وسط انتقادات للصمت الإعلامي عن الحرب في صعده، والتي تحصد عشرات اليمنيين من الجيش والمتمردين شهريا، اشتكت مصادر أمنية مماوصفته "التضليل المتعمد بشأن الأحداث في صعده".المصادر التي اتصلت بموقع "نيوزيمن" مساء أمس اشارت ل"نشر صحيفة الثوري" صورة من الأحداث في العراق باعتبارها "إحدى صور الحرب في صعده".وكانت أسبوعية الثوري ومع مقال هو الأول الذي يكتبه صحفي من داخل مناطق الحرب بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي في محافظة صعده، أظهرت صورة لقتلى في حفرة، هي "إحدى صور ملف المقابر الجماعية التي تقول الحكومية العراقية إنها من مخلفات حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين".ومع تذكير المصادر الأمنية ب"ماتنشره وسائل الإعلام الرسمية بشأن الحرب منذ اندلاعها قبل عامين"، والتي "أظهرت الأحداث كذب الكثير منها"، فقد قالت المصادر إنها "تنتظر موقفا من نقابة الصحفيين ضد الثوري ومحررها، مالم فستتخذ هي الإجراءات القانونية".مدير تحرير صحيفة الثوري "مروان دماج"، عبر عن "أسفه الشديد لهذا "الخطأ غير المقصود".مروان وهو أمين عام نقابة الصحفيين تحدث قائلاً": "للأسف لم أشاهد الصور إلا بعد النشر لأن المادة جائت متأخرة، عشية الإصدار"، مؤكدا أنه "بمجرد أن دقق في الصورة، بعد أن صدر العدد تبين له إنها لجنود مربطين، فيما التحقيق لم يتحدث عن أي جرائم ضد القوات المسلحة في صعده". قائلا ان الصحيفة س"توضح الأمر للقراء في عددها القادم".من جانبه قال عابد المهذري كاتب المقال، ومصدر الصور المرفقة قال إن في صعده "جرائم أكثر من مما تمكن من توضيحه في مقاله أو الصور المرفقة".لكنه تجنب السؤال عن مصدر الصورة المشار لها وما إذا كان أرفقها بالتقرير وهو يعلم أنها لمقابر جماعية في العراق أم لا. قائلا: "صعده مساحة مفتوحة للحرب ولكنها مغلقة على الإعلام".وحسب معلومات "نيوزيمن" فإن الصورة مصدرها الموقع "aliraqaljded.com" التي يبثها عراقيون من مدينة ديترويت الأميركية، وهي الصورة الرئيسية لملفهم عن "المقابر الجماعية" التي يقال إنها ارتكبت في عهد الرئيس العراقي صدام حسين.وتظهر الصورة ضمن ملف شبكة "images.google.com"، لمن يبحث عن كلمة "صعده"، غير أن المدقق في البحث يلحظ أن الصورة تظهر من مصدرها "العراق الجديد" والذي يتضمن أخبار عن الحرب في صعده دون أي مرفقات من الصور.المهذري، وهو من أبناء محافظة صعده وكان ينتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام، اشتكى من تعرضه للضغوط جراء مانشره من كتابات، وقال إن "الكتابة عن صعده لايتوفر لها اقل شروط الأمن"، مؤكدا أنه "منذ نشر مقاله في الثوري"، وهو يتلقى اتصالات بالتهديد من أرقام مجهولة، متخوفا من أن يزيد "خبر الصورة من المخاطر على حياته".جدير بالذكر إن مقال الثوري، يأتي ضمن أجزاء من حلقات يكتبها "عابد" في "الديار" التي يصدرها، وكان حكم عليها بالإيقاف وعليه بالحبس في قضية رفعتها محكمة في صعده.وليس للمهذري أي ارتباطات بالحوثي أو مناصريه، لكنه رفض الحديث عن مصدر الصورة التي نشرت، قائلا: "اسالوا صحيفة الثوري".وتصاعدت خلال الأيام الأخيرة أحداث القتال الدائر في صعده، وتعبر منظمات حقوقية عن مخاوفها من الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الجيش التي تواجه التمرد. *نقلاً عن موقع "نيوزيمن"