*حاورته الاعلامية يسرا الناصر في القاهرة قد لا يكون غريبا ان نقول ان العراق قد قدم عدد من الاسرى في خلال سنوات الاحتلال الاسرائيلي لارض فلسطين ، وبذلك دخلت معاناة الاسر الى بيوت العراق انذاك وهي لم تقف عند الاسير فقط او الاسيره انما تصل الى ام واب واخوة الاسير بل حتى تصل الى اصدقاء وجيران الاسير فمجتمعنا العراقي مجتمع مترابط عاطفي اجتماعي يتشارك كثيرا بأحزانه . لكن كيف هي حياة الاسير .. كيف يقضي ايامه؟؟هذا ماسنعرفه من الاسير العراقي المحرر عباس البياتي حيث التقيته في بيتي .....اذ انه في مصر للعلاج في احدى المستشفيات وعلى نفقه السلطه الفلسطينيه مرحبين به ....دار الحوار معه. وهو يتذكر العراق وبالذات بغداد اللتي كانت ومازالت اجمل بلاد الدنيا بالنسبه له وانا ارى الدمع ينساب من عينيه وهو يتذكرها واصدقاء الطفوله والصبا ويتذكر اهله وامه المريضه اللتي يتمنى رؤيتها قبل ان تاتي اي منهما المنيه...قلت له كيف لنا تعريفك الى قراء جريدتنا ... قال : انا علي عباس فرهاد البياتي من العراق كنت نقيب في جبهه التحرير العربيه في حزب البعث العربي الاشتراكي حيث تم اعتقالي بتاريخ 18 / 11 / 1979م في عرض البحر قبالة شواطيء نهاريا ومن ثم اسري وانا اقوم بمهمه كلفت بها ومن معي على يد جنود الاحتلال الاسرائيلي تبدأ حكاية الألم من ساعة اعتقالي من البحر ومن معي وتم، تكبيل يدي وغمغمة عينيي وتعرضت للضرب المبرح وفي كل انحاء جسدي مع الشتم من قبل الجنود من ساعة الاعتقال الى وصولي الى مكان الاعتقال ، وهناك تبدأ مرحلة اخرى من الألم فمن المنع من النوم لأيام واسابيع الى التهديد بالأهل والابعاد والقتل بل انهم احيانا يهددونا بالاغتصاب.. وقال انه يشعر بالحنين إلى العراق وذويه، بعد سنوات من الحرمان التي أعقبت الإفراج عنه عام 1999 وإقامته وزواجه في غزة. ويتذكر البياتي طفولته في العراق حيث انه حزين على فقده أصدقاء الطفولة فقد استشهد بعضهم كما سمع، ويحن إلى أن يقضي يوماً واحداً مع أهله ووالدته خاصة في العراق بعد سحب الجنسية العراقيه منه لانه رفض التخلي عن جواز سفره الفلسطيني الذي منحته إياه السلطة الفلسطينية ويسترسل بالقول....هناك قصه لااستطيع نسيانها ماحييت فهو
.يتذكر حين نقل بتحويلة خاصة وبتنسيق عالي المستوى إلى الأردن لتلقي العلاج من سرطان الدم عام 2008، أن شقيقته حضرت إلى المستشفى ومرت بجواره وسألت طبيباً هل وصل علي عباس البياتي من فلسطينالمحتلة، فناديت عليها وقلت أنا هو.
