نجح الوسطاء الإقليميون والدوليون في تحقيق اختراق نسبي في أزمة جنوب السودان المستفحلة منذ نحو أربعة أسابيع، وتمكنوا عقب اجتماعهم بزعيم المتمردين رياك مشار قرب الحدود الاثيوبية، من حلحلة بعض الاشتراطات وأبرزها اقتراح هدنة أو وقف إطلاق النار من دون التزامن مع إطلاق سراح مساعدي مشار المعتقلين، حيث وعد زعيم المتمردين بالرد على ذلك بعد التشاور مع وفده المفاوض وقادته الميدانيين، واقترح الوسطاء إنشاء قوة غير مسلحة لمراقبة احترام الاتفاق المحتمل، إلى جانب السماح فورا بإيصال "مساعدة طارئة" للنازحين من جراء المعارك . واعتبر وفد الوساطة المكون من الجنرال الكيني لازراس سيمبوبيو. ووزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفن ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد بوث، ان اللقاء كان ناجحاً وحقق تقدماً، لافتاً إلى أنه قد يجتمع مع الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير اليوم (الاثنين). يأتي ذلك، فيما واصل آلاف الجنوب سودانيين الفرار من جحيم المعارك الدائرة، وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، ان نحو 10 آلاف شخص فروا من المعارك الدائرة في جنوب السودان ولجأوا إلى السودان . وبذلك، يكون السودان ثاني بلد من حيث استقباله هذا العدد من النازحين الجنوبيين، حيث لجأ 32 ألفا إلى اوغندا بينما بلغ عدد الذين لجأوا الى اثيوبيا وكينيا عشرة آلاف. وتقول الأممالمتحدة أن نحو 400 ألف شخص فروا من منازلهم بسبب المعارك في جنوب السودان، التي أوقعت "اكثر بكثير" من ألف قتيل.