قال والد أنور العولقي -الذي أعلن تأييده لضابط أمريكي مسلم قتل عدد من زملاؤه في قاعدة أمريكية بالولاياتالمتحدة- إنه طلب من الولاياتالمتحدة إمهاله ثلاثة أشهر لإقناع ولده المطلوب لواشنطن بالخروج من مخبئه في اليمن.وقال ناصر العولقي في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية إنه إذا أجلت أمريكا أمر قتل أو اعتقال أبنه فإنه سيبذل قصارى جهده لإقناع أبنه بالخروج من مخبئة.ويعتقد مسئولو الأمن اليمنيين إن العولقي مختبئ في منطقة جبلية في اليمن، لكن عائلته تنفي أن يكون عضوا في تنظيم القاعدة، معتبرين أنه ضحية لاضطهاد يمني وأمريكي.وأكد ناصر العولقي وهو خبير اقتصادي زراعي أن ما قررته واشنطن هو البحث عن ابنه أنور العولقي وقتله بطائرة دون طيار كما يفعلون كل يوم في باكستان، مشيراً إلى أن هذه السياسة تؤدي إلى تشويه أكثر لصورة الولاياتالمتحدة أمام المسلمين في جميع أنحاء العالم.وقال: أنا لا أعتقد أن قتل الدولة الأميركية للناس وخصوصاً مواطنيها دون مبرر قانوني يعد الوسيلة الصحيحة لإظهار العدالة والقوة الأميركية.وتقول الاستخبارات الأميركية إن العولقي الذي يتمتع بحماية قوية من عائلته لا يزال نفوده قوياً بين المسلمين الناطقين باللغة الإنجليزية على شبكة الانترنت والذين يعيشون في دول غربية. وتزعم أنه تم العثور على تسجيلات لخطب أنور العولقي على أجهزة كمبيوتر تابعة لما لا يقل عن عشرة تشتبه الولاياتالمتحدة وبريطانيا في صلتهم ب"الإرهاب".وأعرب والد أنور العولقي أعرب عن أمله في أن ينظر ابنه والحكومتين الأمريكيةواليمنية في اقتراحه على محمل الجد، مضيفاً أنه لم يتحدث مع انبه المطلوب منذ عدة أشهر، وأنه لا يعرف كيف يمكن الوصول إليه مؤملاً من ابنه أن يتلقى رسالته.وكانت أنباء صحفية قد كشفت الأسبوع الماضي عن خطط أمريكية لاغتيال أو اعتقال أنور العولقي. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه: "سوف نعتبر أنفسنا مقصرين إذا لم نجد طرقاً لملاحقة شخص ما يشكل تهديد خطير لهذا البلد، ويتآمر ضد الأمريكيين"، في إشارة إلى العولقي، المولود في الولاياتالمتحدة، والذي يحمل الجنسية الأمريكية.ودعا العولقي، الذي يُعتقد أنه يعيش حاليا باليمن، في تسجيل صوتي في مارس الماضي إلى إعلان الجهاد ضد الولاياتالمتحدة، واصفا إياها بالشيطان الشرير.وكان العولقي قد أعلن صلته بالرائد في الجيش الأمريكي، نضال مالك حسن، المتهم بإطلاق النار داخل قاعدة "فورت هود" العسكرية بولاية تكساس، في نوفمبر الماضي، مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً.ومؤخراً، عاد اسم أنور العولقي ليبرز في وسائل الإعلام، عندما أعلنت الولاياتالمتحدة أن التحقيقات المتعلقة بالنيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية في 31 ديسمبر 2009، بينت أن هناك صلات بينه وبين العولقي. وأشارت تقارير إلى أنه جرت اتصالات بين أنور وعمر خلال فترة وجود الأخير في اليمن أواخر عام 2009.لكن الحكومة اليمنية قالت إنها لن تسعى لاعتقال العولقي، دون أن تثبت لديها أدلة على تورطه.وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أمس السبت إن السلطات الأمنية لن تلاحق العولقي الذي تم إضافته إلى قائمة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للمستهدفين بالقتل أو الاعتقال.وأكد أن الولاياتالمتحدة لم تسلم أدلة لليمن تدعم الادعاءات بأن أنور العولقي يقوم بالتجنيد لصالح فرع القاعدة في اليمن. وقال القربي إن العولقي ليس إرهابيا وليس على القائمة اليمنية الخاصة بالمطلوبين.وأضاف القربي: "بالنسبة لنا ننظر إلى أنور العولقي كواعظ بدلا من إرهابي ولا يجب أن ننظر إليه كإرهابي إلا إذا كان لدى الأمريكيين دليل على أنه قد شارك في الإرهاب".وفي يناير الماضي، قال اثنان من شيوخ قبيلة العوالق إن الحكومة اليمنية تتفاوض مع شيوخ القبيلة في محاولة لإقناعهم بتسليم أنور العولقي إلى السلطات، لكن وزير الخارجية القربي قال أمس السبت إن السلطات اليمنية ليس لديها اتصالات مع العولقي.