لا يخفى على أحد أن مرحلة التعليم الأساسي تنتهي بالصف التاسع، ومرحلة التعليم الثانوي تنتهي بالصف الثالث الثانوي، ولما لهذين الصفين من أهمية لأنهما نهاية مرحلتين من مراحل التعليم فقد جعلت وزارة التربية والتعليم الاختبارات النهائية لهذين الصفين وزارية مركزية لانتقال طلاب هذين الصفين من مرحلة من مراحل التعليم إلى مرحلة أخرى. وبما أن هذه الاختبارات الوزارية أصبحت سلبياتها أكثر من إيجابياتها فإنني أتقدم بدعوة إلى وزارة التربية والتعليم إلى التفكير الجاد لإلغاء هذه الاختبارات وجعلها كبقية اختبارات الصفوف الأخرى واعتماد اللامركزية في جميع المدارس الابتدائية والثانوية لأسباب كثيرة منها: 1- أن من يقومون بإعداد الاختبارات الوزارية يعتمدون اختبارات نموذجية مثالية لا تتناسب مع قدرات المعلمين الذين يقومون بتدريس مواد الصفين التاسع والثالث الثانوي، وكذلك لا تتناسب مع قدرات جميع الطلاب في هذين الصفين. وأنا هنا أعلن تحدي لمعلمي وموجهي مواد هذين الصفين في جميع مدارس الجمهورية أن يقوموا بحل الاختبارات الوزارية لهذين الصفين بنسبة 100% ومن يقبل هذا التحدي فعليه أن يختبر مع طلابه ويرسل بإجاباته للكنترول لتصحيحها وإعلانها على وسائل الإعلام. 2- أن أغلب معلمي مواد هذين الصفين ليست لديهم القدرات التي تجعل طلابهم يصلون إلى مرحلة الفهم النموذجية بنسبة 100% للمنهج لأسباب منها وجيهة ومنها غير ذلك ومنها على سبيل المثال (أ) عدم وجود المختبرات والوسائل العلمية للمواد الدراسية في كل المدارس الثانوية الأساسية فالتعليم من قبل المعلم للطلاب يكون بطريقة نظرية فقط. (ب) عدم نزول الموجهين باستمرار إلى المدارس حتى يستفيد من خبراتهم المعلمين والطلاب. (ج) كثرة تنقلات المعلمين وعدم وجود العدد الكامل من المعلمين الثابتين لهذين الصفين من بداية العام وكذلك عدم الوصول الكتاب المدرسي في بداية العام الدراسي. (د) قلة الندوات التدريبية والتأهيلية للمعلمين التي ترفع من قدراتهم. 3- من الأسباب الداعية كذلك لإلغاء الاختبارات الوزارية انتشار ظاهرة الغش، وهذه الظاهرة السيئة أصبحت مصدر رزق وسمسرة من قبل ضعفاء النفوس من الملاحظين ومن يقومون بحل الأسئلة للطلاب ولجان الأمن، فتجد الطالب يدفعاً مبلغ من المال للملاحظ والمشرف ولرجال الأمن والسمسري حتى تتم هذه العملية. وهذه الظاهرة قد تكون سبباً في ضعف أداء بعض المعلمين ومثبطة لهم فيتقاعسون عن أداء واجبهم بالصورة المطلوبة لأنهم يعتقدون أن الاختبارات الوزارية ستكون بهذه الصورة. 4- عندما تكون الاختبارات النهائية لهذين الصفين كبقية صفوف المرحلتين (لا مركزية) فإن لها إيجابيات كثيرة منها: (أ) سيقوم المعلم بإعداد اختبارات للطلاب على حسب قدراته في تدريسه للمادة، وكذلك لن تتعدى الاختبارات ما قطعه الطلاب في المنهج. (ب) ستوفر هذه الطريقة المبالغ الطائلة التي تنفقها وزارة التربية والتعليم على طباعة وإعداد هذه الاختبارات الوزارية والبطائق الالكترونية وأرقام الجلوس وما تصرفه للملاحظين والمصححين ومواصلات توصيلها وتوزيعها على المحافظات والمديريات. (ج) القضاء التدريجي على ظاهرة الغش ومحاربتها. (د) سرعة إعلان النتائج للطلاب. 