تواصلت الاشتباكات أمس الاثنين بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة ومليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في عدد من الجبهات بمحافظة تعزجنوب غرب البلاد. وقال مصدر ميداني إن 11 مسلحاً حوثياً قتلوا وجرح العشرات خلال المواجهات التي شهدتها جبهات القتال أمس، ونتيجة لقصف مقاتلات التحالف مواقع الانقلابيين. وشهدت عدد من المناطق في الجبهة الغربية، مواجهات عنيفة بين المقاومة والحوثيين في منطقة الضباب استمرت حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء. وتمكن مقاتلو المقاومة الشعبية من تطهير حديقة الصالح وتبة الخزان فيما دارت اشتباكات في تبة الكامل القريبة من نقطة الهنجر أسفل حدائق الصالح بمنطقة الضباب غرب المدينة. وحاولت مليشيات الحوثي وصالح، السيطرة على خط الضباب- المدخل الجنوبي للمدينة والذي يربط بين مدينه تعز ومدينه التربة- إلا أن مصادر عسكرية أكدت تمكن المقاومة الشعبية في تعز من استعادة السيطرة على مواقع مهمة في الضباب غرب المدينة وفتح الخط الواصل بين مدينة تعز والتربة. وأفادت المصادر أن مقاتلي المقاومة استعادوا السيطرة على "نقطه الهنجر" و"تبة الخزان" و"المقبابة" وطردت مليشيات الحوثي من هذه المناطق والتي تشكل خطراً على خط الضباب. وأشارت المصادر إلى مقتل نجل القيادي في المقاومة عارف جامل ويدعى "محمد" في مواجهات الضباب التي تتواجد فيه قيادات المقاومة دون وجود قيادات عسكرية. وقصفت مدفعية المقاومة مواقع المليشيات الانقلابية في "جبل هان" بالربيعي غرب المدينة من أكثر من اتجاه وفقاً لمصادر ميدانية. وبحسب المصادر فقد دفعت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بتعزيزات كبيرة إلى منطقة الضباب وتقدم قائد المقاومة الشيخ/ حمود المخلافي ومعه القيادي/ عبده حمود الصغير، مجاميع من المقاومة الشعبية لاستعادة المنطقة. وخلال المواجهات في جبهة الضباب استشهد المصور الصحفي/ محمد اليمني وأصيب 4 صحفيين آخرين. وكشف مصور قناة الجزيرة "نائف الوافي" الذي أصيب في الجبهة، عن الهدف الذي اجتمع من أجله الصحفيون وخرجوا لتحقيقه ومعهم مصور المقاومة "محمد اليمني" الذي استشهد في نفس الجبهة. وقال- في منشور له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"-: خرجنا إعلاميين ومصورين بكاميراتنا، ونعرف أن مدينة تعز ينقصها الآليات العسكرية والدعم من قبل الحكومة الشرعية والتحالف فلا نريد أن نكون مقصرين معها إعلامياً وأصرينا جميعا على الخروج إلى الضباب لنغطي الأحداث ولكي لا يتم حصار المدينة وحصارنا من جديد فلا تتحمل تعز أكثر مما سبق. وتابع بالقول "استشهد زميلنا محمد اليمني وأصيب أربعة إعلاميين ونجا أكثر من خمسة في منطقة الضباب حيث تحاول المليشيات الحوثية فرض الحصار من جديد". وفي الغضون قصفت مليشيا الحوثي المتمركزة في تبة "سوفتيل" شرق المدينة منزل علي صالح الذي تسيطر عليه المقاومة ومحيطه بقذائف الدبابات . وواصلت مليشيا الحوثي وصالح حشد تعزيزات عناصرها وآلياتها إلى محيط المدينة من مفرق الذكرة باتجاه شارع الستين؛ في محاولة للسيطرة على تسارع الانهيارات التي تحدث في صفوفها . وأفادت مصادر بأن تبادلاً لإطلاق النار جرى بين رجال المقاومة- مسنودين الجيش الوطني ومليشيا الحوثي وصالح- في أطراف حي الزنوج وشمال سوق عصيفرة شمال المدينة. وواصلت مليشيا الحوثي وصالح قصفها على الأحياء السكنية بتعز، ما أدى الى سقوط شهيدين وجرح 16 من المدنيين؛ جراء القصف. إلى ذلك- وتزامناً مع الذكرى الأولى لاقتحام مدينة تعز من قبل المليشيات الانقلابية- نظمت قافلة التحدي وقفة احتجاجية تحت شعار (تعز المقاومة والصمود.. انتصار لمخرجات الحوار). وعبرت الوقفة عن معاناة تعز جراء الحرب المفروضة عليها وعن دعمها للمقاومة في الدفاع عن المدينة والانتصار لقيم الحوار. وصادفت الوقفة- التي أقيمت صباح أمس وسط شارع جمال- عيد الأم والذي عبرت الوقفة بمناسبته عن تقديرها لأمهات الشهداء. وصدر عن الوقفة بيان أكد على أن ما أقدم عليه الحوثيون وصالح هو انقلاب على شرعية ارتضاها اليمنيون بمحض إرادتهم ؛ مشيراً إلى أن الانتصار للشرعية هو انتصار للوطن في مقابل مشروع المليشيات الذي يسعى الى تدمير الوطن و تفكيك الأواصر و تمزيق النسبج الوطني.