وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المناطق المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان العراق بأنها مناطق محتلة من قبل الإقليم، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الأزمة بين الجانبين بسبب استفتاء انفصال الإقليم. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده العبادي، واشترط فيه لاستئناف الحوار مع قادة كردستان إبطال نتائج استفتاء الانفصال والالتزام بالدستور العراقي. وقال رئيس الوزراء العراقي في شأن المناطق المتنازع عليها إن إقليم كردستان "استولى على هذه الأراضي منذ عام 2003 بشكل تدريجي مستغلا انشغال القوات العراقية بمحاربة الإرهاب". ودعا إلى تشكيل إدارة مشتركة بين بغداد والأكراد لإدارة شؤون كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها تحت إشراف اتحادي، لتطبيع الأوضاع هناك والسماح للقوات العراقية بدخول تلك المناطق. وقال إنه لا يريد "اللجوء إلى القوة وسفك مزيد من الدماء". في غضون ذلك، قال مصدر في البنك المركزي العراقي أمس الأربعاء إن البنك قرر وقف تعاملاته المالية مع أربعة مصارف أهلية خاصة تتخذ من إقليم كردستان مقرا رئيسيا لها. وأضاف المصدر أن المصارف الأربعة هي جيهان وكردستان وأربيل ومصرف الإقليم. ويأتي ذلك بعدما صدق مجلس النواب العراقي أمس الأول على إجراء يقضي بوقف التعاملات المالية والمصرفية مع إقليم كردستان ضمن سلسلة إجراءات للرد على استفتاء الانفصال الذي أجراه الإقليم. وقالت الدائرة الإعلامية لرئاسة مجلس النواب إن هذا الإجراء سيتخذ "مع الحفاظ على حقوق المواطنين في الإقليم". وقررت رئاسة المجلس أمس الأول أيضا مخاطبة المحكمة الاتحادية العراقية لبيان الموقف القانوني من النواب الأكراد الذين ثبتت مشاركتهم في استفتاء الانفصال تمهيدا لتعليق عضويتهم. وكانت السلطات العراقية في بغداد قد بدأت مساء يوم الجمعة الماضي حظر الطيران الدولي من إقليم كردستان العراق وإليه، وطالبت الإقليم بتسليمها إدارة المعابر الحدودية فيه. وفي سياق أخر فقد رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره التركي رجب طيب أردوغان استفتاء كردستان العراق، وأكدا ضرورة مواجهته، كما اتفقا على تعزيز التبادل التجاري بين البلدين. فقد أكد روحاني أن بلاده وتركياوالعراق لا تريد فرض قرارات على إقليم كردستان العراق، وأن على قادة الإقليم التراجع عن قراراتهم، لكنه قال "لا نرضى بتغيير الحدود بأي شكل من الأشكال". واعتبر الرئيس الإيراني أن "استفتاء استقلال كردستان العراق مؤامرة انفصالية تقف وراءها دول أجنبية وتعارضها أنقرةوطهران". وأضاف روحاني -في مؤتمر صحفي مشترك بطهران- أن التعاون الثلاثي يساعد على ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع روحاني في طهران إنه اتفق مع الرئيس الإيراني على أن استفتاء كردستان مرفوض، ولا بد من إجراءات حاسمة لمواجهته. وأعرب عن اعتقاده بأن إدارة إقليم شمال العراق سيكون مصيرها العزلة، وتصميم تركيا وإيران على موقفهما (الموحد) في هذا الشأن واضح، و"من الآن فصاعدا فإن الحكومة المركزية العراقية هي التي نتحاور معها". وأضاف أردوغان أن البلدين اتفقا على ضرورة العمل لإنجاح مناطق خفض التوتر في سوريا. وعلى صعيد ميداني أعلنت القوات العراقية أمس الأربعاء أنها اقتربت من استعادة مدينة الحويجة الواقعة غرب كركوك من تنظيم الدولة الإسلامية بعدما استعادت قاعدة الرشاد الجوية. وقال قائد عمليات تحرير الحويجة الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان "شرعت قطاعات الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع والحشد الشعبي بتنفيذ عملية واسعة لتحرير مركز قضاء الحويجة وناحية الرياض والقرى والمناطق المحيطة بها". ويأتي هذا الهجوم بعدما استعادت القوات العراقية قبل أول أمس الاثنين ناحية الرشاد التي تضم القاعدة الجوية مع 45 قرية ومنطقة محيطة. وقال قادة عسكريون إن تنظيم الدولة كان يستخدم قاعدة الرشاد الجوية (ثلاثون كيلومترا جنوب الحويجة) معسكر تدريب وقاعدة للدعم، وإنها الآن ستخدم القوات العراقية في نقل الجنود والأسلحة عبر المروحيات.