كشفت تقارير لمراكز أبحاث دولية وأجهزة مخابراتية عن تزايد عدد المقاتلين المشاركين في النزاع المسلح في العراقوسوريا بصورة كبيرة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، والذين وصل عددهم في سوريا وحدها إلى نحو 11 ألف مقاتل ينتمون ل 70 دولة، ما تسبب في تزايد حدة التفجيرات الانتحارية في العراقوسوريا، ووصفته بعض وكالات الأنباء العالمية بأنه " عودة جديدة لظهور المفخخين الأجانب". وقال ويل مكانتس الخبير في مؤسسة بروكنجز للأبحاث في واشنطن إنه إذا امتدت الحرب في سوريا مع هذه الزيادة السريعة في عدد المقاتلين الأجانب "فسيتجاوز عدد المقاتلين بكثير ذلك العدد الذي رأيناه في أفغانستان"، حيث يقدر مسئولو الأمن عدد الأجانب الذين ينشطون في البلدين بالآلاف. المؤكد أن لا أحد يستطيع أن يؤكد الارقام الحقيقية إذ لا توجد بيانات دقيقة عن عدد المقاتلين الأجانب المشاركين في أحداث العنف؛ لكن في مارس وأبريل وحدهما ما لا يقل عن 14 تونسيا نفذوا هجمات انتحارية في العراق وكونهم يقاتلون إلى جانب الدولة الإسلامية في العراق والشام وفقًا لتصريحاتهم. وقال مسئولون أمريكيون إن معدل التفجيرات الانتحارية في العراق العام الماضي زاد بقوة وعاد لمستويات لم تحدث منذ عام 2007. فيما قال ليث الخوري المحلل بمجموعة فلاشبوينت بارتنرز التي تتابع مواقع المتشددين على الإنترنت: إن هذا يمثل نحو نصف إجمالي عدد الأجانب الذين نفذوا هجمات انتحارية خلال هذين الشهرين. كما انضم إلى منفذي الهجمات أعضاء من تنظيم القاعدة في اليمن وهو أحد أخطر أجنحة التنظيم ويتركز الجانب الأكبر من نشاطه في اليمن، والكثير منهم من السعودية وليبيا ومصر والمغرب والأردن؛ لكنهم ضموا أيضًا أجانب حيث فجر دنماركي وآخر من طاجيكستان نفسيهما. عودة الهجمات الانتحارية :
الملاحظ أن الهجمات الانتحارية تعود للظهور بشدة في مناطق السنة في العراق تحديدًا لفرض نسختهم عن الإسلام خلال ذروة بعد أن كانت قد تراجعت بعد زيادة الولاياتالمتحدة لقواتها عام 2007 كما انحسر العنف الطائفي بصفة عامة. أما في سوريا فقد اتخذ الصراع بعدًا إقليميًا واجتذب إليه مقاتلين أجانب بعد بدء انتفاضة شعبية على حكم الرئيس بشار الأسد عام 2011 وكان معظم المشاركين فيها من السنة، لكن ذلك لم يمنعها من أن تكون منطقة صراع سني شيعي إيراني. من هنا جاء تدفق المقاتلون السنة من الخارج على سوريا للقتال إلى جانب قوات المعارضة السنية في حين أقبل شيعة من العراق ولبنان للانضمام لقوات الأسد. وقال عدد من مسئولي الأمن الأمريكيين والأوروبيين: إن مقاتلين يتدفقون من السعودية والبحرين واليمن والكويت وتونس وليبيا ومصر والمغرب والأردن ودول عربية أخرى ومن البوسنة والشيشان وباكستان وأفغانستان ودول غربية، ما أدى إلى ظهور الهجمات الانتحارية، مع تراجع ميزان القوة ضد قوات المعارضة العام الماضي بسبب استخدام الأسد لقوة نيران كاملة، مع كون المعارضة تفتقر للأسلحة المتطورة ما دفع المقاتلين الأجانب لتنفيذ هجمات انتحارية لتعويض جانب من الخسائر على ساحة المعركة. جهاديون يتحدثون الإنجليزية في اليمنوسوريا : وتقدر مصادر أمنية بريطانية عدد مواطنيها الذين يشاركون في الصراع السوري ب 400 مواطن على الأقل، مشيرة إلى أن أرض المعركة كان بها دوما ما يصل إلى 25 مواطنًا بريطانيًا في ذات الوقت والأوان. ويقول مسئولو مخابرات أمريكيون إن عددًا من الكنديين والأمريكيين ربما يقل عن مائة انضموا أيضا لفصائل متشددة في سوريا، ويقدرون عدد الأمريكيين الذين شاركوا في الصراع بأنه "عشرات". وفي تقرير صدر في 23 أبريل الماضي، ذكر جهاز المخابرات الهولندي أنه يعلم أن مواطنين هولنديين اثنين نفذا هجومين انتحاريين في العام الماضي أثناء قتالهما مع عناصر متشددة. وقال مسئول أمن أوروبي: إن أحدهما فجر نفسه في سوريا، والآخر في العراق.
صحيفة بريطانية : بريطانيون واسيويون وافارقة يقاتلون الى جانب القاعدة جنوبياليمن : و كشفت صحيفة بريطانية عن انضمام جهاديين بريطانيين الى تنظيم القاعدة في القتال الدائر حاليا في محافظتي ابينوشبوة بين عناصر التنظيم والجيش الذي ينفذ عمليات واسعة للقضاء على التنظيم . وذكرت صحيفة ذي تايمز البريطانية أن الجهاديين البريطانيين انضموا لتنظيم القاعدة التي تقاتل القوات اليمنية ، بعد أن شنت الأخيرة هجوما واسعا في جنوب البلاد. ونقلت الصحيفة الجمعة عن مقيمين في محافظة شبوة في جنوبي، إن بريطانيين وجزائريين ومقاتلين من الشيشان من ضمن الأجانب أصحاب اللغة العربية الركيكة يقاتلون الأن في صفوف القاعدة. يذكر أن نحو 21 جنديا وأكثر من 20 مسلحا قتلوا في المعارك خلال الأيام الثلاثة الأخيرة . يأتي ذلك بعد أن صرح الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن 70 % من مسلحي القاعدة أجانب ، مشيرا إلى أن أستراليينوبرازيليين وهولنديين من ضمن الذين قتلوا في العملية الأمنية الأخير على الإرهابيين . وكان الصحفي اليمني عبد الرزاق الجمال المتخصص في تنظيم القاعدة قد صرح للصحيفة البريطانية في شهر يونيو الماضي إن وحدة من أكثر من عشرة أشخاص يتحدثون اللغة الانجليزية "كانوا من أكثر الوحدات حماية في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بسبب مهاراتهم اللغوية ودورهم الجماعي للجماعة."