار الفاصلة فإن دروجبا سيكون له دور فعال في هذا بلا شك. وبينما تحولت قصة حياة دروجبا إلى سلسلة روايات "كارتون" ، ستكون الرواية الأبرز والأفضل في هذه السلسلة إذا قاد دروجبا المنتخب الإيفواري لمسيرة ناجحة في المونديال البرازيلي. عنوان الصورة رغم اقترابه من الاعتزال، سيظل دروجبا أيقونة بارزة في تاريخ كرة القدم الإيفوارية بعدما أثار الفزع في قلوب مدافعي الفرق المنافسة على مدار سنوات طويلة.