علي الأسدي- في الوقت الذي يبحث فيه «السوادالأعظم» من ابناء اليمن عن من يعينهم ويخفف معاناتهم ويتبنى همومهم وقضاياهم ويرفع عنهم الظلم والفساد والغلاء والبلاء وسوء الفتن ومآسي الأزمات والحروب التي أثقلت كاهلهم وكاهل الوطن ب«فواتيرها» الباهضة التي سيتحملها ويدفع ثمنها حتى الأطفال في بطون أمهاتهم والذين لازالوا في أصلاب آبائهم وأبناء أبنائهم من اليوم الى قيام الساعة!!.هكذا يبدو هو«حظ» و«قدر» اليمنيين -أكان المعين والمنقذ في «المعارضة»أو «السلطة» مجازاً-لأن المعين هو«الخالق وحده»- في هذا الوقت العصيب ..وفي هذه القضايا المتصلة بحياة وأوضاع الناس المعيشية التي تزداد سوءاً بعد سوء يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر نتيجة ضعف وفشل وغياب الدولة وممارستها وسياساتها الخاطئة وإتساع رقعة ومساحة إنتشار الفساد -تغيب «المعارضة» الوطنية البناءة وتظهر أخرى بأصوات «نشاز»في الوقت والمكان «الخطأ»!! بقضايا أقرب الى «الخيال» منها الى الواقعية كما دأبت اليها بعض من أحزاب «اللقاء المشترك» التي خرجت للشارع مؤخراً إحتجاجاً على سن مشروع قانون يحمي آدمية وإنسانية المرأة اليمنية ويزجر ويجرم «الزواج المبكر» للفتاة دون بلوغها سن الرشد المحدد ب(18عاما)والذي لاتعد انتهاك الحقوق وإنسانية المرأة وحسب وإنما إغتصاب للعذرية ولبراءة الطفولة مع سبق الإصرار والترصد .وهنا نوجهها دعوة للمعترضين بأن لا تنشغلوا بهذه القضية وتتناسون قضايا ومعاناة الناس الذين يطالبون بتحسين ظروفهم وحياتهم المعيشية بحثاً عن حياة أمنة حرة كريمة بتأمين إحتياجاتهم وقوتهم الضروري اليومي الذي يسد رمق جوعهم ويروي ظمأ عطشهم كأضعف الإيمان وأبسط ضرورات الأمن والأمان من الخوف إنطلاقاً من قوله تعالى «فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف »صدق الله العظيم.فالزواج المبكر «المفتوح» وبلا«حدود» لايطعم الناس ولايشبع جوعهم ولايؤمّن خوفهم ولايحقق استقرارهم وسلامهم الإجتماعي. بل على النقيض حيث أثبتت التجارب أن معظم مشاكل وعدم استقرار الأسرة اليمنية نتيجة زواج الفتاة في سن مبكر دون مراعاة ضعف العقل والبدن وصغر العمروحالتها النفسية والمعنوية والصحية في مواجهة أعباء الزواج من معاشرة وحمل وولادة وغيرها من الأمور الصعبة التي لاولن تقودهاإمّا للإنتحار أو الهروب والعزوف عن بيت الزوج الى المجهول أو مايؤدي الى مشاكل أسرية كما حدث في بعض الأسر. وهناك حالات حدثت ما يعرف ب«الزواج السياحي» من مغتربين أو من دول الجوار من يمنيات في عمر قاصر وما أن تظل معه أسبوعاً أو شهر«متعة» إلّا ويغادر ويعود الى ومن حيث أتى تاركاً الفتاة وما تحمله في أحشائها من «جنين» يصبح بعد أشهر«مولوداً» يحمل أسماً لأب مجهول أصبح في علم «الغيب» إلّا من رحم ربي،فلو كانت في سن النضوج العقلي والبدني لما قدمت نفسها ضحية للمجهول.