إن الشعب العربي الأحوازي كباقي الشعوب الرازحة تحت نير الاحتلال تعرض لشتى أنواع التعذيب و التنكيل و القتل الجماعي و التهجير و غيرها من الأساليب الإجرامية التي تستخدمها الدول المحتلة و الاستعمارية لبسط سيطرتها على مقدرات الشعوب. لكن لو أردنا أن نقارن الأوضاع التي يعيشها الشعب العربي الأحوازي منذ بدء الاحتلال مع باقي الشعوب لوجدنا أنه الشعب الوحيد من بين شعوب العالم لازالت قضيته لم تلاق الاهتمام من جانب المجتمع الدولي أو المنظمات و المؤسسات الحقوقية المختصة في حقوق الانسان, بل حتى من جانب أشقائه أبناء الأمة العربية. أي بمعنى آخر هنالك مؤامرة دائما ما تحاك ضد الشعب العربي الأحوازي لذلك إن القضية الأحوازية من أجل مصالح دولية واقليمية لم تلاق ذلك الاهتمام الذي تستحقه و لم تذكر إلا في بعض الحالات النادرة كقضية هامشية و ليس قضية مصيرية و مهمة. إن الدول التي تمتلك استراتيجية أمن وطني أو قومي دائما ما تحاول أن تزيد من قوتها و بسط السيطرة على أرضها لذلك تقوم ببناء قواعد جماهيرية لها بين شعوب الدول الأخرى لتكون المدافع عنها في الأوقات الحرجة والضرورية. على سبيل المثال إن الدولة الفارسية من أجل الحفاظ على كيانها و التستر على الأوضاع المتردية التي تعاني منها داخليا خاصة عمليات المقاومة الوطنية الأحوازية إضافة إلى الأصوات التي تناهض وجودها في الأحواز أو من قبل الشعوب الأخرى التي تحتل أرضها و تقوم باضطهادها و قمعها دائما, قامت ببناء و تأسيس ميليشيات تابعة لها في الدول الأخرى و بالأخص داخل المجتمعات العربية. لذلك بين الفينة و الأخرى تقوم بتحريك هذه الميليشيات من أجل ممارسة الضغط على هذه الدولة أو تلك. و بما إن الاستراتيجية التي تتبعها الدولة الفارسية قد أصبحت واضحة وضوح الشمس من خلال التصريحات النارية التي يصرح بها المسئولين في الدولة الفارسية و على رأسهم مرشد الدولة الفارسية ""علي خامنه اي"" أو وسائل الإعلام التابعة للدولة الفارسية من خلال دس السموم و اشاعة الفتن و القلاقل و بث الأفكار الضالة وسط المجتمعات العربية . لذلك اصبح واجبا على الدول العربية من أجل الحفاظ على أمنها الوطني والقومي أن تبني هي قاعدة جماهيرية خارج جغرافيتها أي بمعنى آخر أن تواجه الدولة الفارسية بالمثل من خلال الدعم الواضح و المعلن للشعب العربي الأحوازي(مع الاختلاف الكبير بين القضية الأحوازية كقضية عادلة من بين قضايا الأمة العربية وبين الميليشيات الإرهابية التي تدعمها الدولة الفارسية) هذا إن أردنا أن ننسى واجب الدول العربية القومي الذي يفرض عليها أن تقوم بدعم الشعب العربي الأحوازي لطرد الاحتلال الفارسي دون أي مقابل. ولكن الدول العربية لاتزال تتخذ الصمت المخزي و المعيب مقابل تدخلات الدولة الفارسية ولاتزال تتعامل بخجل مع القضية الأحوازية. أي بمعنى آخر إن الدول العربية لا تمتلك استراتيجية للدفاع عن أمن الأمة العربية و خير دليل على ذلك الإعدامات الأخيرة التي طالت مجموعة من نشطاء الحرية في الأحواز و التي ذكرتها البعض من المؤسسات الدولية من بينها منظمة هيومن رايتس ووتش و الأمنيستي أو التصريحات التي صرح بها وزير الخارجية البريطاني. كذلك ما صرح بها البرلمان الأوروبي في حين لم نسمع أي ادانة أو تصريح من قبل مسؤول عربي واحد, حتى وسائل الإعلام العربية تعاملت مع الحدث بخجل. و ها هي الأزمات التي تقوم بتصديرها الدولة الفارسية داخل الدول العربية خير دليل على ما نقوله ومن بينها ميليشياتها الإجرامية في المملكة البحرينية و مجاميعها في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية و الأحزاب الطائفية الخاصة بها في العراق و حزب اللات في لبنان و .. لذلك لا نستطيع أن نحمل الشعب العربي الأحوازي المسؤولية الكاملة عن إطالة عمر الاحتلال أبدا بل إن الدول العربية لها سهم كبير في إطالة عمر الاحتلال الفارسي للأحواز العربية. [email protected]