انها جريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , نعرف بأن الشيخ الزنداني لن يصمت إزاء نشرنا لهذا لجزء من تفاصيل مقتل ابنة وزير العدل الأسبق في دولة الوحدة ورئيس المحكمه العليا بدولة جنوباليمن سابقاً . لكن مع ذلك سنقوم بنشر المعلومات التي اتيحت لنا, وربما سنحاسب انفسنا لتجاهلنا لجريمة قتل بشعة تمت في منزل الشيخ الزنداني وبمسدس ابنته "عائشه" . لينا مصطفى عبد الخالق (1973 - 1992): هي ابنة وزير العدل الأسبق في دولة الوحدة، رئيس المحكمة العليا بدولة جنوباليمن (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) الدكتور مصطفى عبد الخالق. تم استقطابها من قبل التنظيم الديني التابع للشيخ عبد المجيد الزنداني، وأصبحت بعد ذلك كائن سلبي متغير الأفكار والطباع بسبب تأثير أفكار التنظيم عليها. وارتدت لينا النقاب وانعزلت عن الناس، قبل أن تهرب في العام 1991م من منزل والدها في عدن، إلى مكان غير معروف، وضل والدها بعد ذلك يبحث عنها لكن دون جدوى. وفي العام 1992 تلقى والدها اتصال من شخص مجهول، أخبره بأن ابنته ما زالت على قيد الحياة، وطالب منه الإذن بالموافقة على زواجها من أحد رجال الدين، ورافض الإفصاح عن اسمه. فما كان من مصطفى عبد الخالق إلا أن رفض هذا الأسلوب الهمجي، وموضوع زواج ابنته بهذه الطريقة المهينة لكرامة الإنسان. و بعدها بأيام وتحديداً في 29 يناير 1992 عثر على لينا جثة هامدة في صنعاء، بالقرب من منزل عبد المجيد الزنداني، وأثبتت التحقيقات فيما بعد أنه تم قتلها بواسطة مسدس ابنة عبد الزنداني(عائشة)، لكن الزنداني أدعى أنها انتحرت بالمسدس وأنكر أن تكون ابنته أو هو من ارتكب الجريمة. أمام هذا الإنكار، أضطر الدكتور مصطفى إلى معاينة مسرح الجريمة بنفسه، ليكتشف إن ابنته كانت تحاول الهرب قبل قتلها بحسب وضعية حذاء القتيلة واتجاه الرصاصة التي أصابتها من الخلف. وظلت جثة لينا محفوظة لدى الطب الشرعي لستة أشهر بطلب من أبوها لمعرفة الجاني وأخذ القصاص منه. وخرجت حينها مظاهرات في مدينة عدن تندد بالجريمة الشنعاء، وحظيت القضية باهتمام الإعلام في جنوباليمن وعلى رأسها صحيفة "صوت العمال" الصادرة من مدينة عدن، والتي تم نهبها وحرقها على أيدي أتباع عبد المجيد الزنداني في حرب صيف 1994. ولكن للأسف تم تمييع القضية بسبب أن الزنداني، المتهم الثاني، في جريمة القتل، كان يترأس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح الشريك في الحكم، إضافة إلى سبب أن ابنة الزنداني "عائشة" وهي المتهم الأول في الجريمة، كانت على علاقات وطيدة مع رئيس الدولة علي صالح، ومع حزبه "المؤتمر الشعبي العام".