قتل مدنيون بقصف مكثف يشنه النظام السوري على مناطق المعارضة في حمص وريفها، واستهدف مدينة دوما بريف دمشق التي تعرضت أيضا لغارات روسية، في حملة وصفها المدنيون بأنها غير مسبوقة وانتقامية عقب تفجيرات حمص، حيث قتل أمس الأول العشرات من ضباط النظام وجنوده. واستخدمت روسيا في قصف ريف دمشق قنابل النابالم المحرمة دوليا ضد المدنيين. وقالت مصادر إعلامية إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب عشرات آخرون جراء غارات شنتها طائرات النظام على منازل المدنيين في حي الوعر المحاصر بمدينة حمص. وأضافت أن القصف أسفر أيضا عن دمار لحق بالممتلكات، وأن قصف قوات النظام على الحي لم يهدأ منذ أمس الأول بعد هجمات المعارضة على أفرع النظام الأمنية في المدينة. وأفادت مصادر مطلعة من ريف حمص الشمالي بأن النقاط الطبية في حمص باتت عاجزة عن تقديم العلاج للمصابين الذين يزيد عددهم على 150، مشيرا إلى أن الأهالي يطالبون الأممالمتحدة بالتدخل. ولفت النظر إلى أن النظام يستخدم قنابل شديدة الانفجار تلقى بالمظلات، وتسببت إحداها بحفرة عمقها ثلاثين مترا في أحد شوارع حي الوعر المحاصر. وفي ريف حمص الشمالي شنت قوات النظام قصفا مكثفا على عدة مدن وبلدات في المنطقة مثل الحولة وعقرب والغنطو. وفي ريف دمشق أفادت مصادر إعلامية بمقتل شخص وإصابة آخرين جراء غارات روسية بقنابل النابالم الحارقة على الأحياء السكنية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق. كما أدى القصف إلى اندلاع حرائق كبيرة ووقوع أضرار في المباني والممتلكات. وأضافت أن قوات النظام شنت قصفا صاروخيا ومدفعيا على أحياء سكنية في مدينة حرستا. من جهتها، قالت المعارضة المسلحة إنها تصدت لهجوم على بساتين حي برزة وقتلت سبعة من قوات النظام ودمرت دبابة تابعة لها. ويأتي هذا القصف العنيف عقب تفجيرين متزامنين في حمص أمس الأول استهدف أحدهما فرع الأمن العسكري، فيما استهدف الآخر فرع أمن الدولة، وتبنتهما هيئة تحرير الشام وأديا لمقتل العشرات من ضباط وجنود النظام، بينهم ضابطان كبيران. وفي ريف حلب الشرقي، قالت وكالة سانا إن قوات النظام سيطرت مع من وصفتها بالقوات الرديفة على بلدة تادف جنوب مدينة الباب بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة. وبذلك تكون قوات النظام قد زادت من مساحة التماس المباشر بينها وبين الجيش الحر التابع للمعارضة المسلحة، الذي سيطر قبل أيام على مدينة الباب أهم معاقل تنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي. إلى ذلك تسود حالة ترقب أروقة الوفود السورية المفاوضة في جنيف بعدما اقترح المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تشكيل فرق لملفات الإدارة والدستور والانتخابات، وترك مسائل الإرهاب لمفاوضات أستانا، ويواصل دي ميستورا مباحثاته المكوكية بينما يعقد وفد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعا مغلقا لبحث مقترحات المبعوث الأممي والرد عليها. ويعقد المبعوث الأممي في اليوم الرابع من الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف جلسة مباحثات بعد ظهر أمس الأحد مع وفد المعارضة السورية الذي يمثل منصة القاهرة، وسيبحث دي ميستورا مع منصة القاهرة الأمور الإجرائية المتعلقة بالمفاوضات بما فيها تشكيلة وفد المعارضة السورية. من جانب آخر، يعقد وفد الهيئة العليا للمفاوضات اجتماعا مغلقا في مقر إقامته بجنيف لبحث الورقتين المقدمتين من دي ميستورا المتعلقتين بإطار مفاوضات جنيف. ومن المتوقع أن يعلن وفد الهيئة ملاحظاته ومواقفه من هاتين الورقتين في نهاية اجتماع أمس الأحد. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المتحدث الإعلامي باسم وفد المعارضة السورية وائل علوان أن مناخ المحادثات لا يدعو بشكل عام للتفاؤل. وشدد على أن المعارضة تصر على أنه "لا يمكن أن يكون هناك دور للمجرمين في مستقبل سوريا". وحصلت وسائل إعلامية على ورقة المقترحات لمفاوضات سوريا، وتتضمن تشكيل ثلاث فرق عمل خاصة بملفات الإدارة والدستور والانتخابات التي نص عليها القرار 2254. وتشير الوثيقة إلى أن المبعوث الأممي اقترح ترك مسائل مكافحة الإرهاب والالتزام بوقف إطلاق النار لمفاوضات أستانا، واعتماد معادلة "لا اتفاق على شيء ما لم يتم الاتفاق على جميع الأمور". كما تتضمن مقترحات دي ميستورا -بحسب مصدر في أحد الوفود المشاركة في مفاوضات جنيف السورية- تأكيده دعم المحاولات للتوحيد والانفتاح على مفاوضات مباشرة، كما اقترح المبعوث بندا ينص عن قواعد الانضباط التي تضمن سرية المفاوضات وعدم الكشف عن تفاصيلها والاحترام المتبادل. ورغم أن دي ميستورا قال إنه لا يتوقع أي انفراجة سريعة فإنه دعا إلى عدم السماح "لأعمال العنف" بأن تعرقل أي تقدم هش كما حدث مرارا في الماضي.