أكد مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن السيد/ جمال بن عمر أن الجنوبيين يشككون في وعود الإصلاح التي تطلقها الدولة, وأن دعوات انفصال جنوباليمن عن شماله تتنامى يوماً بعد يوم. وقال بن عمر في تقرير قدمه في جلسة مغلقة صباح أمس الخميس إلى مجلس الأمن الدولي في نيويورك:" هناك اضطرابات في الجنوب وتستقطب حركة عصيان مدني اليوم أعداداً كبيرة من الناس إلى الشوارع, وتتنامى الدعوة إلى الانفصال يوماً بعد يوم, وسئم الشعب في الجنوب بعد نحو عقدين من التمييز والقمع وعدم معالجة المظالم المشروعة، وبات يشكك في وعود الإصلاح". وأضاف المبعوث الأممي إلى اليمن, في تقريره الذي نشرت منه مقتطفات على صفحته في الفيس بوك:" كثير من اليمنيين يتفقون على أن حل القضية الجنوبية مفتاح لنجاح العملية الانتقالية في اليمن".. لافتاً إلى غياب بعض فصائل الحراك في مؤتمر الحوار الوطني، وقال "إن الذين شاركوا فيه انضموا بحذر، متوقعين أن يتعاطى المؤتمر مع مصالحهم بنزاهة واحترام، بما في ذلك مطالبات البعض بالانفصال". وأكد أن تواصله ما يزال مستمراً مع قيادات جنوبية ليست مشاركة في الحوار، وأنها أكدت له مراراً أن الوسيلة الوحيدة للحل هي عبر الحوار, ونبذهم للعنف والتزامهم الحوار.. داعياً الحكومة اليمنية إلى اتخاذ إجراءات فورية لبناء الثقة في الجنوب لمعالجة المظالم المزمنة للجنوبيين المتعلقة بالمصادرة غير القانونية أو غير المشروعة للممتلكات والتسريح القسري من الجيش والخدمة المدنية. وعن مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي بدأ قبل نحو نصف شهر بالعاصمة صنعاء, قال بن عمر:" لقد أحطت مجلس الأمن بأخبار سارة عموماً حول عملية الانتقال السياسي في اليمن, وكان افتتاح مؤتمر الحوار الوطني في الثامن عشر من مارس 2013 لحظة تاريخية لليمن, فالمجموعات التي كانت تخوض مواجهات مسلحة قبل عام فقط، تجتمع اليوم في القاعة ذاتها لمناقشة مستقبل مشترك لبلادها". وأكد أن هذا يمثل "ابتعاداً كبيراً عن الأحداث المأسوية التي حصلت قبل عامين، في 18 آذار (مارس) 2011، حين قتل 45 متظاهراً سلمياً وجرح 200".. مستدركا بالقول: "رغم أن ذلك محطة هامة من المرحلة الانتقالية، إلا أني لفت نظر المجلس إلى التحديات الكبيرة الباقية". وبشأن الدول المانحة أبدى بن عمر أسفه لعدم الإيفاء بكثير من التعهدات, وقال: "آمل أن يفي المانحون بوعودهم, وذلك لمواجهة الأزمة الإنسانية المستمرة في اليمن, فالنداء الإنساني لهذه السنة لا يزال ينقصه 78% من حاجاته التمويلية. وعبر أيضاً عن أسفه لما رافق الأسبوع الأول من مؤتمر الحوار، من أحداث, حيث ازدادت الهجمات على البنية التحتية، وتم تسجيل تسع هجمات على خطوط نقل الطاقة الكهربائية وخمسة هجمات على أنابيب النفط, كما جرت محاولات اغتيال عدة في صنعاء تستهدف مسؤولين حكوميين، وفي حالة واحدة استهدف عضو في مؤتمر الحوار.