حذر مدرب توتنهام الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو تشيلسي بأن فريقه المتعطش جاهز لكي يعلن عن نفسه كقوة كبرى في الكرة الإنكليزية، وذلك من خلال إقصاء متصدر الدوري الممتاز من الدور نصف النهائي لمسابقة إنكلترا، وفرض الفريق الشاب لبوكيتينو نفسه المنافس الجدي الوحيد لتشيلسي على لقب الدوري الممتاز، وفي مباراة اليوم سيكون أمام تحدي تقديم أوراق اعتماده عندما تنتقل المعركة بين الجارين اللندنيين إلى مسابقة الكأس. وسيجعل تجديد الفوز على تشيلسي الذي خسر اللقاء الأخير أمام جاره في الرابع من يناير (صفر-2) ضمن المرحلة العشرين، سيجعل توتنهام مؤمناً بقدرته على مزاحمة فريق المدرب الإيطالي كونتي ومحاولة إحراز لقبه الأول في الدوري منذ 1961، ويدخل توتنهام إلى مباراته مع تشيلسي على خلفية سبعة انتصارات متتالية في الدوري، ما جعله على بعد أربع نقاط فقط من تشيلسي الذي يبدو مهزوزاً للمرة الأولى هذا الموسم بعد سقوطه في المرحلة الثلاثين على أرضه أمام جاره كريستال بالاس (1-2) ثم في المرحلة الأخيرة الأحد الماضي في معقل مانشستر يونايتد (صفر-2). وحاول بوكيتينو تخفيف الضغط على لاعبيه من خلال منح تشيلسي الأفضلية في مباراة السبت بسبب الخبرة التي يتمتع بها لاعبوه، لكنه أكد في الوقت ذاته أنّ لاعبيه اقتربوا كثيراً من الوصول إلى كامل قدراتهم: "إذا كان هناك مرشح واحد للفوز، فالأمور تصب أكثر في مصلحة تشيلسي لأنهم يتصدرون الدوري الممتاز، كما أن لاعبيه ومدربه يتمتعون بخبرة أكبر"، وواصل: "نتحدث عن فريق فاز في الأعوام الخمسة الأخيرة بألقاب أوروبية، ومدرب أحرز لقب الدوري مع يوفنتوس في إيطاليا، عندما تواجه فريقاً مثل تشيلسي، أنت تقارن بين اللاعبين وهم يملكون لاعبين أحرزوا كأس العالم"، في إشارة إلى الإسبانيين سيسك فابريغاس وبدرو رودريغيز اللذين توجا مع بلادهما بمونديال 2010. وسيحاول توتنهام جاهدا تكرار سيناريو لقاء الرابع من يناير حين سيطر تماماً على المباراة وأوقف مسلسل انتصارات تشيلسي عند 13 مباراة متتالية، لكن فريق كونتي يعوّل على السجل السيء لجاره على ملعب "ويمبلي" الذي اعتمده هذا الموسم فريق بوكيتينو في مسابقتي دوري الأبطال ثم "يوروبا ليغ" ولم يفز عليه سوى مرة واحدة من أصل أربع مباريات ما تسبب بخروجه من المسابقتين، وفي ظل غياب الحارس البلجيكي تيبوا كورتوا بسبب إصابة في كاحله، سيعتمد كونتي على الحارس البوسني بيغوفيتش للدفاع عن شباك ال"بلوز" الساعي لبلوغ نهائي المسابقة للمرة الأولى منذ 2012. وتحدث بيغوفيتش عن مشاركته ضد توتنهام، قائلاً "من الرائع أن تلعب هذا النوع من المباريات، نصف النهائي والنهائي، آمل أن أكون جزءاً (من الفريق الذي سيتوج باللقب)، هذا هو السبب الذي يدفعك للعب مع فريق مماثل، من المهم جداً بالنسبة لي أن أقدم أداء جيداً في كل مباراة، على أمل أن أكسب ثقة المدرب وهو الأمر الذي سيسمح لي بالسير قدماً". وسيكون ملعب "ويمبلي" على موعد الأحد مع مواجهة قوية أخرى تجمع الفريق اللندني الآخر أرسنال بمانشستر سيتي في مباراة هامة جداً لمدرب الأول الفرنسي آرسين فينغر المطالب بالرحيل عن "المدفعجية"، وأكد المدرب الفرنسي أن بلوغ نهائي الكأس أو حتى الفوز باللقب لن يؤثر على القرار الذي سيتخذه بشأن مستقبله مع "المدفعجية"، مضيفاً "مباراة مسابقة الكأس هامة جداً بالنسبة لي لأنها تمنحني فرصة الفوز بلقب هذا الموسم، وبالتالي تركيزنا منصب بالكامل على هذا الأمر"، ولن تكون المهمة سهلة بتاتاً على فينغر ولاعبيه، لأنّ سيتي يسعى بدوره إلى إنقاذ موسمه الأول بقيادة غوارديولا