5- هذه الطريقة ستلغي الحوادث الأمنية والمصادمات التي تحدث أثناء أداء الطلاب للاختبارات الوزارية وكذلك ستمنع الجمهرة أمام مراكز الاختبارات. 6- اعتماد اللامركزية في اختبارات هذين الصفين ستلغي الثلاثة الاختيارات المُر�'ة التي يقع فيها من يتم اختيارهم كملاحظين وهي (أ) أن يمتنع من يتم اختياره كملاحظ عن الحضور فيتم خصم قسط من راتبه جزاءً له على غيابه عن الملاحظة (ب) أن يحضر ويؤدي واجبه على أكمل وجه وهو لا يعلم شيئاً عن أداء المعلمين الذين قاموا بتدريس المواد لهذين الصفين ويمنع الغش، وفي هذه الحالة قد يتعرض الطالب للظلم وربما يتعرض الملاحظ للمضايقات من قبل الطلاب والملاحظين والمتجمهرين (المغششين) (ج) أن يحضر ويترك الطلاب يفعلون ما يشاؤون ويغشون وفي هذه الحالة خان الأمانة التي كلف بتحملها. 7- اتخاذ اللامركزية في اختبارات التاسع والثالث الثانوي ستوفر للطلاب ما يصرفونه على أرقام الجلوس والصور الفوتوغرافية وكذلك ستمنع انتحال الشخصيات لأن الملاحظين سيكونون نفس المعلمين العاملين في المدرسة ويعرفون طلاب كل صف. 8- تحجيم الصورة السلبية وإلغاءها من قبل المجتمع عن التعليم والمعلمين والموجهين والملاحظين وهي "أنهم عبارة عن موظفين مرتشين وسماسرة". 9- إلغاء الازدواجية الفهمية والانفصامية عن المعلمين من عقول الطلاب حيث يقوم المعلمون للمواد الأدبية بتربية الطلاب أثناء أدائهم للمنهج على عدم الغش وجريمة الرشوة وحفظ الأمانة وعندما يحضر المعلم كملاحظ ويأخذ الرشوة ويسمح بالغش ويفرط في الأمانة يصبح لسان حال طلابه: يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي الظنا كيما يصح به وأنت سقيم وبالمناسبة هذه الأبيات من ضمن المنهج الذي يدرسه الطلاب وأخيرا قد يكون هناك سؤال مهم: إذا تمت الاختبارات بهذه الطريقة وخاصة الصف الثالث الثانوي لامركزيه: كيف سيتم اختيار الطلاب للمنح الخارجية والداخلية ومن يستحق الحصول عليها؟ وهذا سؤال جوهري ومقنع ولكن يمكن الإجابة عليه لو قامت وزارة التربية والتعليم بالآتي: 1- تقوم كل مدرسة ثانوية بعد الاختبارات النهائية للصف الثالث الثانوي برفع أسماء الخمسة الأوائل بمعدل تراكمي من أول ثانوي حتى ثالث ثانوي لمكتب التربية بالمديرية، ويقوم بإرسالها لمكتب التربية بالمحافظة. 2- بعد تجميع مكتب التربية بالمحافظة للخمسة الأوائل من كل ثانوية بالمحافظة يقوم برفع الأسماء لوزارة التربية. 3- تقوم وزارة التربية بإعداد اختبارات وزارية وإنزال أرقام جلوس لجميع الطلاب إلى مكاتب التربية بالمحافظات. 4- يقوم مكتب التربية بالمحافظة بتجهيز قاعة اختبارات مركزية في عاصمة المحافظة لأداء الاختبارات بها. 5- يقوم مكتب التربية في المحافظة بعد ذلك باختيار ملاحظ أهلاً للأمانة للمحافظة على الطلاب في قاعة الاختبارات. 6- بعد ذلك يقوم الملاحظون برفع دفاتر إجابات الطلاب لمكتب التربية بالمحافظة بالطريقة المعتادة. 7- يقوم مكتب التربية بالمحافظة برفع دفاتر إجابات الطلاب لكنترول الوزارة لتصحيحها. 8- بعد تصحيح الدفاتر تقوم الوزارة بإعلان النتائج عبر وسائل الإعلام ويصبح الطلاب الأعلى نسبة هم الفائزون والمستحقون للمنح الداخلية والخارجية.