إحصائيات منظمات دولية عاملة في اليمن أظهرت أرقام تنذر ناقوس الخطر عن الوضع الإنساني المتردي في اليمن، لتعود بذلك التحذيرات من الأزمة الإنسانية في البلد إلى الواجهة من جديد.. يشير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إلى تزايد احتياجات الأشخاص المعرضين للخطر في خضم الحرب الدائرة في البلد منذ قرابة العامين.. فالملايين من الناس في اليمن بحاجة إلى مساعدة لضمان بقائهم على قيد الحياة. إذ يعاني ما يقدر ب 14.4 مليونا من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك 7.6 ملايين من انعدام الأمن الغذائي الحاد.. وفي حين يفتقر 19.3 مليونا إلى سبل الوصول إلى المياه النظيفة أو الرعاية الصحية، يعاني ما يقرب من 320 ألف طفل من سوء التغذية الحاد. تؤكد الأممالمتحدة أن الوضع الإنساني باليمن تدهور بشكل خطير. وحذر مسئول أممي من تفاقم الوضع الإنساني لضعف اهتمام المجتمع الدولي بأزمته.. واقع صادم وأشار مدير العمليات في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) جون كينغ إلى أنه لم يتم توفير سوى 16% من قيمة المساعدات المطلوبة والتي تقدر ب1.8 مليار دولار. ودعا المسئول الأممي الدول والمؤسسات المانحة لسرعة المساهمة في النداء الإنساني الأممي لاستكمال المبلغ المذكور، لضمان تغطية الأنشطة الإنسانية للمنظمة الدولية في اليمن خلال العام الجاري. وقال المتحدث إن المبلغ المذكور (1.8 مليار دولار) مخصص لتغطية حاجات 13 مليون يمني، واصفا مستوى التجاوب مع النداء بأنه "متدن إلى حد صادم". وأضاف جون كينغ- العائد من مهمة استمرت ثلاثة أيام في اليمن مع ممثلين لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي- إن الوضع الإنساني تدهور بشكل خطير. وزاد المسئول الأممي أن 7.6 ملايين يمني يعانون من خلل وصفه بالخطير في الأمن الغذائي وهو قريب من المجاعة، وأن 2.5 مليون آخرين نزحوا جراء الأزمة منذ يناير/كانون الثاني 2014.. موضحا أن الناس يموتون في اليمن الآن بسبب أمراض يمكن الوقاية منها لأن أدويتها غير متاحة لهم، أو بسبب محدودية توافر تلك الأدوية. انهيار متسارع تقرير مكتب الشئون الإنسانية الأممي حذر من انهيار الخدمات الأساسية في اليمن بشكل متسارع؛ حيث توقفت خدمات التخلص من النفايات في عدة مناطق، بسبب التأثير المباشر للنزاع ونقص الأموال لدفع الرواتب أو الحفاظ على الخدمات. يقول مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن شركاء الأممالمتحدة يقدرون أن 14.1 مليون شخص لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من الرعاية الصحية.. وفيما أفاد بأن ثلاثة ملايين طفل وكذلك الحوامل والمرضعات بحاجة إلى علاج من سوء التغذية أو إلى الخدمات الوقائية. لفت "اوتشا" إلى أن 1.8 مليون طفل خارج المدارس منذ منتصف مارس/آذار. وفيما يتعلق بآثار التشرد، يقدر شركاء الأممالمتحدة للإغاثة أن 2.3 مليون شخص نزحوا حاليا في اليمن – نصفهم في محافظاتعدن وتعز وحجة والضالع فيما فر 121 ألف شخص إلى خارج البلاد. وتشير تقديرات "أوتشا" إلى أن نحو 2.7 مليون شخص يحتاجون الآن إلى الدعم لتأمين لوازم الإيواء أو المستلزمات المنزلية الأساسية، بما في ذلك المشردون داخليا والأسر المضيفة الضعيفة. ويقول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن النازحين يَحتَمون حاليا في 260 مدرسة، متسببين بذلك في منع 13 ألف طفل من الحصول على التعليم. أزمات متعددة فيما توضح منظمة اليونيسف أن أكثر من مليون ونصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية العام، وأن 370,000 طفل منهم على الأقل يعانون من سوء التغذية الحاد، الذي قد يعرضهم للوفاة. وأشارت إحصائيات خاصة فيما يتعلق بالأطفال إلى 1.800 مليون طفل يعانون من سواء التغذية 2.500 مليون نازح من بينهم أطفال. أطفال يعيشون في ظروف صعبة، في ظل أزمات متعددة ومن ويلات الحرب، التي خدشت براءة أطفالنا، وجعلت من الأطفال وقودا للحرب.. إضافة إلى انتهاك حقوقهم، وممارسة العنف ضدهم، منهم من تم استغلالهم والزج بهم في المشاركة في الحرب قسريا.. وكذا ظاهرة خطف الأطفال تعسفيا، وبدون سبب، ناهيك عن قتل الآلاف منهم بغير حق، تلك معاناة أطفال اليمن لم تقتصر على ذلك. بل أضافت الحرب معاناة عديدة منها ويلات النزوح والمرض "سوء التغذية" وحرمان من التعليم، ومن مشكلات نفسية، وضحايا الألغام.. مخاطر كارثية وفيما تشير التقديرات إلى وفاة أكثر من 10ألاف طفل يمني بسبب الالتهاب الرئوي والإسهال، تكشف الإحصاءات عن 5 ملايين طفل يمني معرضون لأخطار صحية جراء الحرب الدائرة في البلد.. وتتصاعد التحذيرات من كارثة تتزايد حدتها في اليمن يوما تلو الأخر، وأعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" أن أكثر من 5 ملايين طفل يمني معرضون لأخطار صحية، مشددة على أن النظام الصحي في اليمن بحاجة "للوقوف على قدميه" بأسرع ما يمكن. وأوضحت المنظمة، في تقرير حديث صدر نهاية الأسبوع المنصرم في جنيف، أن ما يصل إلى 2.5 مليون معرضون لخطر الإصابة بالإسهال.. وأشارت إلى أن ما يصل إلى 1.3 مليون معرضون لخطر التهابات الجهاز التنفسي الحادة.. إضافة إلى 1.5 مليون طفل يعانون من سوء التغذية و 370 ألفا يعانون من سوء التغذية الحاد. وقال تقرير دولي إنه خلال السنة والنصف الماضية وحدها، وبسبب تدهور الخدمات الصحية، توفي أكثر من 10 آلاف طفل في اليمن جراء أمراض يمكن الوقاية منها مثل الإسهال والالتهاب الرئوي. وقال كريستوف بوليراك، المتحدث باسم اليونيسف: نشير إلى أنه خلال السنة والنصف الماضية وحدها، وبسبب تدهور الخدمات الصحية، توفي أكثر من 10 آلاف طفل جراء أمراض يمكن الوقاية منها مثل الإسهال والالتهاب الرئوي.