كونه فقد الأمل بالمنافسة على لقب الدوري الممتاز لأنّه يتخلف عن تشيلسي بفارق 11 نقطة، كما أن مشاركته في دوري الأبطال الموسم المقبل غير مضمونة لأنه يتقدم بفارق أربع نقاط فقط عن جاره اللدود مانشستر يونايتد الخامس والأخير يملك مباراة مؤجلة. وتبدو الفرصة متاحة غدا الاحد أمام ليفربول ومانشستر يونايتد للاستفادة من غياب أصحاب الصدارة في الدوري الإنكليزي لتحسين موقعيهما في المنافسة على المشاركة الأوروبية الموسم المقبل، ويستضيف ليفربول الثالث كريستال بالاس الخامس عشر، في حين يحلّ مانشستر يونايتد الخامس ضيفاً على بيرنلي الرابع عشر في المرحلة 34، ويتصدر تشيلسي الترتيب برصيد 75 نقطة، مقابل 71 نقطة لتوتنهام، و66 لليفربول، و64 لمانشستر سيتي، و60 لمانشستر يونايتد، و57 لأرسنال، ولكلّ من مانشستر يونايتد وأرسنال مباراة مؤجلة، ولليفربول مباراة أكثر، وتشارك الفرق الثلاثة الأولى في الدوري مباشرة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ويخوض الرابع الملحق المؤهل إليها، ويلعب الخامس في بطولة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، ويخوض السادس الملحق. ويدرك الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول أنّ إمكانية انتزاع أحد المركزين الأولين من تشيلسي أو توتنهام بغاية الصعوبة، لكنه يريد مواصلة الضغط لإنهاء الموسم ببطاقة التأهل المباشر إلى دوري الأبطال، ولم يخسر ليفربول في آخر سبع مباريات، وحقق خلال هذه السلسلة خمسة انتصارات، آخرها بصعوبة على مضيفه وست بروميتش ألبيون بهدف وحيد لنجمه الدولي البرازيلي روبرتو فيرمينو، الذي يقدم مستويات رائعة مع مواطنه كوتينيو. من جهته، يمر مانشستر يونايتد بفترة جيدة خلافاً لما كان عليه الحال في بداية الموسم، فاقترب من فرق المقدمة باحثاً عن مشاركة أوروبية في الموسم المقبل، كما بلغ نصف نهائي يوروبا ليغ، وكان يونايتد حقق لقبه الأول بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو عندما فاز على ساوثهامبتون 3-2 في نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية اواخر فبراير الماضي. وجاء تأهل فريق مورينيو إلى نصف نهائي البطولة الأوروبية صعباً بعدما فرض عليه أندرلخت البلجيكي التمديد الخميس (2-1)، بعد أن عاد من بروكسل بالتعادل 1-1 ذهاباً، ولكنه حقق فوزاً مهماً على تشيلسي 2-صفر في المرحلة السابقة من الدوري أشعل فيه الصراع على اللقب إذ تقلص الفارق مع الثاني إلى أربع نقاط، بعد أن كان يبتعد قبل مراحل بعشر نقاط. ويؤمن آشلي يونغ بقدرة فريقه على انتزاع أحد المراكز الأربعة الأولى في البطولة والعودة إلى دوري أبطال أوروبا، ويمكن لمانشستر المشاركة مباشرة فيها أيضاً في حال توج في يوروبا ليغ، وقال يونغ: "لنكون صادقين، فأنا لا أعتقد أنّ الكثير من الناس توقعوا نتيجة مباراتنا مع تشيلسي ونوعية الأداء التي قدمناها، ولكننا فعلنا ذلك". وتعرض مانشستر إلى ضربة موجعة بعد إصابة هدافه السويدي زلاتان إبراهيموفتش في الثواني الاخيرة من الوقت الأصلي أمام أندرلخت عندما حاول ترويض كرة عالية على صدره لكنه تعرض لالتواء قوي، وقال مورينيو عن إصابة إبراهيموفيتش: "الأنباء ليست جيدة جداً، لا أعتقد أنها إصابة طفيفة، ولكني أفضل انتظار نتائج الفحوصات الطبية قبل الحديث عن الأمر، فأنا مدرب ولست طبيباً"، وأصيب مدافع الفريق، الدولي الأرجنتيني ماركوس روخو، في الشوط الأول الخميس أيضا، واضطر إلى ترك مكانه للهولندي بليند. ويلعب السبت بورنموث مع ميدلزبره، وهال سيتي مع واتفورد، وسوانسي سيتي مع ستوك سيتي ووست هام يونايتد مع إيفرتون.