أعطني إعلاماً بلا ضمير اعُطيك شعباً بلا وعي كانوا يسمنوه قديماً بالسلطة الرابعة ولكنه أصبح اليوم السلطة الاولى. إن التاريخ الحديث يؤكد ذلك، وانظروا إن شئتم حملات التمليك والترئيس والتوريث في عالمنا الصغير وسترون بعد تروٍ وتمعن قبول اللامعقول واللامنطقي في مشهد عام مزيف ومغشوش. وقد تفطن بعض المحترفين للسياسة والطامحين لسدة الحكم كيف تؤكل الكتف، وأن الباب الإعلامي على سعته، باب الصوت والصورة والكلمة المنشورة، هو الباب للوصول ثم التنفيذ.. بلغة ابسط لست هنا مبالغاً ولكني استندت الى الواقع الذي عشناه ونعيشه وليس الاعلام المصري عنا ببعيد فقد استطاع تزييف الواقع وجعل اللامنطقي منطقيا بين شريحة كبيرة من الشعب واستطاع تزييف العقل والضمير وتخديره حتى لوقتل الانسان. بسبب ضعف اداء اعلام الثورة تمكن الفلول عبر اعلامهم القوي من بث سمومهم في كل مكان وشيطنة مخرجات ثورات الربيع العربي يقول جوزيف وزير الاعلام النازي في عهد هتلر :أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي. حقيقة مرة : للاسف الشديد لايزال اعلام الثورة في اليمن ضعيفاً جداً ولا يواكب المرحلة الحاسسة التي نعيشها فلم يطور من اسالبية ومظهره وجوهره. ولاتزال قنوات الثورة تبث بالانترنت في المقابل تبث قنوات الثورة المضادة بأحدث اجهزة البث CNG وشبكة مراسلين في كل ارجاء اليمن. يتفوق الاعلام المضاد بوسائله وأسالبيه الحديثه في مخاطبة الجمهور اليمني الذي تبلغ الامية فيه 70 % حسب الاحصائات الرسمية، انها بيئية خصبة وسهلة في نفس الوقت للعب بالعقول والأفكار. لاتزال الصحف المناصرة للثورة مهددة بالتوقف عن الصدور بسبب قلة الدعم المالي وشح الاعلانات التجارية تكافح من اجل الصدور في الاسبوع مرة. في مقابل صحف فلولية صفراء تزدهر وتصدر يوميا، تدعمُ بكل سخاء، تنشر الزيف والكذب تمتلك خبرةً في تلفيق الاشاعات. يقوم داعمي ومالكي تلك الصحف بتسريب ملفات سرية للدولة لكي تمتع صحيفتهم بإخبار حصرية وسرية لكي تخلق الاثارة والبلبلة وبالتالي تجلب مزيداً من القراء. تخيلوا إن اعلام الثورة لايمتلك اذاعة واحدة !!في مقابل اذاعات فلولية تمجد صباح مساء تبث علىFM وبدقة عالية تتجاوز دقة ووضوح الاعلام الرسمي الذي اصابته الشيخوخة. إذا لم نتعلم من التجربة المصرية فسنندم يوم لا ينفع الندم، ياساده انها معركة إعلام بدرجة رئيسية معركة السيطرة على العقول، إن تطوير ودعم الاعلام ينبع من الشعور بأهمية هذا السلاح في حماية الثورة ومكتسباتها، انها نقطة ضعف يجب ان تقوى وثغرة يجب ان تسد. أما الاعلام الرسمي الذي لا يتابعه غالبية الشعب الا في نشرة الاخبار والبعض لا يشاهده اصلاً فلا يزال على حالته البائسه، في الاسابيع الماضية بثت قناة سبأ مقطع اباحي ، وقبلها باشهر انقطع البث لااكثر من نصف ساعة ، صحيح انه حصل تغيير لبعض مسئولي الاعلام ولكن للآسف لاتزال ثقافة الفساد والتطبيل هي السائدة على هذا الاعلام المعاق .. نتمنى ان يدرك اعلام الثورة والإعلام الرسمي حساسية المرحلة والمؤامرة المحاكة ضد وطننا وثورتة 11 فبراير المباركة.