أعلن الجيش التركي أمس السبت مقتل 46 مسلحا من تنظيم الدولة الإسلامية وإصابة 16 آخرين شمال سوريا، في إطار عملية "درع الفرات" التي أطلقها في المنطقة منذ أشهر لمساندة الجيش السوري الحر. وأكد الجيش التركي في بيان أن "قوات درع الفرات قصفت بالأسلحة الثقيلة 318 هدفا لتنظيم الدولة بريف محافظة حلب السورية"، كما نفذت مقاتلات تركية غارات جوية استهدفت 21 هدفا للتنظيم في مدينة الباب وقريتي بزاغة وقباسين، بريف حلب. وأوضح البيان أن الغارات الجوية أسفرت عن مقتل 46 مسلحا من التنظيم وإصابة 16 آخرين، فضلا عن تدمير عدد من الآليات المسلحة التابعة للتنظيم. وأشار الجيش التركي في بيانه إلى أن"فصائل المعارضة السورية المشاركة في درع الفرات تمكنت من السيطرة على 227 منطقة مأهولة بالسكان منذ انطلاق العملية". وأطلق الجيش التركي في شهر أغسطس/آب الماضي عملية "درع الفرات" بالتنسيق مع التحالف الدولي لدعم قوات الجيش السوري الحر، وإخراج تنظيم الدولة والتنظيمات المسلحة الأخرى التي تستهدف تركيا من المناطق الحدودية. وكانت قيادة الأركان التركية قد أعلنت أمس الأول في بيان مقتل خمسة جنود أتراك وإصابة تسعة في انفجار سيارة ملغمة نفذه تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة السفلانية قرب مدينة الباب شمالي سوريا. وأكد البيان أيضا أن 23 من مقاتلي تنظيم الدولة قُتلوا وتم تدمير 224 هدفا للتنظيم في قصف مدفعي وجوي نفذته القوات التركية على مواقع في شمال سوريا، مشيرا إلى أن الجيش السوري الحر -المدعوم برا وجوا من القوات التركية- يواصل التقدم في مدينة الباب. إلى ذلك فقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن قوات التحالف تمكنت من قتل اكثر من 100 عنصر للقاعدة في غارات جوية نفذتها فوق سوريا، منذ مطلع يناير الجاري. وقال بيان (البنتاغون)، أمس الأول، أن الطيران الأمريكي "نفذ غارة جوية محددة في 19 يناير/ كانون الثاني ضد معسكر تدريبي للقاعدة في محافظة أدلب بسوريا". واشار أن الغارة قد "تمكنت من قتل أكثر من 100 مقاتل للقاعدة". وأضاف أن استهداف معسكر شيخ سليمان، الذي صار مركزاً لتدريب عناصر القاعدة منذ عام 2013 على الاقل "سيقطع العمليات التدريبية للقاعدة ويثبط الجماعات الإسلامية وجماعات المعارضة السورية من الإنضمام او التعاون مع القاعدة في ساحات القتال". وكشف البيان أن هجمات سابقة لطائرات التحالف تمكنت من قتل 150 من عناصر القاعدة منذ مطلع يناير/ كانون الثاني الجاري . وفي سياق أخر أفادت مصادر إعلامية بأن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب عشرات، بينهم أطفال ونساء، لدى انفجار سيارة ملغمة صباح أمس السبت في مخيم الركبان للاجئين الواقع في سوريا على الحدود مع الأردن. وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إن أربعة عشر من مصابي انفجار الركبان أدخلوا إلى الأراضي الأردنية لتلقي العلاج. وكان مخيم الركبان شهد تفجيرات عدة في وقت سابق، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها. وعلى صعيد منفصل قال متحدث باسم الكرملين إن موقف إيران يساهم في تعقيد محادثات السلام السورية في أستانا، مؤكدا ترحيب روسيا بمشاركة الولاياتالمتحدة فيها لكنه استبعد أن تسفر عن أي اتفاق، بينما أعلن وفد المعارضة السورية العسكري أنه بحث مع وفد روسي في أنقرة أجندة المحادثات. وأفاد متحدث باسم الكرملين بأن موقف إيران يساهم في تعقيد محادثات أستانا، مضيفا أن موسكو ترحب بمشاركة الولاياتالمتحدة وأنه لا يمكن حل الأزمة السورية من دون مشاركة واشنطن. وأشار المتحدث إلى أن من غير المرجح الوصول لأي اتفاق بشأن سوريا، بسبب العدد الكبير من الأطراف المشاركة في صياغة التسوية، بحسب رأيه. وحصلت بعض وسائل الإعلام على قائمة تضم أعضاء وفد المعارضة، وهم 14 شخصا يمثلون أهم الفصائل العسكرية التي وافقت على المشاركة، وعلى رأسهم ممثل جيش الإسلام محمد علوش وممثلون عن الجبهة الجنوبية وفيلق الشام وصقور الشام وأجناد الشام وتجمع فاستقم والجبهة الشامية، وغيرهم. وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وفد المعارضة أسامة أبو زيد إنهم بحثوا مع وفد روسي كيفية خروج لقاء أستانا بحل سلمي في سوريا، استنادا إلى بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254، مؤكدا على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار وتوثيق خروق النظام وإيران والمليشيات التابعة لهما، وعلى رأسها مليشيا حزب الله اللبناني. وأضاف أن وفد المعارضة قدم مبادرة لإعادة تثبيت الهدنة في وادي بردى غربي دمشق، داعيا الروس للقيام بالتزاماتهم وتحمّل مسؤولياتهم بالوقوف على حقيقة ما يجري في وادي بردى وبقية المناطق المهددة. وقد تعهد الجانب الروسي برفع هذه المطالب إلى القيادة في موسكو. من جهة أخرى، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي أوروبي قوله إن هناك قلقا حقيقيا لدى المعارضة السياسية من "أن ينجر ممثلو الفصائل المعارضة غير المعتادين على هذا النوع من المفاوضات الدولية، إلى حل سياسي لصالح النظام". ورأى الباحث في معهد الدراسات الشرقية في موسكو، بوريس دولغوف، أن نجاح أو فشل مؤتمر أستانا ليس مقررا سلفا، مضيفا "إذا حصل تقدم فأعتقد أن جزءا من المعارضة المسلحة سيشارك في مفاوضات جنيف المقبلة.. إلا أن عملية السلام برمتها تبقى هشة جدا".