قالت شبكة (بي بي سي) الإخبارية البريطانية اليوم الأربعاء إن قطر تعودت على اتخاذ مواقف وإجراءات أكبر من حجمها. وأشارت الشبكة البريطانية إلي أنه بالرغم من صغر حجم هذه الدولة إلا أنها لعبت دورا مهما في مساعدة الثوار الليبيين للإطاحة بالعقيد معمر القذافي الراحل وكذلك وجودها في قلب الجامعة العربية لتوقيع عقوبات على سوريا. كما أشارت (بي بي سي) إلى الجهود القطرية المكثفة لبناء علاقة قوية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرة إلى أن قطر سمحت للقوات الأمريكية باستخدام قاعدة "العديد" الجوية في الحرب الأمريكية على العراقوأفغانستان والصومال وكذلك استضافتها مقر القيادة المركزية الأمريكية. ولفتت الشبكة إلى أن قطر تقوم الآن بتسهيل المحادثات حول الصراع الأفغاني القائم وذلك عبر السماح لطالبان بفتح مكتب لها في العاصمة القطريةالدوحة، فضلا عن أنها مقر قناة "الجزيرة" والتي توجه انتقادات لاذعة للأنظمة العربية السابقة والحالية، بالإضافة إلى دورها الرئيسي في صناعة الطاقة، حيث إن لديها مخزونا ضخما من احتياطيات الغاز الطبيعي وكذلك استضافتها كأس العالم لكرة القدم عام 2022. وأشارت إلى أن ما يساعد قطر على ذلك ثراؤها الكبير، حيث يتمتع المواطن القطرى بأعلى نصيب من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بمثيله في العالم، مؤكدة أن قطر قد تقوم بتمويل مبادرات طموحة لمساعدة تمويل السلطة الفلسطينية أو تقديم أموال وأسلحة إلى الثوار الليبيين. وقالت الشبكة إن الوقت قد حان أمام قطر كى تستغل إقامة علاقات مع حركة طالبان لتوفير منصة بين الحركة والمجتمع الدولي وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأعادت الشبكة إلي الأذهان استضافة قطر لوفود من حركة طالبان قبيل دخول القوات الأمريكية في أفغانستان وذلك بفضل دبلوماسيتها القوية تحت قيادة رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وكان المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قد قال - في بيان له - إنه بموجب اتفاق أولي لتأسيس مكتب للحركة في قطر، طالبت الحركة بالإفراج عن جميع أعضائها المعتقلين فى سجن جوانتانامو الأمريكي في كوبا. ورفض مجاهد الإفصاح عن توقيت افتتاح المكتب في قطر أو الإدلاء بتفاصيل بشأن السجناء الذين ترغب الحركة في الإفراج عنهم. وكانت الدوحة قد عرضت قبل عشرة أعوام على الإدارات الأمريكية المتعاقبة أن تكون الوسيط بين واشنطن وطهران.