أخيراً تم تشكيل حكومة الكفاءات الذي يعتبر من أهم مخرجات اتفاق السلم والشراكة والذي ظل تحدياً جسيماً مر بفترة مخاض عسيرة حتى خرج إلى حيز الوجود. فوجود حكومة بدون وجود دولة خيرُ من عدم وجودها ولو لاقت اعتراضات من البعض فربما تستعيد هذه الحكومة قوة الدولة تدريجياً إذا كانت جادة، لكن الظاهر للعيان أننا لن نكون في المستقبل قادرين على تغيير حكومة إلا إذا وقعنا اتفاقاً جديداً. ما تتطلع له الجماهير اليمنية بمختلف مشاربها من هذه الحكومة بصفةٍ رئيسية هو الإطعام من الجوع والأمن من الخوف انطلاقاً من قوله تعالى (( الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف )). ألستم معي أن بلادنا اليمن وخصوصاً بعد أحداث العام 2011م أزداد فيها عدد الجياع المحتاجين إلى الغذاء وأضطرب أمن البلاد وأنتشر الخوف بين عامة الناس؟!..والشواهد كثيرة على ذلك. عموماً رئيس هذه الحكومة في أول تصريح له قال إن من أولويات حكومته الحد من الفقر وعودة الأمن أي ركيزتي الأمن والاقتصاد .. نأمل أن تكلل جهوده وجهود طاقمه الحكومي في استعادة قوة الأداء الاقتصادي للبلد الذي سيؤمن للمواطن الطعام والشراب وأيضاً في استعادة قوة وهيبة الدولة الذي سيؤمن للمواطن الأمن والاستقرار. ما يدعو للتفاؤل أن هناك وضوح للرؤية ولدور ومسئولية واختصاص هذه الحكومة (حكومة الكفاءات) نتيجة القصور المالي والإداري والأمني الذي أعترى عمل الحكومة السابقة (حكومة المحاصصات)، وهناك استقلالية كاملة في صنع القرار وعدم التبعية لأي فصيل أو حزبٍ سياسي أو لأصحاب النفوذ، وسيكون هناك تعزيز لمبدأ النزاهة والشفافية حسب ما أدلى به الأخ رئيس الوزراء.. الأمر الذي سيجعل الحكومة تعمل بصورةٍ أفضل رغم ترهل الوضع العام للبلد.