كشفت مصادر صحافية أوروبية عن مفاجأة لم تكن متوقعة، حينما أعلنت عن أنه تم استخدام موقع إباحي يعرض صور استغلال الأطفال جنسيا عبر الإنترنت من أجل نقل المعلومات بين الإرهابيين، فقد كشف تحقيق أجرته صحيفة التايمز البريطانية عن وجود علاقة بين المؤامرات الإرهابية وموقع يبث صورا إباحية عن استغلال الأطفال جنسيا، والتي اتّضحت بعد سلسلة من الحملات التي قامت بها الشرطة في بريطانيا وفي القارة الأوروبية كلها. حيث وجدت صورا لاستغلال الأطفال جنسيا أثناء الحملات التي شنتها الشرطة على الإرهاب ومن خلال تحقيقات موسعة تم إجراؤها في ايطاليا وفي إسبانيا. حيث تم استخدام صور إباحية للأطفال من أجل تشفير رسائل سرية، واستغلت المواقع التي تعرض تلك الصور كوسيلة آمنة لتمرير ونقل تلك المعلومات بين الإرهابيين. وقد اتّضح أنّ السلطات الأمنية البريطانية لديها علم بالموضوع وتعتقد أنه يحتاج إلى الكثير من التحقيقات من أجل فهم طريقة تفكير وعقلية الإرهابيين. حيث قادت شكوك لدى شرطة العاصمة لندن إلى خطة لإدارة مشروع بحث يستغل طبيعة الرابط الخاص بهذا الموقع. وتظهر المخاوف الآن على المستوى البرلماني من خطورة عدم حصانة الشباب المسلم الصغير ضد الاستغلال من الكبار. وقد أشار المسؤولون إلى أن صور استغلال الأطفال جنسيا قد اكتشفت أثناء التحقيقات في بعض المؤامرات التي خضعت للشكوك. ومن المعروف أن مشروع البحث المقترح لم يتم تطبيقه من قبل لأن قسم مكافحة الإرهاب كان غارقا في عدد كبير من القضايا التي كان يجب عليه التعامل معها. وليس واضحا إذا كان الإرهابيون مهتمين بتلك المواد الإباحية التي تستغل الأطفال من أجل تحقيق متعة شخصية أم أنهم كانوا يستخدمون تلك المواقع كوسيلة آمنة لإرسال الرسائل. وفي إحدى الحالات، تم العثور على دستة من تلك الصور، وفي قضية أخرى تم العثور على 40 ألف صورة. وقد أكدت سلطات الأمن البريطانية أن هذه العلاقة قد اكتشفت في العديد من القضايا. حيث لاحظوا وجود تناقض بين الأشخاص المفترض أنهم مكرسون للحكم الديني والأصولية الإسلامية واستخدامهم للصور الإباحية التي تحتوي على أطفال مستغلين جنسيا. وتوضح تلك العلاقة أن أولئك الأشخاص مشوشون. فهم يقولون إنهم يكرهون الانحطاط الغربي ولكنهم في حقيقة الأمر يستغلونه وربما يستمتعون به. أما البارون نيفيل جونز، المتحدثة الرسمية المحافظة لسلطات الأمن والرئيسة السابقة للجنة التواصل مع الاستخبارات فقد قالت: إن المعلومات حول إمكانية وجود صلة بين التطرف ومواقع استغلال الأطفال جنسيا تقدم رؤية مفيدة لثلاثة أشياء: الطرق التي يستخدمها المتطرفون للتواصل، والطرق التي يستخدمونها لاستهداف الأشخاص الضعفاء في المجتمع، والأساليب التي يبحثون عنها لإخفاء أنشطتهم عبر الإنترنت. وليس هناك شك بأن تلك الارتباطات المحتملة من الممكن أن تفيد في البحث أكثر. أما آندرو ديسمور، عضو البرلمان عن حزب العمال ورئيس لجنة الاتصال البرلماني بشأن حقوق الإنسان، فقد قال: هذا تطور مهم. يجب علينا أن نفعل أكثر من مجرد العمل الشرطي. فالأمر يحتاج إلى حماية الطفل والعمل الجنائي والعمل النفسي. فمن الممكن أن يكون سلاحا مهما في محاربة الإرهاب. وقد حث الباحثين على مراجعة الحالات التي أدين فيها الإرهابيين بالبحث عن تلك الروابط. إن الشكوك البريطانية الأولى حول وجود صلة بين استغلال الأطفال جنسيا و الجهاديين قد ظهرت في لندن عام 2006 عندما اكتشفت شرطة مكافحة الإرهاب في تحقيقين منفصلين وجود صور إباحية حقيقية لأطفال على بعض أجهزة الكمبيوتر. وهي القضية الأساسية التي دفعت سلطات الأمن إلى الوصول إلى مغتصب طفل أبيض، حيث كان المتورط بجريمة الاغتصاب جهاديا سابقا و خطيبا في مسجد شرق لندن، حيث خضع للتحقيق لعلاقاته بإسلاميين مسلحين تمت إدانتهم مؤخرا في عمليات إرهابية. ولم تتم إدانة خاليسادار أبدا في قضايا إرهابية. أما التحقيق الآخر فقد شمل شابا مسلما متدينا. وقد علمت صحيفة التايمز أن تحقيقا جنائيا قد كشف أيضا عن صور جنسية لأطفال على أجهزة الكمبيوتر بعد حملة للشرطة عام 2001 على مسجد يديره أحد أعضاء تنظيم القاعدة في ميلان. ويعتقد البوليس الإيطالي أن الصور كانت عبارة عن رسائل مشفرة. وفي محاكمة الإرهابيين الوشيكة في إسبانيا، فإن العقل المدبر للخلية الإسلامية سيواجه الاتهام بتحميل مئات من الصور ومقاطع الفيديو التي تصور استغلال الأطفال جنسيا. وفي هذه الأثناء كشفت الشرطة عن مؤامرة إرهابية يمينية عندما هاجمت منزلا بعد تلقيها صورا إباحية. وخلال شهر يونيو الماضي، فقد حكم على النازي مارتن جيلارد بالسجن لمدة 16 عاما بعد أن أدين بتهمة الإرهاب. وقد وجدت الشرطة 39 ألف صورة إباحية لأطفال في شقته في يوركشير. الحبر السري في عصر الإنترنت -يمكن إخفاء الرسائل من خلال صور رقمية صوتية أو مرئية أو ملفات أخرى. وتسمى تلك الطريقة بالكتابة المغطاة. -على الرغم من أن الشخص المتوسط لن يتمكن من اكتشاف الرسائل المخفية سواء بالاستماع أو المشاهدة أو الإطلاع على الملف، فإن المستقبل المقصود يمكنه أن يقوم بعمل تطبيقات عكسية معينة تجعله يحصل على المعلومات المتضمنة في الملف. -يقول الخبراء إن التقدم في تكنولوجيا التشفير قد فاق قدرات السلطات الأمنية وأصبح في أيدي الإرهابيين وعلى مواقع الاستغلال الجنسي للأطفال. - كشفت السلطات الإيطالية عن ملفات تحتوي على صور استغلال الأطفال جنسيا تم استخدامها بواسطة خلية إرهابية بعد حملة للشرطة على مسجد فياكوارانتا في ميلان في شهر نوفمبر 2001. وقد قال المحققون إن الخلية الإرهابية قد شفرت الصور قبل إرسالها إلى أعضائها. إيلاف