ويضيف البياتي "ظننت أنها والدتي في البداية، لكنها كانت شقيقتي.. والله لم أعرفها لأني غبت عنهم كثيراً"، ويوضح أنه يحمل شهادة ميلاد عراقية لكنه لا يحمل الجنسية العراقية، مشيراً إلى أن أسئلة أطفاله الأربعة تضعه في موقف تذكر دائم لمعاناته، فأطفاله يسألونه "أين كنت تعيش يا بابا؟ ونريد رؤية جدتي وأعمامي وعماتي". سالناه عن حياته بعد اشهر التحقيق معه كيف كانت؟ قال البياتي انتهت فترة التحقيق التي طالت شهورا عديده حيث انتقلت بعدها الى المعتقل . في المعتقل بدأت حياةاخرى .. اخوة جدد .. طعام جديد .. مكان جديد.استقبلني اخوه لي في المعتقل قدمو لي ما توفر لديهم من لباس وفراش وارشدوني الى سريري لاتختلف ايام الاسرعندي عن بعضها البعض فالخيارات محدوده ، فمن فطور الصباح الذي يكون غالبا فول من قبل ادارة السجن لكننا نقوم بتعديله قليلا باضافة الملح واعادة تسخينه وطحنه واضافة زيت الزيتون ان توفر، ولا انسى هنا ان اذكر ان مخصص كل اسير هو خمس خبزات يوميا فقط !! عليه ان يكتفي بها طيلة اليوم . في السجن منعونا من تنظيم جلسات او اعطاء دروس او محاضرات وفي حالة اكتشفت ادارة السجن ان احدى الغرف تعقد جلسة فانها تحرم الاسرى من الخروج الى الفورة عدة ايام ( الفورة في السجن تعني خروج الاسرى الى الساحات لمدة ساعتين يوميا ) وبذلك حرمت ادارة السجن الاسرى من الاستفاده الثقافية والوطنية ، ولكن يتوفر عدد قليل ومحدود من الكتب التي لجأت اليها انا ومن معي للاستفاده وتمضية ساعات السجن الطويله . سالت السيد التميمي عن كيفيه التعايش او التعود على حياه الاسر وحياته مع الاسرى الاخرين قال؟ بالرغم من صعوبة الاسر الا اني تعايشت مع رفاقي واضفنا الى السجون مفردات جديده غيرت من حياتنا ومن مفهوم اعتقالنا ، فالاسرى لهم تنظيمهم وترتيبهم للوضع الاعتقالي داخل المعتقل رغم كل التضييق من قبل السجّانين ... ففي حالة وفاة قريب لأحد الاسرى نسارع الى اقامة بيت عزاء له ونعد القهوة السادة ونتقبل التعازي من بعضنا البعض . وفي حالة الفرح أو الاعياد فاننا نعد ما نستطيع من حلوى ضمن امكاناتنا البسيطه المتوفره ، فمثلا كنا نعد الكنافه بواسطة تحميص بقايا الخبز، وكنا نزين الغرف بواسطه قصاصات الصحف ، ونجمع مخصصنا من الفاكهه لنقوم بنهاية الاسبوع بالاحتفال بشرب كوكتيل ( يُخصص للاسير حبة فاكهه يوميا..... سالت السيد عباس عن كيفيه قضاء طقوسهم الدينيه والصلاه وهم في سجون اسرائيليه وسجانين صهاينه كفره قال؟ يدرك الأسرى مكانة وأهمية صلاة الجمعة في ديننا الإسلامي لذلك حرصنا على إقامتها رغم الأسر والتضييق الإسرائيلي علينا. بدايةً حرمت من الصلاه طيلة فترة التحقيق معي في مراكز التحقيق الاسرائيليه ، بل اني هناك فقدت الاتصال بالدنيا فلم اكن اعرف الوقت أو الزمن أو اليوم الذي انا فيه ، ولا اعلم إن كان الوقت ليلاأم نهارا. عند انتقالي إلى المعتقل فان حياة جديدة تبدأ. يوم الجمعة يوم مميز للأسير فمنذ الصباح نبدأ الاستعدادات لإقامة الصلاة ، ونتوقف الجلسات والمحاضرات في ذلك اليوم فهو يوم عطله ، وصلاة الجمعة تختلف في السجون التي تحتوي على غرف عن السجون التي تحوي خيم ، إذ أن الأسرى في السجون التي تحوي غرف يسمح لهم بالخروج من غرفهم وقت الصلاة بالضبط حيث يجلسون في ساحات المعتقل يستمعون إلى الخطبة ، وبعد انتهاء الخطبة يعودون إلى غرفهم وتغلق عليهم من جديد . أما في المعتقلات التي يعيش فيها الأسرى في خيم فإنهم منذ الصباح يقوموا بتجهيز الخيمة التي ستستضيف المصليين هذا الأسبوع ، إذ أن الأسرى يختارون خيمة من الخيام كل جمعه لتقام فيها الصلاة ، ويتم إخراج الأبراش منها ( الابراش هي الاسره التي ينام عليها الأسرى وهي مصنوعة من الخشب ، ويصنعها الأسرى بأنفسهم بما توفر لهم من بقايا خشب ) وبعد إخراج الابراش يقومون بغسل وتنظيف أرضية الخيمة بما توفر لهم من شامبو ومعجون أسنان لإكساب الخيمة رائحة جيده . كنا نلبس أفضل ملابسنا ونبحث عن أي أسير يمتلك القليل من العطر لنتعطر ،ونجلس داخل الخيمة المعدة للصلاة وقد فرش كلٌ منا مفرش الصلاة الخاص به أو قد يتقاسم اثنان أو ثلاث من الأسرى نفس المفرش، ونستمع إلى الخطبة التي يلقيها احد الأسرى الذي عادة يكون إمام مسجد أو دكتور شريعة في احد الجامعات وقد يتقدم إلى الخطبة احد الشباب الذين يمتلكون ملكة الخطابة أو حازوا على دورة خطابة في المعتقل ولم تسلم خطبة الجمعة من ملاحقة الاحتلال وإدارة السجون الاسرائيليه فقامت حديثا بوضع عدد من القوانين والانظمه التي تضيق على الخطيب ، فهم الآن يمنعون الخطيب من التحريض ؟؟ أي الحديث في خطبته عن فلسطين وأرضها وقضيتها ، بل أن احد الخطباء تعرض للسجن في الزنازين الانفرادية خمسة وعشرين يوما لأنه ذكر حيفا ويافا وعكا في خطبته ، ويجب على الخطيب تسليم الإدارة خطبته مكتوبة قبل يوم الجمعة ليقوموا بقراءتها والموافقة عليها !!! بل إنهم الآن يحرمون عدد من الأسرى من الخطابة لحجج يضعونها هم، فهم يشترطون أن يكون خطيب واحد معتمد ومقبول لإدارة السجن في كل قسم من أقسام السجن وأسير آخر بديل عنه !!! كثيرا ما يتعرض الأسرى للضرب واستنشاق الغاز المسيل للدموع والانتقال إلى الزنازين الانفرادية ومصادرة ممتلكاتهم وذلك بسبب خطبة جمعه لم تعجب إدارة السجن نسالك حاليا انت موجود في مصر ممكن اعرف سبب الزياره عمل او سياحه؟ يقول البياتي لاهذه ولا تلك انا موجود هنا لاجراء بعض التحاليل والفحوصات اللتي تؤكد شفائي من عدمه ....والحمد لله النتيجه كانت مذهله لانها خاليه من المرض تماما والحمد لله قلنا له الحمد لله على سلامتك وعقبال العوده الى العراق الحبيب هل من امنيه تريد تحقيقها ؟ يقول البياتي ....امنيه واحده وهي ان احصل على جواز سفر عراقي وجنسيه كي اتمكن من زياره بلدي واولادي معي وزوجتي ليرو اهلي وامي وبلدهم وانا عبر صحيفتكم هذه اناشد الحكومه العراقيه ان ينظرو بعين الاعتبار الى اني قضيت نصف عمري في الاسر مدافعا عن بلد عربي طالما دافعو عنه وان يمنحوني الجواز العراقي لاني عراقي الاصل ولاني اريد رؤيه والدتي المريضه سؤال اخير كيف تم الافراج عنك؟ يجيب السيد علي لقد تم الافراج عني بصفقه سياسيه عن طريق منظمه التحرير الفلسطينيه بقياده الشهيد ابو عمار وذلك سنه 1999 وتم منحي جواز السفر الفلسطيني وتزوجت من امراه فلسطينيه فاضله وانجبت منها اولادي محمد وليلى وسندس وجمال كلمه اخيره....... السيد علي البياتي اتوجه الى صحيفتكم بالشكر والامتنان وسلامي الى كل اهللي واحبتي في العراق الحبيب .....و اتمنى لبلدي العظيم الامن والاستقرار طويت صفحات اجندتي ولملمت اوراقي ونحن نشرب فنجان قهوتنا متمنيه للاخ علي دوام الصحه والعوده الى حضن العراق ولقاء والدته وفي قلبي غصه كبيره حيث اقول !!!! الى متى ياعربوالى متى ياعراق