خاص- لازالت ردود الأفعال تتوالى لليوم السابع على التوالي إثرقيام السلطات اليمنية بإقتحام مكتب قناة«الجزيرة»بالعاصمة صنعاء وإحتجاز جهاز البث التابع لها بدعوى أن «الأخيرة» دأبت ومنذ فترة على نشر أخبار وصور وتقارير ومعلومات كاذبة ومضللة عن طبيعة الأحداث والأوضاع الداخلية في اليمن. وقد تباينت الردود والمواقف بين منددة ومتحفظة ومؤيدة لهذا القرار الذي أختير له أن يكون في هذا التوقيت والظرف العصيب التي تعيشه وتمر به البلاد التي أنهكتها الحروب «الست» في الشمال والإحتقانات الشعبية في «الجنوب» بفعل الممارسات والسياسات الخاطئة للسلطة التي روجتها وسوقتها وعممتها في خطابها السياسي والإعلامي الذي كان له الأثر السلبي في تأجيج الفتن والأزمات وإشعال الحرائق والحروب على إمتداد الساحة الوطنية.حيث يرى مراقبون بأن حملة التنديد الواسعة التي تبنتها أحزاب المعارضة في تكتل«المشترك» قد إستفادت كثيراًمن قرار الإقتحام وحملة التنديد لتسويق مواقفها وأنشطتها وتحركاتها ضد السلطة في منبر إعلامي كبير مثل «الجزيرة».. إلى جانب استغلال القيادات الإنفصالية في «الخارج» ومعها «الحراك الجنوبي» في الداخل الذي فقد أهم وسيلتين إعلاميتين كان يعتمد عليهما في تسويق مواقفه وتغطية نشاطه وتحركاته ضد «السلطة» بإغلاق قناة«عدن» ذات التوجه الإنفصالي وصحيفة «الأيام» اليومية «الموقوفه» التي تصدر في عدن-لتجد الأصوات الداعية للإنفصال في قناة«الجزيرة» النافذه التي توصل دعوتها لفك الإرتباط إلى الرأي العام المحلي والدولي.لتقود حملتها التنديدية بقرار الحكومة من منطلق مصلحتها اولاً - وليس لأنه قرار تعسفي- اقتحام مكتب القناة في صنعاء ومصادره جهاز البث الخاص بها اظهر اتجاهاً آخر يدين هذا التصرف ويعتبره قرار خاطئاً جاء في التوقبت والمكان الأكثر خطأ من منطلق الغيرة الوطنية والحرص على سمعة اليمن ونهجه الديمقراطي.بسبب ما يمكن ان يترتب عليه من إنعكاسات سلبية لتغطية القناة للاحداث التي تجري في اليمن وتأثيرات تلك التغطية على الوحدة والأمن والإستقرار.هذا وكانت قناة «الجزيرة» قد باشرت بالفعل حملتها على اليمن دون أن تفرق بين«السلطة» والأرض التي لاحول لها ولاقوة من خلال فتح «الملفات» وتبني القضايا والمطالب الإنفصالية وإستضافة وإجراء عدد من الحوارات واللقاءات التلفزيونية مع بعض قيادات الحراك الجنوبي الإنفصالي في الداخل والخارج.والتي يعد اللقاء مع المعارض أحمد الحسني في برنامج -الجزيرة مباشر- تلاه نشر لقاء صحفي مع/علي سالم البيض في صحيفة«العرب» القطرية الرسمية اليومية, احد تجليات تغير المواقف القطرية تجاه اليمن بمباركة رسمية من الحكومة القطرية التي لم تراع دورها ومواقفها القومية في خدمة بعض القضايا العربية التي تحسب لأميرها/ حمد بن خليفة آل ثاني الذي ما إن بدأت شعبيته تتوسع في بعض الأقطار العربية إلاّ ويحاول بعض المسئولين والقائمين على قناة«الجزيرة» إعادة قطر الي نقطة االبداية والإساءة لمواقفها القومية تجاه " فلسطين ولبنان والسودان" وموقفها الداعم للوحدة اليمنية عام 1994م الذي خلده الشعب اليمني في ذاكرته ووجدانه. ووسط ضبابية المواقف ظهر بعض القيادات المحسوبة على النظام والحزب الحاكم والأحزاب المواليه من " المتاجرين بالمواقف والقضايا الوطنية والتي تطالب بإغلاق مكتب «الجزيرة» وتؤيد محاولة تكميم افواه العاملين في المكتب ومنها عملية الأقتحام والإحتجاز لجهاز البث. في متاجرة فاضحة بالمواقف من قبل تلك القيادات التي لا تدرك ولا تراعي مصالح اليمن والحرص على ثوابته الوطنية وانظمته وقوانينه النافذه, وتجربته الديمقراطية التي تجرم مثل هذه الأفعال«الغبية» التي تدل على غباء وإفلاس السلطات اليمنية ممثلة بوزارة الإعلام وعقلية قيادتها «الشمولية» التي لم تعد تفرق بين الفعل الصحيح الذي يخدم البلاد وبين الفعل الخاطئ الذي يلحق الضرر والأذى بالوطن.وكون «الجزيرة» لم تعد ملكا لدولة وحكومة قطر, بل أصبحت منبرا إعلاميا لكل العرب والمسلمين التي يجب أن تحترم مشاعرهم من خلال تبني قضاياهم القومية العادلة والمشروعة.يطالب المعنيون بحرية الصحافة والإعلام في اليمن بضرورة قيام السلطات بإعادة «جهاز البث» وعدم تكرار مثل هذه التصرفات التي لاتسيئ للحزب والنظام الحاكم وحسب وإنما تسيئ لليمن ولحرية الصحافة والتجربة الديمقراطية الفريدة في المنطقة هذا وقد ناشدت رابطة الصحافة القومية-قطراليمن- الحكومتين اليمنيةوالقطرية بتصفية حساباتهما بعيداً عن قضايا ومصالح وثوابت القطرين والشعبين اليمنيوالقطري (الشقيقين ) اللذان تربطهما علاقات إخاء وتاريخ ومصير مشترك.. كما طالبت الرابطة الحكومة اليمنية بسرعة إعادة جهاز البث التابع لقناة«الجزيرة». ودعت الرابطة الأمير القطري والحكومة القطرية إلى ضبط النفس حفاظاً على سمعتها ورصيدها من المواقف والمكاسب القومية التي حققتها على مدى السنوات الأخيرة في خدمة القضايا العربية والإسلامية، والتي يعد موقفها الشجاع المساند للوحدة اليمنية في ال94 م من ابرزها. بأعتبار ان الوحدة اليمنية اهم وابرز مكسب قومي للأمة العربية كما جاء على لسان الأمير حمد بن خليفة آل ثاني في مناسبات عده.