في إب المحافظة التي لعبت أدواراً وطنية وتاريخية على مدار العقود الماضية وكانت حاضرة في ثورة سبتمبر المجيدة، ينتقم منها أحفاد المشروع الإمامي الكهنوتي ويمعنون تنكيلاً بأهالي المحافظة السبتمبرية ويذيقون أبناءها صنوفاً شتى من الجرائم والانتهاكات الصارخة في ظل رفض شعبي ومجتمعي لمشروع الانقلاب والكهنوت الديني. ويوماً بعد يوم، تواصل مليشيا الحوثي وصالح انتهاكاتها للحقوق والحريات العامة والخاصة وتنكل بالأهالي من أبناء محافظة إب بصورة لم يعرفها الناس في هذه المحافظة والتي كانت معروفة بالسلم والسلام والذي يبدو أنه رحل إلى أجل غير مسمى بحسب الكثير من أبناء المحافظة والذين يرون أن إب تتعرض لانتقام تأريخي ولدور شبابها وقادتها في كل ربوع الوطن والذين يقارعون مشروع الإمامة والانقلاب. وينظر الانقلابيون إلى إب على أنها رقعة جغرافية كغنيمة حرب لهم، ولذا تجد قياداتهم يتسابقون إلى الظفر بخدمة الإشراف عليها حتى يصل بهم حد الصراع والاقتتال وصولاً إلى سفك الدماء فيما بينهم كي يظفروا بمنصب رفيع يتحصلون منه على جبايات وأموال طائلة. 826 جريمة وانتهاكاً المحافظة- التي يتغنى بها الإنقلابيون على أنها محافظة للسلام الزائف- يواصلون فيها مهرجانات السلام الكاذبة بمزيد من الجرائم والانتهاكات التي تطال مواطنيها في كل مكان من المحافظة. وخلال الثلاثة الأشهر الماضية ارتكبت مليشيا الحوثي والرئيس المخلوع صالح (826) انتهاكاً وجريمة مختلفة بحق أبناء المحافظة بحسب تقرير صادر عن وحدة الرصد بالمركز الإعلامي بإب وتنوعت بين القتل والاختطاف والنهب والاقتحام والتفجير والتهجير وجرائم أخرى. 293 جريمة اختطاف وكشف التقرير عن (293) جريمة اختطاف خلال يناير وفبراير ومارس من العام الجاري، ومن بين المختطفين كادر طبي تابع لمنظمة الطبية الدولية، واختطاف ناشطين وطلاب، كما خطفت المليشيا معلمين وموظفين طالبوا بصرف مرتباتهم المتوقفة منذ سبعة أشهر. وزادت وتيرة الاختطافات في شهر فبراير الماضي إذ بلغت 182 جريمة فيما كانت في يناير 79 حالة وفي مارس 32 جريمة قامت بها المليشيا الإنقلابية. ومن بين المختطفين الذين اختطفتهم المليشيات الانقلابية 21 لاجئة صومالية اختطفتهم من مكان لجوئهن في عزلة خولان جنوب شرق مديرية مذيخرة على الحدود الإدارية لمحافظة تعز و أودعتهن إدارة أمن المديرية بطريقة غير إنسانية، وطاقم منظمة الهيئة الطبية الدولية الذين اختطفهم قيادي حوثي لممارسة ابتزاز مالي. ومن تعرض للاختطاف منع عنه زيارة أهاليه والتواصل معهم، بل الغالبية منهم مخفي قسراً وبعضهم يتعرض للتعذيب النفسي والجسدي في سجون المليشيا الخاصة أو تلك السجون التي تسيطر عليها منذ احتلالها للمحافظة منتصف أكتوبر 2014م. 141 جريمة قتل وشروع بالقتل وخلال الثلاثة الأشهر الأولى من العام الجاري ارتكبت المليشيا الإنقلابية جرائم القتل والشروع بالقتل بشكل شبه يومي، إذ كشف التقرير عن 141 جريمة قتل وإصابة توزعت بين 76 جريمة قتل و65 جريحاً. ومن بين القتلى حوادث جسيمة ارتكبها الانقلابيون بحق مدنيين من بينها جريمتا قتل بالدهس، وجرائم قصف عشوائي على قرى في بعدان، فيما سجلت جرائم قتل أخرى بعدد من مديريات المحافظة. وشهد شهر يناير أكبر معدل من تلك الجرائم إذ بلغ عدد القتلى 44، فيما بلغ عدد القتلى في فبراير15 قتيلاً وفي مارس 17 قتيلاً. فيما أصيب 22 شخصاً في يناير ومثلهم في فبراير وفي مارس 21 مصاباً ولا يزال غالبيتهم يتلقى العلاج حتى اللحظة. 59 عملية نهب عمليات النهب والابتزاز والسطو على ممتلكات المواطنين هي الأخرى جرائم لم تستثنها المليشيا بل تزداد بشكل ملحوظ، فقد سجل التقرير ارتكاب المليشيا (59) عمليات نهب طالت ممتلكات عامة وخاصة وتصدر شهر يناير أعلى تلك العمليات إذ كشف التقرير عن 30 عملية نهب وبمعدل حالة يومية بعدد من مديريات المحافظة، فيما سجل في فبراير 19 حالة و10 في مارس المنصرم. ابتزاز عمليات ابتزاز أبناء محافظة إب هي الأخرى كانت حاضرة في التقرير الذي ركز على انتهاكات مليشيا صالح والحوثي والتي تسيطر على إب منذ منتصف أكتوبر 2014م والتي عدها المركز ب(12) حالات ابتزاز ومصادرة أموال، مؤكداً وجود حالات أخرى لم يفصح عنها الأهالي نتيجة القمع الذي يتعرضون له في حالة الحديث عنها. تفجير منازل المليشيات الانقلابية كعادتها في انتهاج الإرهاب وممارسته على الواقع بصورة لن ينساها أبناء المحافظة التي تتعرض لعمليات انتقام مروعة، فقد تعرضت عدد من المنازل للتفجير والنهب والإقتحام وشهدت مديرية حزم العدين غرب المحافظة أكبر جرائم التفجير والتهجير القسري. وأوضح التقرير بأن المليشيات الانقلابية فجّرت- خلال الأشهر الثلاثة الماضية- 10 منازل في قرية الدهيمية بمديرية حزم العدين، فيما أحرقت منزلين في مديريتي القفر والظهار. وسجل التقرير "اقتحام المليشيات الانقلابية 95 منزلاً في عدد من مديريات المحافظة نالت مديريات الحزم والعدين النصيب الأكبر منها، وصاحبتها عمليات نهب واسعة، 33 جريمة كانت في يناير و45 في فبراير و17 في مارس الماضي. اعتداء وسطو ومارست مليشيا الحوثي وصالح جرائم الاعتداء والسطو المسلح بمختلف مناطق محافظة إب، إذ سجل التقرير 23 حالة اعتداء وسطو كان منها 14 جريمة في يناير الماضي والبقية في فبراير ومارس الماضيين. وسجل التقرير 22 جريمة أخرى مختلفة نفذها مسلحو الحوثي والرئيس المخلوع صالح خلال الربع الأول من العام الجاري. وتواصل مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية انتهاكاتها بحق المواطنين في محافظة إب مستخدمة كل وسائل القمع والتنكيل في مواصلة مسيرة الانتهاكات التي بدأتها منذ اجتياحها المحافظة وحتى اليوم.