تجري في هذه الأثناء اشتباكات عنيفة بين اللجان الشعبية في منطقة لودر جنوباليمن وعناصر مسلحة يُشتبه في انتمائها لتنظيم القاعدة. وجاء ذلك بعد أن قتل المسلحون ما لا يقل عن 20 جندياً في هجوم على قاعدتين عسكريتين. ويرى الدكتور محمد القاضي المحلل السياسي اليمني أن الهجوم ردٌ على مقتل فهد القُصع القيادي في تنظيم القاعدة، ويضيف لرديو سوا:"هذه العملية أشبه بعملية انتقامية لمقتل هذا القيادي البارز الذي كان يحرك عددا من الخلايا في مناطق الجنوب وكان له دور بارز في الهجوم على زنجبار والذي أسفر عن مقتل أكثر من 180جنديا وكان من المتوقع حدوث ردود أفعال من القاعدة وتجري في هذه اللحظة مواجهات في منطقة لودر بين القاعدة واللجان الشعبية." القاعدة تنتقم لمقتل أحد قادتها فقد شن مقاتلون من القاعدة الاثنين هجومهم الذي أسفر عن مقتل 20 جنديا، انتقاما لأحد قادتها الذي قضى خلال غارة أميركية الأحد وأعلن مصدر طبي مقتل 16 مسلحا من القاعدة في الهجوم الذي استهدف موقعين عسكريين في زنجبار الخاضعة لسيطرة موالين للتنظيم المتطرف منذ حوالي العام. وأوضح مصدر عسكري رافضا ذكر اسمه أن "مجموعة كبيرة من مسلحي القاعدة هاجمت موقعين عسكريين تابعين للواء 115 المتمركز في جنوبزنجبار ما أسفر عن مقتل 20 جنديا بينهم أربعة ضباط وإصابة 11 آخرين بجروح". وزنجبار كبرى مدن محافظة ابينالجنوبية حيث تسيطر القاعدة على عدد من البلدات. وقال سكان ان المعارك توقفت بعد الظهر مع انسحاب المقاتلين الى بلدة جعار حيث استعرضوا في شوارعها قرابة 35 جنديا اخذوهم اسرى ومعدات عسكرية استولوا عليها ورفعوا أعلام القاعدة السوداء هاتفين "الله اكبر". ويأتي الهجوم غداة مقتل فهد القصع، احد قادة "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، في غارة شنتها طائرة من دون طيار. وبعد ساعات من الغارة، هاجم مسلحون من القاعدة بلدة لودر الواقعة في محافظة ابين من ثلاثة محاور. وقال مسؤول في "لجان المقاومة الشعبية المؤيدة" للجيش ان اربعة من انصارها اصيبوا بجروح خلال الهجوم. يذكر ان زنجبار وبلدات اخرى في محافظة ابين تخضع لسيطرة "انصار الشريعة" الموالين للقاعدة منذ اواخر مايو/ايار2011 من جهته، قال مصدر عسكري آخر إن "المسلحين هاجموا مواقعنا ردا على مقتل القصع"، مشيرا إلى إن بعض المسلحين وصلوا عبر طريق البحر. كما أكدت مصادر عسكرية عدة ان "الضربات الاميركية تتم بالتنسيق مع قيادة الجيش والمخابرات والرئاسة" دون مزيد من التفاصيل. وكان زعيم قبلي أكد أن اليمني فهد القصع احد قادة القاعدة الملاحق لتورطه في تفجير المدمرة الأميركية "يو اس اس كول" العام 2000، قتل في غارة جوية أميركية مساء الأحد في محافظة شبوةالجنوبية. وأوضح عبد المجيد بن فريد العولقي، وهو من أبناء عم القصع، أن صاروخين استهدفا القصع قرب منزله في منطقة وادي رفض، مشيرا إلى أن اثنين من حراس القصع قتلا معه أيضا. وأكدت القاعدة مقتله في رسالة نصية قصيرة أرسلتها إلى عدد من الصحافيين، وكذلك السفارة اليمنية في واشنطن. ترحيب بمقتل القصع وقد رحب مسؤول اميركي بمقتل "مسؤول ارهابي ناشط" في القاعدة. وقال رافضا ذكر اسمه ان "فهد القصع كان مسؤولا ارهابيا ناشطا في القاعدة ومتورطا بعمق في التآمر الارهابي ضد المصالح اليمنية والاميركية حتى تاريخ وفاته". وأضاف أن "القصع كان متورطا في عدد من الهجمات عبر السنين أدت إلى مقتل أميركيين ويمنيين رجالا ونساء وأطفالا". يشار إلى أن القصع كان ضمن لائحة مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي - اف بي آي كأحد الإرهابيين المطلوبين، ورصدت واشنطن مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لأي معلومات تؤدي الى توقيفه والقصع من قبيلة العوالقة التي ينتمي اليها أيضا الإمام اليمني الاميركي المتشدد أنور العولقي الذي قتل في سبتمبر/ايلول 2011 في غارة أميركية. وتحظى هذه القبيلة بنفوذ واسع في محافظة شبوة.