قال ناشطون إن كتائب المعارضة المسلحة في سوريا أحبطت محاولة من قوات النظام للتسلل على محاور عدة شمال غرب حلب، وكبدت المليشيات التابعة للنظام خسائر كبيرة، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي شمل كلا من حمص وحماة ودرعا. كما استهدفت قوات النظام مدينة عندان في ريف حلب الشمالي بقذائف المدفعية الثقيلة. وفي ريف حمص، استهدف قصف بالرشاشات الثقيلة من قبل قوات النظام الأحياء السكنية في بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي. كما شن الطيران الروسي غارات جوية عديدة استهدفت منطقة الباردة ومحيط مدينة تدمر بريف حمص الشرقي. ودارت اشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام في محيط حقل جزل وجحار بريف حمص الشرقي وسط قصف مدفعي متبادل بين الطرفين. وفي حماة، انفجر لغم بسيارة تابعة لهيئة تحرير الشام شمالي قرية سروج شرقي حماة، مما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة آخر بجروح خطيرة. كما شن طيران النظام غارتين استهدفتا مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي. وفي درعا، جدد الطيران المروحي استهدافه بالبراميل المتفجرة أحياء درعا البلد التي تسطير عليها المعارضة. واستهدفت غارة جوية بلدة حزرما في ريف دمشق، كما تعرضت بلدة الزريقية لقصف بصواريخ أرض أرض تسبب في وقوع أضرار جسيمة في الممتلكات. كما شن طيران النظام غارات عدة استهدفت مدينتي عربين وحرستا في الغوطة الشرقية. في الوقت نفسه، شن الطيران الحربي غارة جوية بالصواريخ استهدفت بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي. وفي ريف اللاذقية، استهدفت قوات النظام المتمركزة في مرصد برج البيضاء محاور جبل التركمان بقذائف المدفعية. من جانبه افاد الجيش الروسي أمس الثلاثاء في بيان انه تم إعلان وقف لاطلاق النار حتى 20 آذار/ مارس في الغوطة الشرقية التي تعد من معاقل المعارضة المسلحة في سوريا شرق العاصمة دمشق. واوضح البيان “تم اعلان وقف اطلاق نار اعتبارا من الساعة 00,01 بالتوقيت المحلي من يوم 6 آذار/ مارس حتى الساعة 23,59 بالتوقيت المحلي من يوم 20 آذار/ مارس في الغوطة الشرقية” مضيفا انه لم يسجل “أي خرق” للاتفاق حتى الان. من جهته، اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قصفا استهدف مدن دوما وحرستا في الغوطة الشرقية، وعدة أحياء خاضعة لسيطرة الفصائل في شرق دمشق. في الوقت نفسه، قال مصدر رفيع المستوى لصحيفة “الوطن”، المقربة من الحكومة السورية، انه ليس هناك “اي معلومات” حول اتفاق محتمل للهدنة في الغوطة الشرقية والضواحي الأخرى في شرق العاصمة السورية. والغوطة الشرقية معقل جيش الاسلام خصوصا، أبرز مجموعة معارضة في تلك المنطقة. ومنذ أشهر عدة، تتعرض المنطقة لقصف من الجيش السوري. وعلى صعيد أخر فقد اجتمع رؤساء أركان جيوش تركياوالولاياتالمتحدةوروسيا أمس الثلاثاء سعيا للتنسيق فيما بينهم لتجنب أي تصادم بين قوات الدول الثلاث في سوريا، خاصة في ريف حلب، فضلا عن عملية عسكرية مرتقبة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة شمالي شرقي سوريا. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن رئيس الأركان التركي خلوصي أكار ونظيريه الأميركي فرانسيس دانفورد والروسي فاليري غيراسيموف، التقوا في مدينة أنطاليا جنوبي تركيا، وبحثوا عددا من القضايا الأمنية المتعلقة بالمنطقة، وعلى رأسها الأوضاع في سوريا والعراق. من جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية إن اللقاء الثلاثي في أنطاليا تناول الوضع في سوريا والعراق. ويشن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة حملة عسكرية في البلدين ضد تنظيم الدولة، في حين تنخرط كل من روسياوتركيا في عمليات ضد التنظيم داخل سوريا. وقالت وسائل إعلامية في تركيا نقلا عن مصادر خاصة إن الاجتماع عقد في وقت يتزايد فيه الحديث عن عملية عسكرية لاستعادة الرقة، ويتعقّد الوضع حول مدينة منبج (شرق حلب) التي تريد تركيا إخلاءها من قوات سوريا الديمقراطية. وأضافت أن الجانب التركي حث الروس خلال هذا اللقاء على عدم تكرار "أخطاء" وقعت قبل أشهر، وتمثلت في قصف جوي قتل فيه جنود أتراك قرب مدينة الباب التي استعادتها مؤخرا قوات درع الفرات من تنظيم الدولة. وتابعت أن الأتراك أكدوا مجددا على ضرورة عدم مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري) في عملية متوقعة لاستعادة الرقة. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جيف ديفيس قد أعلن أن الجيش الأميركي نشر عددا صغيرا من قواته داخل مدينة منبج السورية وحولها. وأكد ديفيس أنّ الهدف من هذا التحرك الذي يحصل للمرة الأولى هو ضمان عدم مهاجمة الأطراف المختلفة لبعضها بعضا، وإبقاء التركيز منصبا على قتال تنظيم الدولة، وإعطاء إشارة واضحة لردعه. وبالتزامن مع هذا اللقاء الثلاثي، أعرب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أمس الثلاثاء عن أسف بلاده لاختيار حلفاء تركيا وحدات حماية الشعب الكردية شريكا في الحرب ضد تنظيم الدولة. وكان بن يلدرم صرح أمس الأول بأن بلاده لا تخطط للقيام بحملة عسكرية في مدينة منبج دون التنسيق مع الولاياتالمتحدةوروسيا. وصرح يلدرم "لا فائدة من شن عملية من دون التنسيق مع روسيا وأميركا. المحادثات مستمرة على مستوى تقني وعسكري في هذا الصدد". كما نقلت تركيا عن "مسؤول تركي كبير" قوله إن الولاياتالمتحدة قررت على ما يبدو الاستعانة بمساعدة وحدات حماية الشعب الكردية في حملة لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة، معقله في سوريا، محبطة بذلك طموحات أنقرة.