يعاني أبناء اليمن من حالة الغباء المستفحل الذي يمارسه أشخاص وقيادات حزبية واجتماعية فقدت علاقتها بالوطن والمواطن، وللأسف لا يزال هؤلاء الشخوص يفرضون واقعاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً سيء السمعة، ويدّعون أنهم المخلٌصون لهذا الشعب الذي حرموه من أبسط حقوقه وسلبوا حريته، ونهبوا ثرواته وسرقوا مستقبله!. نتيجة لأفعالهم المخزية زادت وتيرة الخوف والجبن لديهم، فشوهوا المدن والبيوت والشوارع بالحواجز والأسوار الاسمنتية والكهربائية والمليشية، وسيطر عليهم الرعب، ولغبائهم المستعر لم يدركوا انهم يبتعدون عن المواطن ويدمرون الوطن!. هم بحاجة إلى من يخرجهم من غفلتهم التي طالت، وتحريرهم من المسٌ الذي أصابهم، وتحذيرهم من مغبٌة الغرور وعواقب أفعالهم، ومساعدتهم للخلاص من شرورهم!. المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وقياداتها الفاشلة والمترددة والجشعة والمريضة، تشارك جميعاً في انهيار الوطن وتدمير المواطن، وتتسبب في معاناة الشعب اليمني، ولا تُحسن سوى خلق مزيد من المعاناة للشعب!. هذه المعاناة لم تقف عند مصادرة الحقوق والحريات، أو نهب الثروات، أو سرق الوظائف والأجور، بل تعدى ذلك إلى تفكيك مؤسسات الدولة وضرب البنية التحتية المتواضعة، ووضع البلاد تحت هيمنة القوى الإقليمية والدولية، ومحاصرة المواطن اليمني حتى في الحصول على الحد الأدنى للبقاء على الحياة!. الصادم في هذا المشهد أن هذه القيادات الهجينة العفنة تمارس هذا الفعل تحت مظلة الديمقراطية وبحماية قوى إقليمية ودولية، في الوقت الذي كان يمكن ولا يزال أن توجه هذه الأموال الباهضة إلى الأنشطة التنموية التي تعود بالنفع على المواطن، وتوفر الأمن والأمان!. خاصة إذا علمنا أنه بحسبة بسيطة فقط لتكاليف الحواجز الاسمنتية المنتشرة في كل مكان كان بالإمكان بناء مئات المدن للشباب، وبناء المدارس والمعاهد والجامعات، والمراكز الطبية والمستشفيات، والحدائق والطرقات، وإنارة المدن والقرى!. ما نود التأكيد عليه أن الأمن الوهمي الذي تنسجه هذه القيادات المتخلفة لا يتم ببناء الأسوار والحواجز، أو بأغلاق الشوارع وانتشار المليشيات، بل يتوفر الأمن الحقيقي ببناء الإنسان واحترام آدميته، والحفاظ على حقوقه وحريته، والحرص على عدالة الأجور والمرتبات، والاهتمام بالتعليم والصحة العامة، وبناء المؤسسات، وإحداث التنمية المستدامة!... يقول المثل الشعبي "وظلم ذوي القرباء أشدٌ مضاضةً"!. "فهل من مدٌكِر؟!!".