أكد الحزب الاشتراكي اليمني تمسكه بالآراء التي تقدم بها إلى مؤتمر الحوار الوطني حول عدد من القضايا وفي مقدمتها التمسك برؤيته حول شكل الدولة وحل القضية الجنوبية على قاعدة الإقليمين "لأن في ذلك حفاظ على وحدة الجنوب ووحدة الشمال ووحدة اليمن عموما". وأشعل موضوع الأقاليم خلافات داخل الحزب الاشتراكي وانقساما داخل قيادته العليا حول طبيعة شكل الدولة وعدد الأقاليم. ورفض بعض ممثلي الاشتراكي اليمني في مؤتمر الحوار تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم: أربعة في الشمال، وإقليمين في الجنوب، وتمسكوا بضرورة إبقاء الجنوب إقليماً واحداً، ضمن دولة تتكون من إقليمين فقط: واحد في الشمال وآخر في الجنوب. وأشعل موقف الأمين المساعد للحزب الاشتراكي الدكتور أبو بكر باذيب، المؤيد لتفويض رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بتشكيل لجنة تتولى حسم الخلاف في قضية شكل الدولة ويكون قرارها نافذا، موجة غضب داخل مكون الحزب في الحوار وقيادات أخرى وصلت حد اتهام باذيب بمخالفة رؤية الحزب وتبنيه خيار دولة اتحادية من إقليمين، وإعفاء باذيب من الاستمرار في مهمته بتمثيل الحزب في لجنة التوفيق ورئاسة مؤتمر الحوار الوطني نيابة عن الدكتور ياسين سعيد نعمان (سافر للعلاج في لندن)، قرار الإعفاء تمخض عن اجتماع استثنائي للأمانة العامة والمكتب السياسي للحزب الاشتراكي. من جهته جدد الأمين العام للاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان رفضه لما يصفه بتقسيم الجنوب، وقال: الجنوب الذي توحد تاريخياً ولديه قضية واحدة لها بعد سياسي من الخطأ أن يقسم في الوقت الراهن هذه القضية الرئيسية". مضيفا: أنا لا أرى حضرموت إلا أنها قلب احتضن الجنوب كله في لحظة تاريخية معينة ولم يكن الجنوب قادرا على أن يكون دولة بدون حضرموت". وأضاف ياسين في حوار نشره موقع (هنا حضرموت): أعتقد أن رؤيتنا في الحزب الاشتراكي تقوم على بقاء الجنوب موحداً لكن بالصيغة التي تسمح أن تكون هناك مشاريع للتنمية تكون هناك مرونة كاملة في إدارة الجنوب كإقليم وأن لا يخضع الجنوب لمركزية جديدة وأن يعطى لأبناء حضرموت وغيرهم الحق في إدارة الولاية والمحافظة بالشكل الذي يمكنهم من الاستفادة من ثرواتهم وتنفيذ مشاريع التنمية والبناء فنحن في اللحظة الراهنة نقاوم التقسيم من زاوية أن نمنع محاولة إلغاء الطابع السياسي للقضية الجنوبية وأعتقد أن من يسعى وراء مشاريع التقسيم التي يروج لها البعض حالياً فإنه يسعى ليؤكد أن هذه القضية لم يعد لها وجود". وزاد: "عندما أتحدث عن وحدة الجنوب فأنا أتحدث عن الجنوب كقضية سياسية ومن يسعون الآن إلى تقسيم الجنوب هدفهم الرئيسي إنهاء هذه القضية وبعدها السياسي أنا لا أتحدث عن إدارة مشروع اقتصادي أو حتى دولة بالصيغة التي تسمح بإيجاد أقاليم أو ولايات". ما قاله ياسين يؤكد موقفه السابق الرافض للستة أقاليم وتمسكه بخيار إقليمين. وكان مصدر مقرب من الرئيس هادي استغرب موقف الدكتور ياسين من وثيقة الأقاليم، وإصراره على موقفه من إقليمين، التي تعني العودة للتشطير، خلافاً لموقف ياسين المتفق عليه مسبقاً، وتأييده لدولة فيدرالية من 5 أقاليم. وفقا لما ذكر موقع الأهالي نت (السبت 28 ديسمبر 2013). وأضاف المصدر أن الرئيس هادي يحتفظ بوثيقة خطية بخط الدكتور ياسين يقترح فيها تقسيم اليمن إلى خمسة أقاليم. موضحاً أن هادي مصدوم من تغير موقف ياسين الذي يصب في مجرى "عرقلة الحوار الوطني". حسب قوله. سفر ياسين جاء بعد توجيهه رسالة إلى حزبه أبلغ فيها قيادات الحزب بأنه سيغيب عن العمل السياسي، داعيا إلى عقد المجلس الحزبي، وأن يتولى أبو بكر باذيب موقعه في هيئة رئاسة مؤتمر الحوار. ياسين كان قد قال إن حزبه ليس طرفاً في خيار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم حتى لو حصل على الأغلبية في مؤتمر الحوار، مؤكداً إن الاشتراكي لن يعمل على ما يؤدي الى تعطيل الحوار أو تعثره. ومقابل، تأييد الدكتور باذيب لرؤية ستة أقاليم ورفض الاشتراكي لها ومكون الحزب في الحوار والدكتور ياسين للرؤية، ضمت أصوات قيادات اشتراكية في الجنوب صوتها إلى صوت باذيب. على الاتجاه الآخر تقف قيادات اشتراكية في محافظات الشمال والوسط إلى جانب موقف الدكتور باذيب. ونفى الحزب الاشتراكي وجود تمرد أو انشقاقات داخل الحزب. وأشار مصدر في الأمانة العامة للحزب، في تصريح له السبت، إلى أن هناك أراء حول مستوى أداء بعض ممثليه في هيئات الحوار الوطني "وقد عولجت وتعالج هذه الآراء داخل هيئات الحزب المعنية بحسب الأسس والتقاليد التنظيمية الداخلية التي تنظم حياة الحزب وليست بواسطة الاثارات الإعلامية". وأكد تمسك الحزب بالآراء التي تقدم بها إلى مؤتمر الحوار في عدد من القضايا وفي مقدمتها التمسك برؤيته حول شكل الدولة وحل القضية الجنوبية على قاعدة الإقليمين لأن في ذلك حفاظ على وحدة الجنوب ووحدة الشمال ووحدة اليمن عموما. حد قوله. وسبق ورفض اجتماع استثنائي لأمانة الاشتراكي العامة ومكتبه السياسي ومندوبيه في مؤتمر الحوار تفويض الرئيس هادي لتشكيل لجنة تحدد عدد الأقاليم في الدولة الاتحادية المستقبلية. وقال بيان صدر عن الاجتماع "أكد الاجتماع الاستثنائي على موقف الحزب الاشتراكي اليمني على أهمية عرض خيارات عدد الأقاليم (خيار الإقليمين -إقليم في الشمال وإقليم في الجنوب- وخيار الستة الأقاليم أو أي خيار بينهما) على مؤتمر الحوار الوطني -على أن يقوم مؤتمر الحوار بتشكيل لجنة لدراسة عدد الأقاليم برئاسة رئيس الجمهورية- رئيس مؤتمر الحوار وتمثل فيها كافة المكونات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، بحيث يختار كل مكون ممثله في هذه اللجنة، وتتخذ قرارات هذه اللجنة بالتوافق المعمول به في النظام الداخلي لمؤتمر الحوار الوطني".