قال مسؤولون عرب وأميركيون- رفيعو المستوى- إن استيلاء الميليشيات الحوثية على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر الماضي زاد من حالة الإنذار في العواصم العربية من أن إيران تستخدم الصراع في اليمن لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن المسئولين العرب والأميركيين؛ أن السعودية والإمارات والبحرين ودول الخليج الأخرى تطالب إدارة أوباما على وجه الخصوص بالعمل بقوة أكثر لإضعاف قبضة مليشيا الحوثيين على صنعاء ومناطق أخرى في اليمن. وعلقت الصحيفة: ما ثير قلق هذه الحكومات العربية هو أن واشنطن منشغلة جداً بمتشددي الدولة الإسلامية في سوريا والعراق وبالمفاوضات النووية الجارية مع ايران. يقول مسؤول عربي رفيع المستوى مشارك في المناقشات حول ما يقوم به الحوثي في اليمن: "لا يبدو أن أحد يُلقي بالاً بما يحدث في اليمن. ولا يبدو أن الوضع هناك ظاهر على شاشة الرادار". ووفقاً لمسئولين عرب, فإن حكام خمسة أنظمة خليجية عقدوا اجتماعاً استثنائياً ليلة الأحد الماضي في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة الوضع في اليمن وبؤر التوتر الإقليمية الأخرى، حيث تعهدوا بتشكيل جبهة موحدة ضد الدولة الإسلامية ومحاولة استعادة الاستقرار في اليمن. وأشارت الصحيفة إلى انه في السنوات الأخيرة أصبحت اليمن تشكل معضلة سياسة لإدارة أوباما بسبب تهديدات كلٍ من الإرهاب الدولي والصراع الطائفي. ونوهت إلى أن معظم تركيز الولايات المتحدة مُنصب على مكافحة الجماعة الإرهابية الدولية القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي حاولت تنفيذ سلسلة من الهجمات على الأراضي الأميركية. كما شنت القاعدة في شبه الجزيرة العربية هجمات عبر الحدود ضد السعودية، لكن واشنطن أيضاً تعقبت ما وصفه المسئولون الأميركيون بالكمية الكبيرة من الأسلحة الإيرانية المرسلة دعماً لمسلحي الحوثيين. وأشارت إلى أن مسئولين إيرانيين وشخصيات إعلامية أدلوا بتصريحات حول سقوط صنعاء. محمد صادق الحسيني، مستشار الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي قال لوسائل إعلام لبنانية الشهر الماضي: "نحن في محور المقاومة أصبحنا السلاطين الجدد لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والخليج. نحن في طهران ودمشق والضاحية الجنوبية لبيروت وبغداد وصنعاء سنشكل خارطة المنطقة. وأيضاً نحن السلاطين الجدد للبحر الأحمر". المسؤولون الأميركيون نفوا أن إدارة أوباما تتجاهل اليمن، مشيراً إلى أن الإدارة تعمل على تحقيق الاستقرار في البلاد. في وقت سابق من هذا الشهر، فرضت وزارة الخزانة الأميركية وتطرقت إلى عقوبات على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح واثنين من كبار القادة العسكريين الحوثيين بتهمة السعي لزعزعة الاستقرار في اليمن. يقول ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: "الحكومة الأميركية والمجتمع الدولي يدعمون اليمن بشكل كامل خلال تنفيذها أجندة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق الإدارة الفعالة وضمان مستقبل أكثر تمثيلا".