صحيحٌ أنَ حركةَ الإخوان المسلمين قد أخفقت, حتى الآن, في إدارة دفة الحكم, وشئون الدولة المصرية بفاعلية, وافتقرت لشرعية الانجاز, خلال العام المنصرم. ومِن ثم, فقد تعاظمت المعارضة الشعبية لحكم مرسي, بل إنها تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة ! ولكن من الصحيح أيضًا أن الرئيس / محمد مرسي مازال يتمتع بشرعية انتخابية, كما أن أنصاره ومؤيديه مازالوا كُثر, ويتمسكون بالشرعية الانتخابية, وفقًا للدستور! ومن ثَم يتعين أن يأتي الرئيس القادم وفقًا للإرادة الشعبية, عبر انتخابات حرة, ودورية, ونزيهة ! يبدو إن الأطراف السياسية المصرية المختلفة, مازالت في أمس الحاجة للمراجعة والحوار, والبحث عن حلول وسط , دون التفريط بأهداف ثورة 25 يناير المصرية السلمية, أو السعي لاستئصال أي طرف, أو محاولة تهميشه؛ طالما قَبِل بقواعد الديمقراطية والاعتراف بالآخر والتسامح تجاهه ! ولكن حذارِ : إن الإصرار على شيطنة الإخوان المسلمين , وحرمانهم من شرعية تواجدهم السياسي , ودفعهم باتجاه فقدان الثقة بآلية تداول السلطة عبر الانتخابات ؛ قد يحرمنا من وسطية حركتهم الإسلامية , بحيثُ تغدو للتطرف أقرب ! بل إن الأخطر في هذا الصدد, فقدان بعض الحركات الإسلامية الثقة بقواعد اللعبة الديمقراطية ! اعلموا أن ثقافة الانكسار, التي قد تتملك حركة الإخوان المسلمين , جراء الإصرار على إسقاطها أو تهميشها, خارج القواعد الديمقراطية ؛ تُعد من أهم مولدات تبني العنف وانتشاره على الساحة المصرية ! يا أهل مِصر : تمسكوا بالديمقراطية, وشكلوا حكومة وحدة وطنية عاجلة, واجروا انتخابات برلمانية مبكرة , أو توافقوا على إجراء استفتاءٍ شعبي؛ يحدد مصير رئيسكم القادم . اللهم أحفظ مِصر وأهلها , وجنبها حكم العسكريين .