طالبت الرئاسة الفلسطينية أمس الأربعاء بتدخل أمريكي لوقف حملات “التصعيد” الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية. وندد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان له ب”الحملة الاستيطانية الشرسة التي تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلية متحدية بذلك قرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي”. وقال أبو ردينة “إننا بدأنا مشاورات عاجلة من أجل دراسة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الحملة الاستيطانية”. وطالب الناطق باسم الرئاسة الإدارة الأمريكية ب”ضرورة لجم هذه السياسة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية والتي من شأنها تدمير عملية السلام”. كما نددت حكومة الوفاق الفلسطينية ب “تصعيد إسرائيل الشامل ضد الشعب الفلسطيني وأرضه خاصة التصعيد الاستيطاني الأخير”، معتبرة أنه “يوضح مدى خطورة ما تقدم عليه إسرائيل وخياراتها بدعم العنف والتوتر”. وحملت الحكومة، في بيان للناطق باسمها يوسف المحمود، إسرائيل “كامل المسؤولية عن تصعيدها، والجهات الدولية ذات الصلة المسؤولية عن صمتها وعدم تحركها لوقف هذا التحدي السافر لكافة القوانين والشرائع الدولية”. وأعلنت إسرائيل أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان صادقا الليلة الماضية على بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية. وكان الفلسطينيون اشتكوا قبل هذا القرار من إعلان إسرائيل منذ مطلع العام الحالي عن بناء أكثر من 3200 وحدة استيطانية في أنحاء الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدس. من جانبها حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني أمس الاربعاء من ان اعلان اسرائيل الاخير عن بناء وحدات استيطانية جديدة يمكن ان يجعل حل الدولتين “مستحيلا”. وقالت ان الاعلان عن بناء 3000 وحدة استيطانية جديدة “يعد توجها مقلقا للغاية ويشكل تحديا مباشرا لفرص التوصل الى حل على اساس دولتين قابلتين للحياة، وهو امر يزداد صعوبة ويمكن ان يصبح مستحيلا”. واضافت ان الاتحاد الاوروبي “ياسف بشدة لمضي اسرائيل قدما في هذا، رغم المخاوف والاعتراضات الدولية الجدية المستمرة التي تثار على كل المستويات”. وتعتبر الاممالمتحدة كل المستوطنات في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة غير قانونية الا ان اسرائيل تفرق بين المستوطنات التي توافق عليها وتلك التي تقام عشوائيا. حماس تدعو لمواجهة الاستيطان إلى ذلك دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفصائل الفلسطينية إلى تبني إستراتيجية وطنية ترتكز على برنامج المقاومة لمواجهة تغول حكومة الاحتلال وعدوانها على الأرض والمقدسات والتوسع الاستيطاني الخطير. وطالب الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع في بيان صحفي السلطة الفلسطينية بالكف عن ملاحقة المقاومين، وإطلاق العنان للمقاومة بكافة أشكالها في الضفة الغربية للتصدي لجرائم الاحتلال ومواجهة الاستيطان. ووصفت الحركة قرار بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة بالتصعيد الإسرائيلي الخطير الذي يرمي إلى فرض واقع ديمغرافي جديد يمكّن الاحتلال الإسرائيلي من استكمال سياساته العنصرية، "لتثبيت أركان الدولة اليهودية المتطرفة"، وقالت إن القرار لا يشكل خطرا كبيرا على فلسطين وحدها، بل على الإقليم برمته. وفي ذات السياق أعلنت إسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء أنها وافقت على بناء ثلاثة آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة، وهو الإعلان الرابع من نوعه خلال أقل من أسبوعين منذ تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان أن “وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قررا الموافقة على بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية جديدة في يهودا والسامرة”، وهو الاسم الاستيطاني للضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967. ومنذ 20 كانون الثاني/ يناير وتنصيب ترامب، أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لبناء 566 وحدة سكنية في ثلاثة أحياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة، وأعلنت أنها ستبني 2502 وحدة استيطانية في الضفة الغربية. ويوم الخميس الماضي، منحت بلدية القدس الإسرائيلية موافقتها النهائية على بناء 153 وحدة استيطانية في حي جيلو الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة، التي كانت مجمدة بسبب ضغوط من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وتعكس هذه الاعلانات رغبة الحكومة في اغتنام فترة حكم الجمهوري دونالد ترامب بعد ثماني سنوات من إدارة باراك أوباما التي عارضت الاستيطان. وتبنى مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي في اخر أيام إدارة اوباما قرارا يطالب اسرائيل بوقف الاستيطان فورا بتاييد 14 من الدول الاعضاء وامتناع الولاياتالمتحدة عن التصويت للمرة الاولى منذ 1979.