تخوض قوات المعارضة السورية المسلحة اشتباكات مع قوات النظام على جبهة عين الفيجة بوادي بردى بعد أن كبدته الليلة الماضية خسائر موجعة في الغوطة الشرقية لدمشق، في وقت يواصل طيران النظام والطيران الروسي قصفهما لأهداف بالرقة وريف حلب ودير الزور وحمص، حيث سقط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح. وفي ريف دمشق قال ناشطون إن اشتباكات تدور بين كتائب المعارضة وقوات النظام على جبهة قرية عين الفيجة بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي يستهدف المنطقة. وقال شهود عيان إن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة استهدفت قرية عين الفيجة ومحيطها في وادي بردى غربي دمشق. ويأتي هذا التصعيد بعد أن ألحقت المعارضة السورية المسلحة بقوات النظام خسائر الليلة الماضية وقتلت عميدا في جيش النظام وثمانية جنود على الأقل في تفجير نفق في منطقة حرستا في الغوطة الشرقية لدمشق. وأعقب التفجير قصف مدفعي واشتباكات في محيط إدارة المركبات في مدينة حرستا بريف دمشق. واكتشف مقاتلون من تنظيم اللواء الإسلامي المعارض وجود هذا النفق الذي كانت قوات النظام حفرته في وقت سابق قرب حرستا، فعمدوا إلى تفخيخه ثم فجروه الليلة الماضية مما أدى إلى انفجار عنيف هز المنطقة. وقتل في الانفجار ضباط كبار، إضافة إلى قتل وجرح العشرات من قوات النظام وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى لوجود جرحى بحالات حرجة ووجود معلومات عن مزيد من القتلى. وفي ريف حلب الغربي قتل ثلاثة أشخاص أحدهم طفل في غارات للطائرات الحربية على قرية كفر حلب، وشن الطيران الروسي غارات جوية ليلا استهدفت بلدة معارة الأرتيق في ريف حلب الشمالي. كما استهدف الطيران قريتي الجديدة والبويضة الصغيرة بالريف الجنوبي، وقتل مدني وأصيب آخرون بقصف جوي روسي على قرية أم الكراميل بريف حلب الجنوبي فجر أمس الاربعاء. وفي دير الزور ترددت أنباء عن سقوط قتلى في غارة روسية على حي العمال ومحيط مطار دير الزور جنوب غربي المدينة، حيث شن الطيران الحربي غارات على أحياء الحويقة والرصافة والحميدية. وذكرت تقارير إعلامية أن عشرة أشخاص قتلوا في القصف الجوي على أنحاء المدينة الواقعة شرقي البلاد ليرتفع بذلك عدد القتلى الذين سقطوا هناك إلى 37 قتيلا منذ السبت الماضي. وأعلن برنامج الأغذية العالمي تعليق عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية في مدينة دير الزور شرقي سوريا، نظرا لاشتداد القتال بالمدينة. وفي اللاذقية، استهدفت قوات النظام محاور الثوار في جبل الأكراد بالمدافع الثقيلة، كما استهدفت بالصواريخ وقذائف المدفعية محاور الخضر وتردين في جبل الأكراد بالريف الشمالي. وفي درعا، استهدفت قوات النظام بقذائف عربات الشيلكا بلدة رخم بريف درعا الشرقي، كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في الكتيبة 285 تستهدف أحياء درعا البلد بالقذائف المدفعية. وفي حمص شن الطيران الروسي غارات جوية استهدفت مطار التيفور وعلى محيط المحطة الرابعة بريف حمص الشرقي. من جانبها اعلنت حركة احرار الشام الاسلامية أمس الاربعاء عدم مشاركتها في محادثات استانا المرتقبة الاسبوع المقبل بين ممثلي النظام السوري والفصائل المعارضة في عاصمة كازاخستان. وجاء في بيان صادر عن مجلس شورى الحركة “لقد ترجح عند شورى الحركة، وبعد نقاش طويل جدا الا تشارك الحركة في المؤتمر لعدة اسباب”، بينها “عدم تحقق وقف اطلاق النار” خصوصا في منطقة وادي بردى قرب دمشق واستمرار روسيا، احدى الدول الراعية للمحادثات، قصفها الجوي في سوريا. وتبذل موسكو وطهران، أبرز حلفاء دمشق، مع انقرة الداعمة للمعارضة، جهودا حثيثة لانجاح محادثات استانا بين ممثلي النظام والفصائل المعارضة. وتشارك الفصائل عبر وفد عسكري يرأسه محمد علوش، القيادي في جيش الاسلام، وهو فصيل نافذ قرب دمشق. ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في المعارضة السورية. واكدت حركة احرار الشام أن “برغم هذه القرار اننا سنؤيد الاخوة الذاهبين للمؤتمر ان توصلوا الى نتائج طيبة فيها مصلحة الامة والتخفيف عنها”. وترسل دمشق في المقابل وفدا سياسيا رسميا يترأسه سفير روسيا في الاممالمتحدة بشار الجعفري، بحسب صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية. وتعد هذه المحادثات الاولى التي ستجري برعاية روسية تركية ايرانية بعد استبعاد اي دور لواشنطن التي شكلت مع موسكو الطرفين الضامنين لاتفاقات الهدنة السابقة التي مهدت لجولات المفاوضات بين طرفي النزاع في جنيف.