قصفت طائرة مجهولة مقرا للهلال الأحمر السوري في مدينة إدلب شمالي سوريا مخلفة جرحى، في حين يواصل تنظيم الدولة الإسلامية هجوما على مواقع قوات النظام السوري قرب مطار الضمير العسكري شمال شرق دمشق. فقد تعرض فندق "كارلتون-إدلب" الليلة الماضية لقصف جوي لم يعرف مصدره، لكن ناشطين رجحوا أن يكون طيران التحالف الدولي هو من نفذه. وأصيب في الغارة عدد من متطوعي الهلال الأحمر السوري بينهم رئيس فرع المنظمة في إدلب، وتتخذ المنظمة من الفندق مقرا لها، كما ألحق القصف دمارا كبيرا بمبنى الفندق الذي يعد معلما سياحيا في المدينة. وفي تطورات أخرى، أفاد ناشطون بأن طائرات حربية سورية أغارت أمس الأربعاء على أحياء سكنية في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي. وفي الوقت نفسه قصفت قوات النظام السوري بالمدافع والصواريخ أحياء بمدينة حرستا في الغوطة الشرقية، كما استهدف القصف أطراف بلدتي المحمدية وبيت نايم، وفق لجان التنسيق المحلية، ويأتي القصف وسط محاولات مستمرة من قوات النظام لاقتحام مناطق المعارضة في الغوطة الشرقية. وتواصل قوات النظام تدعمها مليشيات موالية لإيران هجماتها في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى رغم الهدنة السارية منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي برعاية روسيا وتركيا. وفي دير الزور شرقي سوريا شن الطيران الحربي السوري أمس الاربعاء غارات على حيي العمال والحويقة وعلى محيط دوار البانوراما، وتستهدف الغارات صد محاولة تنظيم الدولة التقدم في محيط المطار العسكري والأجزاء المتبقية بيد قوات النظام داخل المدينة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر عسكري أن الجيش السوري انسحب الليلة الماضية من معمل إسمنت البادية في منطقة الضمير (50 كيلومترا تقريبا شمال شرق دمشق) إلى مطار الضمير العسكري إثر هجوم جديد شنه مقاتلو تنظيم الدولة. وأضاف المصدر أن الجيش شن بعد ذلك هجوما مضادا تمكن على إثره من استعادة قرية أم الرمان شرق مدينة الضمير، وأقر المصدر السوري بمقتل 17 جنديا نظاميا في الهجوم الذي يشنه التنظيم منذ أيام بالمنطقة، وتمكن خلاله من السيطرة على مواقع في محيط المطار العسكري. من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الآلية الثلاثية التي أنشأتها روسيا وتركيا وإيران لمراقبة الهدنة في سوريا بدأت العمل، كما انتقد الفكرة الأميركية المتعلقة بالمناطق الآمنة في سوريا. وأضاف لافروف -في كلمته أمام منتدى التعاون الروسي العربي، الذي انطلق أمس الأربعاء في العاصمة الإماراتيةأبوظبي- أن نظام وقف إطلاق النار في سوريا "صامد" بشكل عام. وذكر لافروف أن الآلية الثلاثية التي أنشأتها كل من روسيا وتركيا وإيران للرقابة على تطبيق الهدنة في سوريا "بدأت بالرقابة على تطبيق نظام وقف إطلاق النار" في سوريا. ولم يحدد الوزير الروسي توقيت بدء العمل بهذه الآلية التي جاء الإعلان عنها قبل أسبوع، في البيان الختامي لمباحثات أستانا حول سوريا، لمراقبة وقف إطلاق النار الجزئي الساري في سوريا منذ الثالثين من ديسمبر/كانون الأول الماضي. من جهة أخرى، انتقد وزير الخارجية الروسي فكرة الولاياتالمتحدة المتعلقة بإنشاء مناطق آمنة في سوريا، مشيرا إلى أن تجربة هذه المناطق في وقت سابق في ليبيا كانت نتائجها مأساوية. وأعرب خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان عن رغبة بلاده في مناقشة سبل إنشاء هذه المناطق وجدواها مع الولاياتالمتحدة إذا قامت واشنطن بصياغة تفاصيل هذه الفكرة واتضاح معالمها. من جانبه، قال وزير خارجية الإمارات إن فكرة إقامة مناطق آمنة في سوريا ستكون موضع ترحيب إذا كانت مؤقتة ولأغراض إنسانية تحت إشراف دولي، لكنه رأى أنه لا بد من سماع مزيد من التفاصيل من الإدارة الأميركية قبل تأييد هذه الفكرة. وفي سياق أخر انتقدت المعارضة السورية تصريح المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا أمس الأول بأنه سيشكل وفدا للمعارضة إلى مفاوضات جنيف إذا لم تقم هي بذلك، مؤكدة أن ذلك "غير مقبول"، و"ليس من اختصاصه"، بينما اتهمه البعض بالعمالة لإيرانوروسيا. وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب في تغريدة على تويتر إن "تحديد وفد المعارضة السورية ليس من اختصاص دي ميستورا"، مبينا أن أهم ما يجب أن ينشغل به الموفد الأممي هو تحديد أجندة المفاوضات وفق بيان جنيف. من جهته، رأى المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط في بيان أن تصريح دي ميستورا "أمر غير مقبول"، وتساءل المسلط "هل يستطيع السيد دي ميستورا التدخل في تشكيل وفد النظام؟" كما رأى المتحدث أن إعلان دي ميستورا تأجيل مفاوضات جنيف إلى العشرين من فبراير/شباط المقبل "ليس من مصلحة الشعب السوري"، مشيرا إلى أن قرار التأجيل جاء "تلبية لطلب حلفاء النظام" وليس لعدم جاهزية ممثلي الوفد المعارض. أما رئيس وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف السابقة أسعد الزعبي فقال في موقع تويتر إنه سبق واتهم دي ميستورا بأنه "ابن إيران وناطق باسم المرشد العام للثورة علي خامنئي، ثم ناطق باسم وزير الخارجية الروسي سيرغي، وإنهم طالبوا بتبديله وعدم التعامل معه". وأضاف في تغريدة ثانية أن دي ميستورا عجز عن رد إهانة رئيس وفد النظام بشار الجعفري له في مجلس الأمن، ثم تطاول على رجال الثورة، ولا بد من إقالته من الملف السوري، حسب تعبيره. إلى ذلك زادت موجة الصقيع التي ضربت مناطق عدة في سوريا من معاناة سكان المخيمات والتجمعات في محافظة القنيطرة (جنوب البلاد)، حيث اقتلعت رياح شديدة بعض الخيام، كما يعيش ريف المحافظة الشمالي عزلة تامة إثر إغلاق الطريق الوحيدة المؤدية إليه بسبب تراكم الثلوج وقصف النظام. وضربت مؤخرا عاصفة ثلجية قرى وبلدات ريف القنيطرة، الذي تنتشر فيه المخيمات على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، لتغطي الثلوج مئات الخيام. ومن بين سكان تلك الخيام علاء وعائلته الذين يقيمون في مخيم بريقة، فهو يعاني منذ تسع سنوات من ورم في الدماغ، وأدى انقطاع العلاج وموجة الصقيع إلى تدهور حالته الصحية كثيرا.